مقالات

أثريـــــــــاء “گورونـــــــــا”

بقلم : سامح كاظم

كل العالم يحارب “كورونا” حاصد الأرواح حتي المافيا الإيطالية وضعت 7 مليارات دولارا تحت يد الحكومة لمكافحته . . كل العالم يسابق الزمن في إختراع دواء جديد يقضي عليه. كل العالم وضع إجراءات إحترازية ووقائية تحترم آدمية الشعوب وإنسانيتهم في مواجهته وفي المقابل تلتزم الشعوب بتلك الإجراءات كما يجب أن يكون. كل العالم يعيش في رعب “كورونا” إرتفعت معدلات الإصابات به لأكثر من مليونين و280 ألفا حالة مقابل أكثر من 280 ألف قتيلا بحسب أحدث إحصائية لمنظمة الصحة العالمية بعد أن أصبحت “إيطاليا” بؤرة تفشية للإتحاد الأوروبي و”إيران” للشرق الأوسط ووسط صراخ “ترامب”من الإرتفاع الجنوني من ضحاياه في أمريكا. تجد في مصر وتحديدا في الأرياف حالة من الإستهتار واللامبالاه الغريبة والعجيبة والمثيرة والتي ليس لها أي مبرر علي الإطلاق في إختراق حظر التجوال ليلا لتتمادي التجمعات الشبابية ليس علي نواصي الشوارع والحواري بل داخل البيوت نفسها. الكارثة الأعظم التي تخيم علي المصريين في لعب الأطفال أمام منازلهم وفي الشوارع والحواري الضيقة والخانقة والمكتظة بالتجمعات السكنية والملاصقة لبعضها البعض ليل نهار وسط تجمعاتهم المقلقة والمخيفة لإنتشار الفيروس ونقل العدوي رغم ضعف الأجهزة المناعية لهم ماينذر بكارثة جسيمة وخطيرة فإصابة طفلا واحدا منهم يعني عزل صحي لكل المنطقة أو القرية. الكارثة الأعظم في غياب دور رجال الأعمال في مساندة الحكومة والشعب في محنة “كورونا” حبذا حالات فردية نادرة منها “محمد فريد خميس” الذي تبرع ب 5 ملايين جنية وأجهزة للتنفس الصناعي ومحمد أبو العينين الذي تبرع ب 78 مليون جنية ومجموعة طلعت مصطفي التي تبرعت بـ62 مليون جنيه. الكارثة في غياب القوي الناعمة من الفنانين ولاعبي كرة القدم إلا القليل. الكارثة الأعظم في غيبوبة “سيد قراره” إلا محاولة أحد النواب التبرع ببدل حضور الجلسات وخلاف ذلك لا حس ولاخبر. الكارثة الأعظم من هذا كله هو المتاجرة بالوباء من قبل صغار وكبار التحار الذين أشعلوا الأزمة والأسعار وحولوها لنيران موقدة لا تنطفئ أبدا بالجشع والطمع والإستغلال في ظل غيبة الأجهزة الرقابية في المحافظات ليحققوا الملايين بل المليارات ليصبحوا أثرياء “كورونا” من مص دم الضحايا الغلابة. الكارثة الأعظم في سعار تخزين السلع الذي إنتاب بعض المواطنين ليخزنوا إحتياجاتهم وما فوقها لأشهر عده وكأن القيامة قامت دون ضابط أورابط ودون وزاع من ضمير أو دين بل كلما إشتعل سعير الأسعار المجنونة كلما قابلها حالة سعار غريب من شدة الطلب عليها لتخزينها. لا صغار التجار وكبارهم عندهم ضمير أو إنسانية أو رحمة أو هوادة ولا المواطن الجشع الطماع الذي يحتكر تخزين السلع. كلهم سقطوا بالثلث في إختبار “كورونا”.. في وقت بدأت تطل فيه علي العالم جائحة جديدة تنطلق من إيطاليا ب 10 آلاف إصابة فقط بالحمي القرمزية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق