محافظات مصر

مأمورية” الصفعة” اسقطت “قلعة الدكش” الأجرامية بقيادة معاون مباحث اوسيم ابراهيم فاروق 

كتبت/ أميمة عبد السلام

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الحادية عشرة صباحا، الأجواء تبدو مألوفة بمنطقة بشتيل التابعة لمركز اوسيم هدوء يسبق العاصفة

 

عاصفة ستقتلع أحد قلاع تجارة الهيروين والسلاح في مأمورية أضحت حديث الساعة داخل أروقة الوزارة

 

عمد اللواء محمد عبد التواب إلى عقد اجتماعات مستمرة مع قيادات إدارة البحث الجنائي. خطة عمل بملامح واضحة عنوانها الانضباط واليقظة وتوجيه الضربات الاستباقية.

 

تزامنت تلك الاجتماعات مع تولي النقيب إبراهيم فاروق منصب رئيس نقطة شرطة بتشيل تلك المنطقة التي حولها أرباب السوابق نقطة مسرحًا لتجارة المواد المخدرات مستغلين الأراضي الزراعية بعيدا عن أعين الشرطة لم يحتاج الضابط الشاب إلى مهلة زمنية للتعرف على طبيعة الدائرة محل عمله مستندًا إلى فترة عمله كمعاون مباحث بقسم شرطة أوسيم برئاسة الرائد محمد مجدي استرجع رئيس النقطة معلومات سرية من ذاكرته عكف في وقت سابق على جمع تفاصيلها في انتظار اللحظة المناسبة لتوجيه تلك الضربة التي ستكون بمثابة صفعة موجعة لتجار الكيف

‏في مساء إحدى الليالي، تلقى الرائد محمد مجدي اتصالا من معاونه النقيب فاروق اطلعه خلاله على ما توصل إليه بشأن “الصيد الثمين”.

‏قص عليه نتيجة التحريات حول نشاط “سامح الدكش” أحد أخطر العناصر الإجرامية بالمنطقة الذي طالما كان هدفا لرجال الشرطة

‏تقرير واف أعده رئيس المباحث تم وضعه على مكتب مدير مباحث الجيزة الذي قدم الدعم المعنوي لعناصر فريق البحث المشاركين في القضية موجهًا بضبط المتهم في حالة تلبس

‏بالعودة إلى قطاع الشمال، كان اللواء عصام أبو الخير مدير المباحث الجنائية، ضع اللمسات الأخيرة للمأمورية التي ستنهي أسطورة الدكش بالتنسيق مع قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم.

الجميع بات على أهبة الاستعداد. الكل في انتظار “ساعة الصفر”. تم رفع درجة الاستعداد مع التكتم الشديد على وجهة المأمورية لحين إصدار إذن من النيابة العامة.هذا ليس كل شئ، الأمر ليس بالشئ اليسير. تحين رجال المباحث اللحظة المناسبة لإحكام قبضتهم على “الدكش”. على عكس المعتاد بانطلاق المأموريات مع الضوء الأول للشمس، قرر رجال الشرطة استهداف وكر المتهم في وقت مفاير تمامًا.الحادية عشرة صباحا، انطلق أفراد المأمورية مستقلين دراجات نارية -لتحقيق عنصر المفاجأة- ونحوا في محاصرة المنزل من جميع الجهات مستغلين خلود “الدكش” في النوم.في غضون لحظات، استيقظ “الدكش” ليجد نفسه في حضرة الرائد محمد مجدي ومعاونه النقييب إبراهيم فاروق وعددًا من أمناء الشرطة والأصفاد الحديدية تزين يديه.صدمة لم يتملها عقل صاحب الـ35 سنة، فقد القدرة على النطق لدقائق في محاولة لاستيعاب الأمر كما لو أنه في كابوس تمنى زواله مكتفيًا بالقول “دخلتهم هنا إزاي؟”.بدأت قوات الأمن في تفتيش المنزل وعثروا على 10 أسطوانات لمخدر الهيروين تقدر قيمتها بـ250 ألف جنيه، وفردي خرطوش وبندقيتين آليتين إحداها ميري مبلغ بسرقتها منذ أحداث 25 يناير عام 2011 إضافة إلى 300 طلقة و5 موازين حساسة.بهدوء وثقة، اقتادت المأمورية “الدكش” إلى قسم شرطة أوسيم وسط فارحة عارمة بدت واضحة على الأهالي. موجة تصفيق حارة من الرجال، وانطلقت الزغاريد معلنة سقوط “إمبراطورية الدكش”.”يا فندم المأمورية نجحت وحققت المطلوب دون خسائر” بهذه الكلمات زف أحد قيادات قطاع الشمال الخبر السار إلى مدير المباحث الذي نقل تحياته وتقديره وإشادة مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة اللواء رجب عبد العال بجهود المشاركين في المأمورية.بغروب شمس هذا اليوم، اصطحبت مأمورية المتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات تمهيدًا لإحالته للمحاكمة الجنائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق