المرأة والطفل

التخطيط لتربية الطفل

 

كتبت/ د اسماء عبداللطيف

إن التخطيط لتربية الطفل أصعب بكثير من مجرد إنجابه, إن البنون زينة الحياة الدنيا لكنهم حين يأتون إلى الدنيا ليس بقرار منهم بالطبع, فأصحاب قرار مجيئهم بعد صاحب القرار الله عز وجل هم المسؤلون عن تربيتهم ونشأتهم منذ الولادة وحتى يصلوا إلي سن الرشد حيث الإستقلال والإعتماد الكلي علي انفسهم
لذا يتعين علي المسؤليين عن نشأة الأطفال التخطيط والإعداد المسبق لتربية الأطفال على أسس واعية, لإن المسألة التربوية أولا وأخيرا مسألة معيار وتوازن.

إن القسوة المفرطة في التعامل مع الأطفال قد توقع الأهل في خانة الإضطهاد لأطفالهم, وفي ذات الوقت فإن اللين المفرط والتدليل الزائد عن الحد والعطاء اللامحدود وبطلب وبدون مناسبة قد يوقع الأهل في مأزق التساهل السلبي الذي يشقي أطفالهم بدلا من أن يسعدهم.

التنشئة وتربية الأطفال من المهام الجسيمة التي لاتؤدي سوى نتيجتين حتميتين إما الفشل أو النجاح وليس بين ذلك سبيلا, ينبغي لنا أن نتعامل مع كل طفل على حسب قدراته وميوله وإمكانياته, ولا نحمله فوق طاقته من التمني والتصورات الابوية المثالية.

يفترض إعداد خطة تربوية واقعية يكون دستورها الحب والحنان وقانونها الأمن والأمان ومنهجيتها الحداثة والمعاصرة في التعامل والخطاب اليومي معهم.

فمشاعر الأطفال مرهفة وذات حساسية بالغة لذا ينبغي التعامل معهم من هذا المنطق وعلي اساس أن طفل اليوم هورجل أو إمرأة الغد, كما ينبغي أن ننظر بجدية أكثر الى مفاهيم التربية ومواكبتها مع تطورات العصر ولا نأخذ مضامينها مسلمات وراثية لا جدال فيها, حتى نضمن التوافق والإنسجام بين الأجيال وبين مانريد نحن وما هم يريدون, وذلك لنصل بسفينتهم إلى بر الأمان لتطأ أقدامهم أرض الإستقلالية المنشودة لهم, فالمقصود هنا من تربية الطفل بالتخطيط لتربية الطفل هو أن يحدد أبواه ماذا يريدان له, وكيف يعملان سويا علي تحقيقه.

لا شك أن الوالدين ينشدان كل النجاح والسعادة لطفلهما ولكن هذا لا يأتي بالتمني والأمال إنما بالعمل الدؤب والإهتمام المصاحب بالحب والرعاية المتواصلان لدفعه دائما وأبدا للأمام بكل ثقة وإقتدار.
وهذه المهمة هي من أصعب المهام والمسؤليات الملقاه علي عاتق الأهل.
لا أحد يجزم بالقول بأن تربية الأطفال مسألة هينة ويسيرة علي الجميع, إنما هي جهد جهيد ومثابرة متواصلة تستدعي عمق الوعي وطول الصبروقدرة التحمل.
إن النوايا الطيبة في تربية الأطفال وتركهم على (البركة) دون توجه أو تخطيط أو متابعة أو ملاحظة لايكفي لبلوغهم الإستقلالية والتربية الواعية,
إن كل ماتفعله وكل ماتفكر فيه وكل ما تؤمن به وكل موقف تتخذه له أثرا علي الطريقة التي ينشأ عليها أبناؤك فلايمكن لطفل أن يكون أفضل من القدوة التي تقدمها له, ومن ثم فإننا كأباء نؤدي أعظم وظيفة علي
وجه الأرض, ألا وهي وظيفة تشكيل إنسان أخرعن طريق المعيشة اليومية
أعمدة التخطيط التربوي:
1- الحب بدون شروط ولاحدود .
2- الأمان للطفل جانب اساسي من جوانب النمو.
3- الإحتواء لكل جوانب الطفل.
4- الإهتمام بكل جوانب نمو الطفل ومهاراته .
5- التقبل لكل نقاط الضعف لدى الطفل.
6- القدوة والنموذج في كل التعاملات المختلفة.
7- المعرفة واللإطلاع لطرق التربية والتعليم الحديثة.
8- التوجيه للطفل لما يتناسب مع قدراته ومهاراته وإمكانياته.
9- تقديرك لذات الطفل وتحفيز ثقته بنفسه.

10- المتابعة لتطور الطفل من جميع الجونب
(العقلية,الجسمية, الشخصية, الإجتماعية)
11- التنمية المستمرة لنقاط القوة لدية ومساعدته للتغلب علي نقاط ضعفه.
12- إعداد الخطة المستقبلية بما يتناسب مع ما تكتشفه من مواهب الطفل واتجاهاته.
13- تطبيق هذه الخطة علي خطوات مرتبة متأنية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق