مقالات

معا نصحح المفاهيم والثقافة لنحيا بصحة وسلامة..بالتعاون والعلم والتدين ينهض ويأمن الإنسان

بقلم د.محمد عبد العزيز – كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية

معا نصحح المفاهيم والثقافة لنحيا بصحة وسلامة ، أن دعاوى عدم الالتزام بإجراءات الوقاية التي تحددها السلطات المختصة هي دعاوى جاهلية وجهالة ، البعض يفهم الحديث النبوي الخاص بقصة “لا عدوى ولا طيرة” فهما خاطيء تماما ، فالرسول عليه الصلاة والسلام أوضح أن المقصود بكلامه هو ألا تتم مخالطة الإبل المريضة بالإبل السليمة أي أن النبي عليه الصلاة والسلام أقر بإنتقال المرض من المريض إلى السليم وذلك قضاء وقدر الله فلا شيء يتم خارج إرادة الله ونحن لا نملك إلا الأخذ بالاسباب والإسلام الحنيف دين علم وعمل وبحث وأخذ بالاسباب وليس دين تكاسل بدعوى أن أي شيء يصيبنا مُقدر مسبقا ، نعم كل شيء مُقدر مسبقا سواء أُصبنا بالمرض أو لم نُصب بالمرض لذلك يجب الأخذ بالأسباب وعد تعريض أنفسنا وذوينا والمجتمع بالكامل للخطر والتهلكة ، الاسلام دين يبحث في حفظ العقل والنسل فلا نسل مع المرض ولا حفظ للنسل بدون الانصات لصوت العقل السليم الذي يتبع كافة إجراءات الحظر الصحي من الجهات الطبية المختصة في كل بلد وفقا لمرحلة ظهور المرض في كل بلد منعا لتفاقم الوضع ، التاريخ زاخر بعشرات الأمراض والأوبئة التي انتشرت سريعا وأودت بحياة الملايين من البشر ، وهناك حديث عن الطاعون ذكر في صحيح البخاري يوضح فيه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه إذا نزل هذا البلاء في بلد ما فإنه يجب عدم الخروج من تلك البلد ومن مات في بلده فهو شهيد ، الدين الاسلامي أقر بالحظر الصحي وعدم المخالطة والشرع الحنيف شرع سمح يحمي حياة الإنسان التي هي أعظم عند الله من هدم البيت الحرام ، لذلك يجب الأخذ بما يقول به الدين الاسلامي وما تقول به الأجهزة الطبية والسلطات المختصة في كل بلد وفقا لظروف تلك البلد ، حفظ الله مصر حتى لا تنزلق بسبب جهل وجهالة وجهالية البعض منا ظنا منهم أنهم أكثر تدينا من غيرهم ، التدين الحقيقي في مثل تلك الظروف هو الأخذ بالأسباب والأخذ بما أقره الدين الاسلامي من تجنب المخالطة للوقاية وإتباع كافة التعليمات الاحترازية والوقائية الصحية المعتمدة من قبل السلطات المختصة ، الخروج والمخالطة ليست شجاعة ورضا بقضاء الله كما يظن البعض المخالطة إضرار بالنفس والمجتمع ، ولعل أهم أسباب تفاقم الوضع في ايطاليا هي :-
.. قاموا بكسر الحجز الصحي في شمال إيطاليا وهي أكثر المناطق إصابة هناك قاموا بكسر الحجز الصحي عند تمديد الحجز للأسبوع الثاني هناك بحجة زيارة الأهل
..ربع سكان ايطاليا تقريبا فوق سن ٦٥ عاما ولا يريدوا الالتزام بالحجز الصحي في منازلهم ويريدوا المخالطة والتواصل المباشر وليس عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي والهاتف
..الإيطاليين مثل العرب يفضلوا الخروجات والسهرات والتجمعات الكبيرة للترفيه ولم يتخذوا حذرهم في التعامل مع أقرانهم القادمين من الصين ودول أخرى انتشر بها الفيروس لذلك تحولت إيطاليا إلى الدولة الأكثر في حالات الوفيات أكثر من الصين ذاتها التي ظهر بها المرض بالأساس بينما الصين كان لديها من الوعي لفرض الحجز الصحي وحظر التجوال على مدينة ‘ووهان’ من اليوم الأول وهو ما لم يلتزم به الإيطاليون فانحسر المرض عن “ووهان” الصينية وانتشر في شمال إيطاليا .
لقد خصص السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مبلغ ١٠٠ مليار جنيه لمواجهة الأزمة لتوفير كافة الإمكانيات اللازمة للحد من انتشار المرض بهدف عدم وصول مصر إلى المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي تفقد فيها المؤسسات القدرة على السيطرة على إنتشار المرض والدولة بكاملها تخوض حرباً ضد الفيروس باقتدار ومنهجية علمية سليمة ولم يتبقى الا تعاون المواطنين وتحمل المسئولية ، ليس الحديث الان على الضرر الواقع على اقتصاد اي دولة فحياة الإنسان أهم وأكثر قيمة ولن يتم احتساب حجم الخسائر بدقة الا بعد رفع البلاء باذن الله ، أن غلق أبواب الحرمين النبوي والمكي ليس أمرا هينا أو مبالغا فيه رغم الألم لذلك يجب التقرب إلى الله ونحن في بيوتنا وسط أهالينا وفي مصر سبق وان كانت بيوت الانبياء داخل مصر قبلة لصلاة المؤمنين في أيام سيدنا موسى وسيدنا هارون واليوم حان الوقت لنتخذ من بيوتنا مساجد لنصلي ونتضرع لله لرفع البلاء ويجب أن يكون الخروج من المنزل لقضاء الاحتياجات الأساسية فقط والعودة سريعا للمنزل ، في الختام أدعو الله ان يكشف عنا هذا البلاء وأدعو المصريين كافة مسلمين ومسيحيين للدعاء والصلاة في بيوتهم ليل نهار حتى لا نحتاج لإجراءات أكثر صرامة وحتى لا نحتاج لفرض حظر تجوال بقوات عسكرية يجب أن نلتزم بالتعليمات ونكون على قدر المسئولية ، ختاما هناك ثلاث مراحل لانتشار المرض في أي بلد ، تتلخص هذه المراحل ببساطة شديدة جدا في ما يلي :-
.. المرحلة الأولى ظهور حالات قليلة جدا للمرض في بلد ما ممثلا في بضعة أشخاص .
.. المرحلة الثانية هي مرحلة يكون فيها تزايد المصابين بشكل يومي في حدود بضع عشرات ويمكن وضعهم وذويهم ومخالطيهم في الحجز الصحي
.. المرحلة الثالثة هي مرحلة تزايد عدد الاصابات بشكل يومي كبير جدا يصعب فيه على الدولة مراقبة وحجز كل المصابين وكل ذويهم وكل المخالطين لهم في الحجز الصحي
وهذه هي بداية خروج الأمر عن السيطرة وهذا ما حدث في ايطاليا وعدة دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وأصبحت الإصابات بالالافات .
لازال الوضع في مصر في المرحلة الثانية ولازال لدى الدولة القدرة على السيطرة وأدعو من الله أن يتم تمديد الإجراءات الوقائية والاحترازية لأسبوعين إضافيين دون الحاجة لحظر التجول وذلك يتوقف على البقاء في المرحلة الثانية تمهيدا لانحسار المرض وعدم الوصول للمرحلة الثالثة من انتشار المرض ، حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وكل أبنائنا حفظنا الله بوعي وعلم وعمل وتدين حقيقي ، وبإذن الله تستطيع الأجهزة الطبية المختصة حول العالم اكتشاف عقاقير للعلاج ولقاحات للوقاية في أقرب وقت ، وباذن الله يكون الفيروس من النوع الذي لا ينتقل عن طريق حشرات الصيف ويتراجع انتشار المرض مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف ، اللهم ارفع عنا البلاء اللهم آمين ، بالتعاون والعلم والتدين ينهض ويأمن الإنسان …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق