مقالات

أثار تتحدث وعين ترى

كتبت / إيمان أشرف

آثار تتحدث عندما تمسك بالقلم لتعبر عما تراه عينيك يعجز القلم عن ما تريد وصفه ولكن عندما تكتب بكل صدق حينها يخدمك قلمك ويجعلك تكتب كلمات تصل إلي قلب كل من يقرأها ويتخيلها ويعيش نفس الشعور الذي طالما اردت أن تعبر عنه . هكذا هيا آثارنا الإسلامية يعجز القلم واللسان احيانا بوصفها بكلمات فعندما تشاهدها لأول برهه تقول لنفسك كيف هذا !؟ وتظل تتعجب وتثير فضولك لتعرف عنها المزيد والمزيد وذلك لسحر عمارتها ورونق فنونها الآخاذ الذي يسحر العين والقلب معا ،والأكثر غرابه انك في كل مرة تشاهدها يزداد إعجابك واندهاشك وكأنها المرة الأولي التي تشاهدها فيها وكيف لا ! فعلي سبيل المثال وليس الحصر يتجلي هذا في مجموعة معمارية فريدة عندما تزورها او تشاهد صورة لها وهيا (مجموعة السلطان المنصور قلاوون ) الواقعة بشارع المعز بالقاهرة والتي بناها السلطان المنصور قلاوون احد سلاطين المماليك الذين ارادوا تخليد ذكراهم بعد مماتهم و رغبة منهم في التقرب إلي الله هذه المجموعة التي تخفي العديد من الأسرار عندما تراها تخطف نظرك ولاتعلم من أين تبدأ بالتأمل لا تسطتيع أن تركز نظرك علي شيء بعينه، وتستطيع بعمارتها وفنونها أن تنقلك لعالم آخر . وتتكون المجموعة من مدرسة وقبة وبيمارستان وسبيل اضيف فيما بعد ومن الأسرار التي نريد أن نكشف عنها ان المدرسة كانت لتعليم فقراء المسلمين وأيتامهم وكانت مخصصة لتعليم القراءة والكتابة وحفظ القراءن الكريم . اما بيمارستان فكان مخصص لمداوة المرضي وخاصة مرضي الرمد والأمراض العقلية ، اما القبة فكانت مخصصة لدفن صاحبها وكذلك كان يقرأون فيها القراءن . ولكن ليس هذا فقط مايثيرنا بل إن الناظر لواجهتها الخارجية يستطيع أن يلمس فيها سحر الفنون وجمال العمارة وذكاء المهندس وتعكس لنا ما كان يوجد في تللك الحقبة وهو استخدام الاسري في تنفيذ الوجهات التي ظهر فيها تأثير الفن القوطي . وكذلك تلاحظ وجود الكثير من الدخلات وهو ما يلفت نظرك لماذا ؟ والواقع ان السبب يجعلك تنبهر وذلك لتوزيع أشعة الشمس داخل المجموعة بداخلها فهيا وسيلة الإضاءة نهارا وليس ذلك غريبا علي العمارة الإسلامية ولا يكتفي الفنان عند هذا الحد بل انه تفنن في اظهار الخط العربي البديع فهو مايميز فنه ولايستطيع ان يترك هذه الفرصة لاستمرار ابرازه فسجل به القاب واسم السلطان صاحب المنشئه وكذلك تاريخ البناء وقد سجل بخط النسخ الذي شاع في عهد المماليك كثيرا ويعد أكبر خط نسخي نشاهده علي منشاءة. اما المدخل : فتري فيه تنوع الرخام الأبيض والأسود ، وكذلك لم يخلو باب المدخل من ان يعكس فنون زخرفة الأخشاب في تلك الفتره فهو بابا خشبيا ضخما مصفحا بالفضة التي نفذت عليها زخارف نباتيه بديعة . اما عن القبة :من الداخل عندما تراها تسحرك وتشعر وكأنك في قبة الصخر عندما تنظر لأعلي وتري ان منطقة انتقالها مثمنة الشكل مكون من اربعة دعامات ضخمة تحصر بينها اربعة اعمدة جرانتيه وردية اللون ويزخرف الدعامات باللون الأخضر والذهبي معا وهما اللونين المفضلين لدي الفنان في العصر الإسلامي فهو يذكره دائما بالجنة ومافيها من ذهب وخضرة وعندما تشاهدها تشعر بتناغم الألوان مع بعضها البعض وهو ما يدخل علي النفس الطمئنينة و يكمن ايضا في محرابها البديع المزخرف بالفسيفساء والصدف التي ابدع الفنان في دمجها مع بعضها في تناغم بديع . وهكذا تظل تسحرنا الآثار الإسلامية ونقف عاجزين امامها وتثير فضولنا لكسب المزيد حولها وستظل هكذا في كل مرة تزورها

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق