الأدب و الأدباء

حوار مع الكاتبة دعاء علي

حاورتها : حنان الشيمي

عرفناها .. امرأة تعرف ما تنبض به القلوب ، تقول كلماتها دون تجميل أو مواربة.. تصرّ، كعادتها، على ذرّ الملح بعمق الجرح، ليس سادية مجانية منها، ولكن لأنها تدرك، تماما، أن آخر العلاج الكي.

هي امرأة الألف قضية.. كاتبة تحتمي بعشقها للغة العربية وتنشئتها بين حروف رافعية خالصة. تعتز بهذا وتفتخر بحبها لكتابات الرافعي
تفتخر بكل ماهو أصيل وتنتقد بحدة “الأشباه” اليوم. ولم تخف أيضا ألمها العميق من تقزيم قضايانا وكيف أن دموعنا غدت رخيصة وأمنياتنا صغيرة…دعاء التي تبحث عن المثالية في كل شيء،صرخت بكافها المفقودة وتلتها أنفاسها الثالثة .. كاتبة تؤخذ ككل، لا يمكن تجزئة تفاصيلها.. وفي هذا الحوار تركت لنا شذرات من أفكار ومفاهيم وحقائق مختلفة باختلاف القضايا التي تحملها كهاجس داخلي


1-
أولا، عرفينا بنفسك
ثم حدثينا عن مسيرتكِ في الكتابة، متى بدأتِ الكتابة؟ وكيف كانت البدايات؟
وهل واجهتِ أيَّة صعوبات في بداية مشوارك في الكتابة؛ سواءً من الأسرة أو المجتمع؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اولا تحياتي لحضرتك أستاذتي «حنان الشيمي»، وجزاك الله خيرا على هذه المقدمة الطيبة، وشكرا لدار البشير على حرصها الدائم على الاختلاف والتميز وتقديم ما هو مختلف، سواء كناشر أو كمبتكرين في طرق عرض الكاتب والكتاب، وهذا من تمام إيمانهم بألوان الأدب المختلفة التي زينتها الدار بالقبول والنشر ثم العرض بكل ما هو مبتكر وراقي.

 دعاء علي
امرأة ريفية ولدت وكبرت وترعرعت وسط البيوت الكبيرة والقلوب الأكبر، استنشقت رحيق القرية الطاهر، وشربت بكفها من ماء النيل واستيقظت يوما لتجد نفسها في زحم المدينة وتكدس البنايات وهي التي اعتادت الهدوء وامتداد البصر للطبيعة من فوق منزلها الذي لم يتجاوز الأربعة طوابق فقط.
 مؤهلي متوسط ( دبلوم فني صناعي ) وأفتخر.
 لم أكن أخطط أن أكون كاتبة من قبل، كنت مجرد قارئة، اختارتني القراءة للعيش في مملكة الكلمات بشكل قدريّ بحت، بيئتي كانت أبسط من اقتناء الكتب أو السماح بها، بضع كلمات فوق أوراق صفراء وقعت عليها عيناي قدرا، التهمت على أثرها بقية الكلم داخل الكتاب الممزق، كتاب بلا غلاف ولا اسم كاتب، ثم أردت التعرف على الكاتب وأردت امتلاك الكتاب، وكان الكتاب هو أوراق الورد – للصادق الرافعي، ثم تبعته بالسحاب الأحمر، ثم برسائل الأحزان، حديث القمر، ورواية المساكين، كان الرافعي مجرد بداية الولوج إلى تلك المملكة السامية «مملكة الكلمات»، لكن كتبه ظلت مفتوحة لا تغلق أبدا فسحر بيانه أصابني وما برأت.

ملحوظة؛ على عشقي لحرف الرافعي لكني أحزن حين أشبه به، هو الرافعي، وأنا دعاء.

 بداية الكتابة كانت مبكرة جدا، لكني لم أكن أكتب حينها للنشر، مجرد خواطر وأحاسيس خاصة في ادراجي والسلام، نعم واجهت صعوبات من الأهل وأنا بنت، أبي ووالدتي أكثر من أبي؛ قد رفضا عملي مع قريب لوالدتي في مجال الصحافة المحلية في التسعينات، حزنت جدا حينها رغم عدم استعدادي النفسي لهذا فقد كنت خجولة جدا وأميل إلى الصمت دائما، لكني أيضا كنت فتاة بروح حوامة، تتوق للحرية الدائمة، ولم أجد براحا لروحي إلا في خلوتي وكتاب.

2-
هل تأثرت بأحد؟ والى أي مدى
وممن لقيت التشجيع؟ وما الذي يغريك في الكتابة ؟

2 – نعم تأثرت بجدتي جدا، كانت تجيد الارتجال ونظم القوافي، لكن لم يدون خلفها مهتم، كنت أجلس دوما إلى جوارها وأستمع إليها وهي تدندن بالشعر وهي التي لا تجيد القراءة، ثم زوجة أحد أعمامي كان بها من الحكمة وجمال النفس ما يفوق ألف ألف مدرب تنمية بشرية، أو طبيب نفسي، رحم الله الـ «جدة» وبارك في عمر الـ «آمنة».
 لم يشجعني أحد على الكتابة بل العكس كثرٌ هم من عجزوني وأرادوا إثنائي ووئدي، الجميع كانوا يروني غريبة أطوار، فالكثير من أنشطتهم كانت وما زالت لا تستهويني، بينما جلسة أمام البحر مع كتاب كانت وستظل جل أمنياتي.

 يغريني في الكتابة السحر .. نعم السحر
إن بلحظة ضم القلم سحر يفوق ألف ألف ثرثرة، وإن آذان الأوراق أفقه عندي من آذان كل البشر، وإن عينا القاريء أفضل مستمع وقلبه أصدق الأعين، وروحه أفضل صحبة حظيت بها بحياتي، فتحياتي؛ تحياتي لكل قاريء بذل من نفسه وماله ووقته من أجل كلماتي وأمامها.

3-
ما الشروط التي ينبغي أن تتوفر للكاتب الناجح؟وما رأيك

بمصطلح أدب ذكوري، وأدب نسائي؟

ما من شروط في الكتابة، أفضل ما في الكتابة انها تعبر عن رغبة تحرر صاحبها، فكيف نقيد من فر للقلم وبالقلم ونقول له انت صالح وانت طالح، وجملة الكاتب الناجح هي جملة مطاطة جدا، فمعايير النجاح تختلف بحسب ما يفرضه القاريء أحيانا من ألوان أدبية يفضل بعضها عن البعض الآخر، برأيي أن النجاح في النهاية لمن يكون جمهوره ممتد بين الأجيال على طول الأمد وليس بين من جمهوره جيل دون جيل، النجاح أن أكتب ما إن ترك خلق حنينا في نفس القاريء فأراد قراءة نفس العمل من جديد، أن أكتب ما يصلح أن يؤخذ منه كترياق، وما يبحث فيه كمرجع.

 لا أعترف بتصنيف الكاتب سواء من نوعه، أو من مظهره، من توجهه، أو من خلفيته.
الكاتب كاتب وما يميز كاتب عن آخر هو المحتوى الذي يقدمه وليس أي شيء آخر.

4-ما رأيك بمستوى الحركة الأدبية الراهنة في البلاد؟
وما هي قراءتكِ للمشهد الثقافي في مصر اليوم؟

 أرى أن الحركة الأدبية نشطة جدا، وأن الرقعة الأدبية اتسعت كثيرا، وأن المنافسة لم تعد على المحتوى بقدر ما هي على الإقبال على لون دون لون وهكذا، ربما هناك من تعلو مبيعاته اليوم، لأن طفرة القراءة بين الشباب ما زالت بحاجة إلى نقلة، لكن من واقع النضج الأدبي فكثيرون لن تتجاوز كتبهم اليوم، والمجد لمن لم يكتب بهدف غير أن يترك فكرا وأبعاض من روحه داخل ما يقدمه وإن كان قليل ( نفتقد أرواح الكتاب التي تسكن الكتب) .

5-ما رأيك بمكانة المرأة العربية، هل نالت حقوقها، ام أنها ما زالت تعاني وينقصها الكثير؟
وما هي أبرز المعوِّقات التي تواجه الكتابة الإبداعية اليوم، خاصة في ظل الانشغال بهموم الحياة اليومية؟ا

 ما زالت المرأة العربية “يُراد لها”، ما زالت الحرية محصورة في أمور دون أمور، وما زال امتلاكها للحرية فيما يضر ولا ينفع – إلا من رحم ربي، لكني اتحدث عن وضع راهن ورؤى مجتمعية وتصدير دولة لصورة نساء دون نساء.
المرأة ممكنة لكن عقلها مُوجّه إلى ضعفها وتهميشها وتضخيم أكبر مصاب لها في الحرية بين منتهى الفكر اليميني ومنتهى الفكر اليساري .. الأول يريدها ظاهريا مستورة وإن كانت داخليا خربة، والثاني يريدها ظاهريا متحررة وإن كانت داخليا ملاك، وفي المنتصف يقف أصحاب فكر الوسط عاجزا لا هو يملك منبرا ولا شاشة تلفاز !

 لا شيء يعوق الابداع بإذن الله، أظن أن الأمر على العكس تماما إن من كثرة الضغوط يتفصد الابداع كما يتفصد العرق على الجبين، فسلام ألف سلام على من يقطر دواخله أحبارا، وألف سلام على من قرأ.

6-
ما هوالقسطاس الذي تعتمده دعاء علي لتقيس مدى إبداعها؟
ما مدى العلاقة بينك وبين ما نقرأه في نصوصك ؟ وإلى أي مدى ما تكتبيه يمثل تجربتك الحياتية؟

 أنا لا أقيس كلماتي ولا أقيمها، إن شعرت كتبت وإلا فأنا في إثباط، هل سيعجب القاريء ما كتبته أم لا ؟! هل تطورت ام لا ؟! هل تجددت ؟! هل ؟! .. لا أنشغل أبدا بمثل هذه الأسئلة، أنا فقط أفرح جدا حين يقول لي قارئا أنه قد تغير بعدما قرأ، لكن هل أنا تغيرت ككاتبة أم لا ربما ينشغل بهذا من هم أهله من أهل النقد، أنا أكتب دفقا والسلام.

 العلاقة وطيدة بيني وبين حرفي هو من رحم إحساسي، مهما كان مصدر هذا الإحساس، آية في سورة من كتاب الله، جملة في كتاب، أو في رسالة من أحد طالبي المشورة، أو من واقع حياتي نفسها، الكاتب كائن حساس جدا ويتأثر بسهولة بكل ما تقع عليه عيناه أو آذانه.

 الكاتب بين كل كلماته وشخصياته، الكاتب بعض من كل وعليه فكل ما أكتبه هو بعضي وأبعاض من فكري وحلمي وأمنياتي.

7-
يرى الشاعر والمسرحي الكلاسيكي والفيلسوف والمؤرّخ الألماني “فون شيلر” بأن “الفن هوالذراع اليمنى للطبيعة، فالأخيرة لم تعطينا إلا الوجود ، أما الأول فجعل منا بشرا”، هل لهذه النظرية ما يدعمها ويجتلي أعماقها في فكر الكاتبة دعاء علي الثاقب والناقد؟

 أتفق وجدا مع الفيلسوف «شيلر» وهل يبدع المبدع إلا لأنه صرف نظره إلى الطبيعة ! فرأى فيها ما لم يره سواه، الفنان لصيق جدا بأذنه وعينه إلى الطبيعة، والكاتب فنان يستمع إلى زقزقة العصافير في الصباح نغم، بينما يستمع الجامدون إليها على أنها مجرد الاستعداد لحرب لقمة العيش ! الاثنان على حق، ويبقى الأحق هو من يتقبل الآخر وهو لاختلاف تلقيه يبتسم.

8-
إذا كان بين القلم والحرف ورق جائع وبين الروح والإحساس وجود ضائع وبين الحياة والموت شيء رائع، أين نجد الإنسانة دعاء علي بين كل هذا ؟

 الإنسانة «دعاء علي» عمرها ٤١ عام لا أوراقها شبعت، ولا قلمها جف، ولا حرفها نضب، الإنسانة «دعاء»، تلقم روحها للأوراق فتتجلى للقراء إحساسا، فيندثر كل غير الموجود، وتستدعي الكلمات الحياة في أمر الله «اقرأ»، فتقف الإنسانة «دعاء علي» وهي فرحة لإطعام روحها لألف ألف روح وهي تتمنى لكل من يقرأ أن يجد في مدادها شيء من السلام المفقود، فالسلام على كل من قرأ ويقرأ ألف ألف سلام.

9-
ما رأيك في موجة النشر الالكتروني التي نعيشها حاليا؟ وهل تجربتك مع النشر الورقي ناجحة ؟ والى أي مدى ؟

 مجربتش الحقيقة النشر الإلكتروني علشان أقيمه، ربما لأنني لست من هواة الـ pdf ، أحب رائحة الورق وأنا أقرأ، أحب أن أبذل من نفسي ومن مالي لأقتني ما يراودني عن نفسه من الكتب فلا أستعصم، ربما قتل هذا الإلكتروني شيء من الألفة في كل شيء حتى بين القراء و الكتب !

 الحمد لله بفضل الله لي تجربتين ورقيتين، في دارين نشر مختلفتين، والحمد لله التجربتين ناجحتين نوعا ما، نشرت «الكاف المفقودة» في دار «بصمة»، ثم نشرت «أنفاسٌ ثالثة» في دار «البشير»، والحمد لله ما من مشاكل والأمور تمام حتى الآن.
 ملحوظة .. لم أتكسب حتى الآن من روايتيّ مالا وأخص هنا روايتي «الكاف» ودار «بصمة» لأن «أنفاس» ما زالت حديثة النشر مع دار «البشير».
ولكن يبقى الأصل أهم من الفرع عندي دوما، وإن ظن الناس أن تحت القبة شيخ 😁

10- ما رأيك بالنقد ؟هل تعرضت لنقد سلبي شعرت بأنه أثر على عملك ككاتبة؟

 النقد مهنة والكتابة مَلَكة شتان أن يتعارض من يمارس مهنته ومن يبدع أبدا، إلا إذا كانت موهبته مكتسبة وليست منبثقة من نبع روحه، هنا الأمر قد يأتي ثمره مع من ينتقد، حين أنتهي من الكتابة فأنا انتهيت من عملية ولادة، المولود بعد هو رزق الله لي، أقبله كما هو وأقبل فيه كل نقد، لكن أظل أحبه، إن ملكت فيه ما يجعله أفضل فعلته، وإلا فليمارس النقاد مهنتهم وأنا سآخذ وأترك بحسب قناعاتي، فحتى النقد بعض من قناعات الناقد وتكوينه ومزاجه أحيانا.

 لم أتأثر سلبا من نقد، أحب أعمالي وحرفي، هم من رحم روحي، وعلى من ينتقد بناتي السلام.

11- يزداد العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية ما الذي بمكن رصده من ظواهر عنيفة وما الدعم الذي يمكن تقديمه منك ككاتية ومن غيرك من المثقفات؟

 العنف الذكوري ضد المرأة تقصدين ..
انظري أستاذة، هذه مسألة من مسائل الوسع النفسي، واستخدام مصطلح العنف ضد المرأة خاصة في المجتمعات العربية في المطلق هكذا هو ظلم بين.

أظن أن هناك نساء طبيعتهن تميل إلى دور المظلومات، هن لا يليق بهن إلا هذا الدور، وأخريات ضعيفات جدا استهواهن الرجل القوي وقبلنه على حاله وإن رفض المحيطون بهن بعض أفعال رجالهن فيهن، وأخريات منكسرات بالتربية والعادات، وأخريات وأخريات …

أظن أن مسألة ممارسة العنف، لا تحتاج لشيء إلا أن تتغير المرأة نفسها، أن تكف عن الشكاية، أن تغير من نفسها واظن أن هذا الأمر بدايته الأسرة، يجب أن نربي بناتنا على العزة وألا نكسرهن ثم نطالب غريبا بإكرامهن من بعد، بالفعل تناولت قضية استضعاف النساء في الكاف المفقودة وبعض أنفاس والبقية تأتي، لكن لا مجتمع ولا أهل سيقبل هذا التغيير بسهولة، وعلى كل «هي» ألا تكف عن محاولة خلع ثوب الاستضعاف لآخر رمق.

12- ما جديدك دعاء؟ وما هي القضايا التي تودين طرحها في أعمالك القادمة ؟

 جديدي بإذن الله سيكون عمل أدبي مختلف عن الكاف وأنفاس، قصة حب من طراز مختلف وحلم وجود مختلف جدا باذن الله، قضايا التناول كثيرة ومتشابكة، لكن كلها مصبها التغيير، وخلق ثقوب في أسوار النفس التي اعتادت التقليد (وإن انسلخت من العقيدة) !؛ لينفذ التغيير إلى دواخلنا على الهدى، فما حدث من تغيير سلوكي ومعتقدي في عشرات السينين لن تغيره ألاف الكلمات إلا أن نثابر ونترك ما ينفع الناس وإن لم نحصد نتاجه بأنفسنا، فالله المستعان.

13-
أي الركائب يقلّنا بها حرف الكاتبة دعاء علي ليحط رحالنا عند الأدب العربي لنقف على مميّزاته و أبرز ملامحه؟

 أنا مقدرش أصنف سمتي الأدبي بلون معين، أو إني بنتمي لمدرسة معينة، أنا مش بكتب بأدوات مدارس، ولا بمعطيات وثوابت، أنا في الأصل كاتبة خواطر، ولم أكن أتخيل أنني سأكتب يوما رواية ويوم كتبت ١٥ ألف كلمة ظننت أنني فعلت المستحيل، ورغم قلة هذا العدد مقارنة بما تم نشره، إلا أن الفكرة كانت تامة رغم فارق الرقمين، أبرز ملامح سمتي الكتابي هو اعتماد الطابع الروحاني نوعا ما، وددت لو أغلب رقي الروح عن متطلبات البدن، وانشغال النفوس بما دون اليقين والحياة الحقة.

14-
الحرف بين لغة التعبير و إحساس التواصل، كيف يغوص بنا في أعماق الكاتبة دعاء علي ؟ وعندما يحتضن حرفك الورق، إلى أي مدى يشاركه الفرح و الألم؟

 وهل يكتب الكاتب إلا أبعاض حالاته، وتمام شعوره، نحن نستتر بالحرف غاليتي، وحروفنا كالحناء فوق الأوراق، كل ينظمها بحسب ما وُهب من إحساس، وتبقى الوريقات متلقٍ بارع تتلقى كل ما يلقى فوقها بحب ما دام المداد غير مأجور، إلا من رغبة هداية وبعض الراحة.

15 -يقول المفكر اللبناني “ميخائيل نعيمة” “يا للعجب أزرع قلبي على الورق، فينبت في قلوب الناس”، إلى أي حد تثق الكاتبة “دعاء علي في هذا المعتقد؟

 أنا روحي التي تكتب وكلماتي هي أبعاض من هذه الروح، أجمل ما يبعثني من موت أحد أكباد الحياة الدنيا أن يؤثر حرفي في قاريء ويقسم أنه تغير للأفضل بفضل الله ثم القراءة لي ولغيري، ربما هذه نوع من الطبطبة الربانية في أوقات حالكة، الكتابة نعمة كبيرة، بظني أن الكاتب المتميز هو الذي ولد كي لا يموت، وهذا لن يتحقق إلا بالصدق ودوما الأرواح صادقة.

16—
“الحداثة تذكرنا بمرور السنين ويجب أن لا نبقى في الماضي”، هل توافقين على هذا ؟ وأيضا نظرية الأديب الروسي “مكسيم غوركي” القائلة بأن “قافلة الماضي لن تصل بك إلى أي مكان”

 الماضي ليس إلا وقودا في ذاكرة الناس؛ به قد يحترق أناسٌ ويحرقون كثيرين معهم، وبه قد يُضاء آخرون وينيروا الدرب لكثيرين حولهم، في الحالتين ينال شرر الماضي من حامليه، لكن شتان بين من سقط فضَر ومن علا فنفع، الأول ناقم والثاني من صبر.

17-
عندما نغادر أنفسنا لنقرر مصاحبة الحرف، أي الديار يسكننا فيها هذا الأخير؟

 إلى ديار سبقتنا روحنا إليها، فكل ما نكتبه وكتبناه ليس إلا مجرد محاولات بائسة للحاق بأرواحنا الطوافة حتى لا تلتهمنا الغربة، فوطن الكتاب في دواخلهم، وداخل مخيلة الكتاب مدائنهم وأناسهم، وكل كاتب له مَعين في نفسه لا يعرفه إلا هو، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا، و أن يستخدمنا بما وهبنا ولا يستبدلنا.

شكرا من القلب لحضورك المميز وأترك لك مساحة برسالة تودين توجيهها الى القراء؟

 ليس لي مدينة فاضلة إلا بوجودكم ، احبكم في الله كثيرا وسلام عليكم أينما حللتم ومتى قرأتم وعليكم السلام.

كل الشكر لكِ أستاذة حنان سعدت جدا بالحوار مع حضرتك ورب يبارك فيك وفي دار البشير التي ما أشعرتنا إلا أن ( الدار دارنا ) فكل الشكر والتحايا لحضرتك ولكل القائمين على الدار.

تحياتي 💐

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق