مقالات

وحيد القرشي يكتب”بلغوا سلامي ل”يوسف زيدان”

كنت أتابع صفحة محبو ومتابعو” يوسف زيدان” أعجبتني رسالة مكتوبة داخل الصفحة في بوست خاص بصاحبه,تقول” بلغوا سلامي للدكتور يوسف زيدان ، سلام ممتلئ بالشوق ,سلام لك من قلب أحبك ,فانا مفتقدك كثيرا,وكانت بعض الردود “طيب ما تبعت له رسالة علي الانبوكس..سلام الجميع لرمز الابداع الدكتور يوسف زيدان” اعجبتني تلك الرسالة والردود أيضا ,ولم أكتفي بالاعجاب فقط ,أمسكت قلمي وورقي وقررت ان اكتب مقالا في حق هذا الرجل والكاتب العظيم ,هذا المقال وكل ما قيل في حقه وقامته لن توفيه جزءا بسيط من حقه وقيمته ,ولكنه هو من علمنا أن نكتب ونكتب ولا نسكت ابدا عن قول الحق والصدق .

 

لنعرف اولا من هو “يوسف زيدان “,هو أستاذ جامعي سابق ،كاتب متميز للرواية التاريخية وفيلسوف فى الفكر الصوفى ، ومتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، وقد ساهم بالعديد من المؤلفات والإبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي، وله إسهام أدبي في أعمال روائية كبيرة مثل. روايتة الإشهر “عزازيل ” وله مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف العربية.وهو من أنشأ قسم المخطوطات في مكتبة الإسكندرية عام 1994.

 

عمل مديراً للقسم لفترة طويلة من عمرة ،اما عن درجتة العلمية فهو حاصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1980,درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية برسالته عن “الفكر الصوفى عند عبد الكريم الجيلي، دراسة وتحقيق لقصيدة النادرات العينية للجيلي مع شرح النابلسي”.،وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية برسالته عن “الطريقة القادرية فكرًا ومنهجًا وسلوكًا، دراسة وتحقيق لديوان عبد القادر الجيلاني” وذلك عام 1989 .وحصل على درجة الأستاذية في الفلسفة وتاريخ العلوم عام 1999

 

هو عالم جليل متميز قل وجوده في ذلك الزمن ,يسعى بكل قوة وثقة وبقدر ما يستطيع ان ينفع البشرية ويحرر العقول من ظلمات الجهل القابع بها عبر سنوات عدة ,يريد أن يرقي بالانسان وتبصيره ورفع الذل والمهانة عنه ,عبر أصدارات وكتابات واسهامات أدبية ,لم أري كاتبا في مصر والعالم العربي يشبه يوسف زيدان أدبا وثقافة واخلاقا وعلما,هو الكاتب الوحيد الذي يتحدث مع مؤيديه ومعارضيه ومنتقديه في وقت واحد ,لم يتعامل مع احد علي انه معارض او مؤيد له ولافكاره وكتاباته ,الجميع واحد امام كلمته وفكره الناصح المستنير ,كل ما يريده ليس أظهار نفسه وشهرته كما يدعي الكاذبون الحاقدون الحاسدون له ,هو كاتب ومفكر مشهور وكتاباته ورواياته معلومة ومعروفة في كثير من بلدان العالم ,يريد ان يبني مجتمعا مثقفا واعيا لما يدور حوله ولما كان قبل من تراث وتاريخ مجهول بالنسبة لنا ولا نعلم منه سوي القليل ,تاريخا وحقائق مغيبة عنا بفعل فاعل وبأمر معلوم ,يريد ان يجعل من الشباب مثقفين مبدعين أدباء وكتاب يعطون للكلمة قيمتها ولمن تقال ومتي تقال ,مريديه ومعجبيه شباب وفتيات ونساء واطفال وشيوخ وعوام وخواص ,هو رجل اعطي الرجولة قيمتها في زمن قل فيه الرجال , أفعاله مع الكبار والصغار ومنتقديه  شهادة بذلك, هو كاتبا واديبا اعطي للقلم والكلمة قيمة في زمن كثر فيه الثرثارون التافهون الجاهلون لما يكتبون ويقولون , أعجبتني مقولته الشهيرة “ليس كل من يتكلم ويكتب يقول “,هو مثقفا واعيا لما يدور حوله ولما كان قبل ,متنبئا لما أتي بحكمة ورزانة عقل اديب ومفكر كبير , هو انسانا وابا حنونا, في وجهه علامات الرضا والقبول والاطمئنان والثقة بالنفس ,دائما اقول ان الايمان الداخلي وحب الله وطاعته ورسوله يكسب الروح صفاءا ونقاءا وعذوبة في الصوت ورقة في القول ,عندما يقرأ يوسف زيدان أيات من كتاب الله او بيتا من الشعر ,يقشعر الجسد ونشعر بعذوبة الكلمات ونقائها وبمفرادتها ومعانيها الحقيقية لانها نابعة من القلب الي القلب.

 

لم يتغير قط عن رأيه وكلمته ظل متماسكا بها واثقا فيما يقول بالادلة والبراهين والوثائق وفي كثير من القضايا المطروحة التي أحدثت جدلا واسعا وحراكا داخل المجتمع المصري والعربي ,فقد قال كلمته الفصل الوجيزة عن تيران وصنافير, قال”مع أعتزام (البرلمان) المصري ، مناقشة ما يسمونه “طريقة إقرار اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران و صنافير” . . أقول :

أولاً :الجزيرتان مصريتان ، قولاً واحداً . و قد قلت ذلك بوضوح فور ظهور هذه المشكلة ، و قدّمت حينها الدلائل المؤكدة لذلك ( و نُشر ذلك في معظم الصحف ) و حين صدرت الأحكام القضائية الحاسمة لسيادة مصر على الجزيرتين ، كتبت : الجزيرتان مصريتان قبل الحكم و بعده .

ثانياً :لا يجوز دستورياً مناقشة البرلمان للإتفاقية . . و يجب على النواب الواعين بذلك ، أن يستقيلوا استقالةً جماعية في حالة الإصرار على مناقشة ما لا يجوز مناقشته .

ثالثاً :المسألة تتجاوز حدود منح الجزيرتين أو بيعهما أو التنازل طواعية عنهما . تتجاوز ذلك بكثير ، فهي مقدمةٌ و خطوةٌ أولى لإتاحة نواحٍ مصرية متفرقة في سيناء و غيرها ، لغير المصريين من أثرياء ( الأشقاء ) و تحويل المصريين إلى عبيدٍ ببلادهم لمدة مائة عامٍ قادمة ، بعدما تم خلال الستين عاماً الماضية استعبادهم في الدول النفطية الشقيقة ، تحت مسمى “عقود العمل و الكفيل” . . مع أن مصر طيلة تاريخها ، لم تشترط يوماً على أي شخصٍ عربي يأتي للإقامة بها ، وجود عقد عمل أو كفيل مصري .

 

وايضا تصريحاته وقوله عن صلا ح الدين الايوبي والذي أحدث حالة من الجدل والضجة في وسائل الإعلام المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي.

قال زيدان خلال لقاء تلفزيوني على فضائية أون لايف الخاصة إن “صلاح الدين الأيوبي واحد من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني”.

وأضاف أن الأيوبي حرق إحدى أهم المكتبات في العالم بحجة “معتادة حتى الآن وهي مواجهة الفكر الشيعي”.

وتابع الكاتب المصري الحاصل على جائزة البوكر، أن الأيوبي “ارتكب جرائم حرب بحق الفاطميين”.

لقيت هذا التصريحات انتقادا وهجوما ضد يوسف زيدان ,حيث انفجرت موجة حادة من الجدل والشد والجذب والسباب المتبادل، عقب ظهوره علي شاشة قناة أون لايف الفضائية ، منتقدا القائد “صلاح الدين الأيوبى”، انتقادات رأى البعض أنها متجاوزة ومهينة وتطاول علي رمزا تاريخيا من رموز العرب والمسلمين.

 

موقف يوسف زيدان استدعى مواقف كثيرة معارضة، ردت على آراء الباحث والأكاديمى المتخصص فى التراث وتحقيق المخطوطات، ولكن الردود لم تشتبك مع الموضوع فى جوهره، فبينما عرض “زيدان” وقائع وأحداثا رأى أنها تشير إلى دموية  “صلاح الدين” وسوء إدارته، لم يرد منتقدوه ومهاجموه على الأمر، تجاهلوا ما قيل وسجل بحق القائد الكردى ، وتركزت ردودهم على شخص يوسف زيدان، الذى اتهمه قطاع واسع من المتشيعين لـ”صلاح الدين” بأنه جاهل وحاقد ولا يفقه شيئا ويكتب روايات سيئة وجنسية.

 

يوسف زيدان نبغة زماننا ,يعامل مريديه كأبنائه وأخوته برفق وحب وحنان الاب ,يوجههم ويرشدهم للنهج والطريق السليم بعبقرية ولين وحكمة عبر اسئلة اسبوعية للنقاش والاجابة عليها ,ليختار اسبوعيا مجموعة من الاصدقاء ومعجبيه عبر صفحته صاحبي الاجابة الصحيحة لجلسة في بيته للنقاش والحوار المفتوح للقصائد الشعرية النادرة ولرواياته ,وتوزيع نسخ من رواياته وأصداراته للفائزين ,كل ذلك علي نفقته الخاصة,فقد أرسلت إدارة موقع «فيس بوك»، رسالة إلى الكاتب الروائي الكبير يوسف زيدان عبر صفحته الشخصية، تشكره فيها على مدى التفاعل على صفحته ومنشوراته، مؤكدة خلال الرسالة أن تفاعله على «فيس بوك»، يحقق الغرض المنشود ,يوسف زيدان يعتبر من أكثر الأدباء والمؤرخين والمفكرين نشاطًا على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»، حيث تحظى بنسب متابعة تصل لـ 231 ألف متابع

 

يعطي مريديه ومعجبيه من جهده ووقته وماله من أجل التثقف والتعلم  ,ليخرجهم من حالة الركود والجمود والكسل الي الوعي وتحريك العقل والثقافة والقراءة والنبش والبحث عن الاجابة الوافية ,يتقبل الراي والراي الاخر, ومع يوسف زيدان لا يوجد أخر ,يرد عبر صفحته الشخصية علي منتقديه ومحبيه ومعجبيه بسهولة ويسر واسلوب واحد وعبر نقاش مفتوح ومثمر واجابات مقنعة ليعلمنا كيف نعطي للكلمة قيمة ونفهم ما نكتب قبل ان نقول .

 

هل يوجد في مصر والعالم العربي مثل “يوسف زيدان “,وما يقدمه من وقت وجهد وجلسات ومحاضرات لأنارة العقل وتحريره واتساع المعرفة ,هل يوجد كاتب له معجبين تتابع منشوراته وكتاباته يوميا مثل يوسف زيدان ,و ما يقدمه من كتبه هدايا للفائزين بالمسابقة الاسبوعية ,في جلسات ومحاضرات يوسف زيدان يحلق بك في سماء المعرفة في علو وشموخ وعزة ,يشعرك بقيمتك كأنسان وبقيمة ما تقرأ وما تكتب ,يحفزنا علي القراءة والثقافة والاستمرار ولا نتراجع عن ذلك في يوما من الايام ,ولا نضيع وقتا دون ان نقرأ ونكتب ونتعلم ما يفيد ,علمنا ان القلم سلاح الكاتب الحر الصادق فيما يكتب ويقول.

 

تلك الصفات والفتوحات الربانية ,اوجدت الحاقدين الحاسدين له المشككين في كتاباته ,والقول والقيل بما لا يفيد ,الكثير قال ليشكك في قيمته وقامته ,وكانت اقوالهم كسراب عقيم مظلم لا اساس له ولا براهين ,وقفوا صامتين عاجزين امام رد وقول يوسف زيدان علي اقوالهم الكاذبة البعيدة عن الحقيقة ,واكتفوا بالنبش في السراب العقيم المظلم المغيب للحقيقة والواقع ,والثرثرة المغيبة المصدعة للعقل الفاقدة للصواب والصحيح .

 

أسألوا أنفسكم أيها الحاقدون الحاسدون المضللون ,وردوا عليها بصدق وبالحقيقة  .لماذا يتجمع الكبار والصغار المثقفين من العوام والخواص حول كتابات ومنشورات يوسف زيدان عبر صفحته الشخصية ,والتي أكتفي بها ,لانه لم يحتاج التحليق للشهرة كالاخرين المضللين بالكلمة.ولماذا كتب وروايات وأصدارات يوسف زيدان الاكثر مبيعا في كثير من دول العالم ,ولماذا يظل يوسف زيدان هادئا متماسكا واثقا كما عهدنه رغم تعرضه للانتقادات الحادة والتشكيك فيما يكتب وفي رواياته ,أخجلوا من انفسكم وكفاكم عبثا دون فائدة  ,هل كل ذلك من فراغ ,ام انها مقدرة ومكتسبات وتاريخ لشخصية ورجل عظيم يستحق الاحترام والتقدير من الجميع.

 

تعلمنا منه واخذنا منه الكثير ,يوسف زيدان اسطورة زماننا ومن اراد التعلم والعلم والثقافة فليقرأ له,يقول الحقيقة ولا يكتفي بذلك ,يقدم البراهين والادلة علي قوله ,أعجتبني نصيحته ورسالته الشهيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي والتي لاقت اعجاب الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ,علمنا كيفية مخاطبة ونصيحة كاتب ومفكر كبير لرئيس دولة وقت الازمات والصعوبات ,وكيف نصحه بأسلوب راقي قائلا له”كن حازما او حنونا ,أيا ما شئت,ولكن أعلم ان النقضين لا يجتمعان ,ثم ختم رسالته,لن أطيل عليك يا رئيس مصر,لكنني سأكرر عليك القول كن حازما او حنونا ,ولكن لا تجمع بين هذا وذاك,فهما لا يجتمعان,وأعلم أنني ناصح لك ولا أريد منك جزاء ولا شكورا ولا غضبا ولا سرورا ,فهذه الرسالة من أجل مصر فقط” وتلك مواقف يوسف زيدان ولن تتغير أبدا.

 

 

البلاد والشعوب التي نعيش فيها, تحولت إلى كراهيه للعلم والمعرفه وأكتفت وأعتمدت على ثقافه التلقين السماعي والحفظ وان نؤمن بثوابت ولا نحرك العقل ,ولا مجال للفهم والبحث والتدقيق وحين يظهر فينا من يحاول أن يغير الأسلوب المتبع في نقل المعرفه ويحثنا على البحث والتدقيق والثقافة حتى لو توصلنا إلى ما يخالف ارائه طالما سلكنا منهجا سليما ويقبله بصدر رحب مقدما لنا نموذجا جديدا للعلماء   في العصر الحديث بالطبع يجب أن يعد الدكتور يوسف زيدان عدو  في هذه الحاله إذ يقوم بهد معبد الحفظه والملقنين وهم كثر في زماننا.

 

الهجوم على العلماء والمشايخ، أصبح ظاهرة سلبية لدى الكثير ,لقد أوجب الإسلام احترام العلماء وتقديرهم، فهم قدوة المجتمع، وبهم يرتقي المجتمع وينهض، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِى ٱلاْمْرِ مِنْكُمْ} (سورة النساء:59)، وأولي الأمر يقصد بها العلماء عند بعض المفسرين.

و قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ” وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر”. (أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما).

 

يجب علينا ان نحترم العلماء ونقدرهم .ولا يجوز لنا الهجوم والتطاول عليهم ,يمكننا أن نختلف معهم ولكن عبر نقاشات وحوار بناءا ,وليس بالسباب والشتائم ,ان ما يحدث من هجوم شرس خاطئ ضد الدكتور يوسف زيدان دليل علي صدقه وثباته وانه نجح في توصيل رسالته ,وهدفه,ولا بد أن نحترمه ونقدره.

لم اكن مادحا لأحدا في يوما من الايام أو منافقا, وما ذكرته حقيقة والكل يعلمه علم اليقين ,و لم يفي بقدر وقيمة هذا الكاتب والمفكر العظيم ..حفظه الله وحفظنا جميعا نعم المولي ونعم الوكيل.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق