الرئيسةمقالات

هوامش علي دفتر الوطن

وجدت نفسي أدون في دفتري الشخصي بمناسبة بداية العام الهجري الجديد بعض هذه السطور والتي قد تبدو للبعض معتمة .. ولكن من أراد أن يقراء عن الواقع ما يسره فليخلق لنا واقعاً مختلفاً ووطناً جديداً وأناساً جدداً !! .. الأيام الرماديه في الزمن الردئ تجعلك تتحير هل تكتب ؟ وأين تكتب ؟ .. أو تصمت .. وكيف تصمت.. ؟ أم تبكي هذا الزمن الذي تساوت فيه حروف الكتابة بملامح الصمت ؟! .. فهناك علاقة إرتباط مشروعة بين حنينك ورغبتك في ملامسة جسد الورقة .. والشعور بالجدوى أو التجاوب .. فمن نكتب لهم جلودهم أسمك من سور برلين واعصابهم أبرد من ثلوج الإسكيمو ووجههم أبلد من مشاعرهم ! البعض لا تهزهم الكلمات المدببة ولاتؤرقهم الحقائق ولا يزعزع ثبات مقاعدهم الكوارث والنكبات التي هم أولها وأطولها تحققاً !!
لمن نكتب إذاً .. للناس ؟ أي ناس ؟ فالناس في بلدي باتو أسرى هزيمتهم في حروبهم اليومية ضد همومهم الحياتيه البسيطة والكبيسة في نفس الوقت فالمواطن المصري مقوس الظهر يضربونه أكثر مما يطعمونه .. أفقدوه القدرة علي الذهاب بأحلامه وأهتمامه أبعد عن الخبز القليل والماء الشحيح والبحث عن جرعة حظ أو مقعد في حافلة نقل .. أو فرصة عمل حقيقية أو دور متقدم في طابور مخبز .. أو جمعية لا تبيع لحماً مجنوناً أو دواجن فاسده أو تأشيرة دخول لبلاد النفط.
ماذا تبقى إذا من هذا الوطن ؟ ماذا تبقي لنا كي نكتب وأين نكتب .. ولمن ؟! .. يقول البعض : الصفوة ؟ تلك التي يفترض أنها طليعة الرآى والموقف ؟!
وأقول لهم .. أي موقف ؟ لا أظن ! فهم في شرفة المشاهدة .. في مقاعد المتفرجين .. بعضهم يتلذذ بشجاعتنا ويراهن علينا .. والبعض الأخر يراهن على ضعفنا ويتأفف من صراحتنا والكل في غرفة المشاهدة !! .. أما نحن فما زلنا نركض علي الورق الأبيض .. نربح معارك علي الورق ونخسر غيرها أيضاً علي الورق ..وكأن حدودنا هوامش دفاترنا وصحفنا .. سيوفنا من ورق .. وبطولاتنا نسجلها علي الورق .. وكثيراً ما يعز علينا حتي هذا الورق ؟! فما قيمة أن نضيئ شمعة في وطن أغمضت عيناه وباتت مصابيحه تشع ظلاماً ؟!
ما هذ الوطن .. وماذا دهاه .. كيف تحول من صديق إلى غريب .. وكيف تحول الرفيق إلي عدو .. عنيد وشرس متجرد من كل المشاعر ؟! أي أنتماء الذي يتحدثون عنه ؟! .. فالوطن تحول في الفلوب إلي نصف وطن يوم أن ضربوا مصر بالسياط وأذ به يتحول إلي ربع وطن يوم أدركوا أنهم بلا ثمن بالداخل فلا ثمن بالطبع في الخارج ..أختصر الوطن كرامتنا وحقوقنا وأكملت الغربة الأختصار .. فأختصرت مكانة الوطن في قلب المواطن إلي نصف وطن .. ربع وطن .. عشر وطن .. أي بقايا وطن ؟؟ وهكذا أكتب ما أحب في مكان يحب ما أكتب وأوقع عليه بأسمي !! وقبله تهنئتى للجميع عيد هجري سعيد
رؤوف علواني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق