شعر

حوار الأديب والإعلامي جمال برواري

مع الشاعر عصمت شاهين دوسكي*

الطبيعة الكوردستانية واللحن المغربي المتميز بالرقة والحنان يمس شغاف القلب .
* الأدب الكردي يتجلى بين الرماد والنار بين الحلم والواقع بين الركود والطموح .
* قصيدة ( أحلام حيارى ) عمل فني إنساني شامل امتزج فيه جمال وإحساس وفكر.
* المرأة تنفرد بالحب والألم وتحمينا من الاحتراق .
* أحلم أن يعم الحب والسلام والتعايش والتسامح بعيداً عن القتل والفتن والتفرقة والتدمير وصناعة الحرب والخراب والتهجير .

يعد الأديب الشاعر عصمت شاهين الدوسكي من الأدباء الذين يحملون هموم الإنسانية المتجلية في قصائده فالقصيدة لديه ليست إناء فينيقياً فخارياً تنتهي بمجرد قراءة الكتابة عليه ،ليست مادة منتهية أو زمناً ضعيفاً ميتاً فهي عالم يمتد عبر كل الأزمنة والأمكنة ومضامين قصائده تنسحب على كل العصور ، وتعتبر حدثا شعريا خارجا عن سلطة القيد والموت فمن حجم الحزن والفرح يعرف حجم الحرية الإنسانية والطعنة الإنسانية ومن حدة الحرب والهجرة والخراب والدمار والفراق والشوق والحنين فهو يعرف أبعاد غربته الروحية والجسدية ، يرسم ملامح الحقيقة على الورقة الصماء في تحد كبير في وجه العصر ، يحدث ضجة في نظام المشاعر والإحساس والفكر والأشياء ويعيد ترتيبها ، يمزق لباس الخرافة والتقاليد والروتين والركود ،تخرج حروفه من رحم المعاناة والفجيعة والفكر والحس الراقي ، صدر فيديو كليب لقصيدته ” أحلام حيارى ” التي ترصد المعاناة الإنسانية العصرية بين عوالم الحرب والخراب والدمار والتهجير والنزوح والاغتراب التي لحنتها وغنتها الفنانة المغربية المتألقة ” سلوى الشودري ” وبجهد فني عالمي تم تصويره وإخراجه وإنتاجه ، التقينا به فكان هذا الحوار .

حوار الأديب والإعلامي : جمال برواري

* كيف كانت بداية السفر الشعري ؟
– برغم إن الأديب عامة يخشى السفر داخل نفسه وفي نفس الوقت في بلادنا حديث النفس مكروه ويعتبر نوعاً من الغرور والنرجسية ويبقى صمت النفس والصمت الأدبي مركوناً بانتظار حفلة تأبينية بين الحاضرين والنقاد ولكنني لا أسمح أن يدفن صمتي معي ولهذا أفهم الهاجس والمونولوج الداخلي وأعلن عنه بين الحين والآخر في قصائدي ومقالاتي الأدبية ، ولدت في يوم 3- 2 – 1963م في منطقة شيخ محمد في أحد أزقة دهوك التي كانت مدينة بسيطة بأزقتها وشوارعها والجبال التي تحيطها بأهلها الطيبين الصادقين المحبين بالفطرة حيث تجمع أديان وأطياف مختلفة المسلمة والمسيحية واليهودية والايزيدية لكن لا أحد يفرق بينهم إلا من خلال زيهم الفلكلوري الخاص بهم في المناسبات ولم يكن في ذلك الزمن ذرة من العنصرية والتفرقة والامتيازات الطائفية والحزبية وكانت أغلب البيوت من الطين والحجر وسقوفها من جذوع الصنوبر والجوز المغطى بالقصب وفوقها مزيج من الطين والقش وما زلت أتذكر كيف كانت البلابل والعصافير تبني أعشاشها داخل البيت وكأنها وجدت وسطية ملائمة بين الناس وبينها وأحست بالأمان تذهب وتأتي تاركة أفراخها هذا الأمان الذي تلاشى مع الزمن إلا ما ندر وكنت أرى النساء فوق السطح يغزلن بألوان جميلة كأنها تجمع نور الشمس وطيفها النقي ، تنفست نقاء الطبيعة ونسيمها الذي يرد الروح بين الجبال الشامخة والوديان الباردة والشلالات الهادرة والأنهار الصافية بين الطيور والبلابل والقبج بين الثلج الناصع ونار المدفأة الخشبية وزهوة النرجس والورود والأزهار ،مدينة دهوك كانت تواجه تغيرات المطر الغزير والرياح والعواصف القوية التي تستعد أن تعطي للأرض ما تحمله الطبيعة بتغير مستمر وكأنها تطلب من الطيور والعصافير والأشجار والأنهار والجنان أن تستمر معها في التغير بين السكون والحركة بين النوم واليقظة بين الضبابية والجمالية بين عطاء المطر وهمس الرياح بين رؤية الندى وقطرات المطر على زجاج نافذة الغرفة وبين نار المدفأة الخشبية ،أبي كان فلاحاً وأمي كانت أغنى النساء وأجمل النساء وأحن النساء لكنها متواضعة بسيطة مع كل النساء وبعد أن تغيرت الظروف الاجتماعية في السبعينيات انتقل أبي إلى الموصل وبدأ صراع المعاناة المعيشية ومحاولات التأقلم مع الوضع الجديد ومن بيت في أزقة الجامع الكبير ” جامع الحدباء ” إلى أزقة حظيرة السادة وشارع فاروق الضيقة مراحل عدة من الآلام والأحزان وحين سجلت قي المدرسة أتذكر مدرسة الوثبة في شارع فاروق قرب الساعة التي تمتد إلى شارع السرجخانة واجتزت مرحلة الابتدائية برغم صعوبة اللغة العربية التي تفوقت بعدها في مادة القواعد والإنشاء وتحديت الصعب واجتزت مرحلة الابتدائية وبرغم كل التناقضات الفكرية والصعوبات الاجتماعية والمادية حصلت على دبلوم المعهد الفني وكنت أجمع مصروفي اليومي لأشتري كتاباً في الأدب والفلسفة والفكر والعلم فقرأت للبحتري والمتنبي وأبو نواس وابن كثير وطه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس ودستوفسكي وارسطو وهيغل واحمد خاني ونور الدين البريفكاني وجكر خوين وخسرو الجاف وبدرخان السندي ولطيف هلمت وغيرهم وأصبحت القراءة مسيرة مستمرة ولحد الآن وبدأت أكتب الشعر وفي بداية عام 1980 نشرت أولى قصائدي في جريدة الراصد العراقية وتوالت نشر القصائد في جريدة الحدباء الموصلية وجريدة العراق والرسالة الكويتية وعدة صحف ومجلات أخرى ،ولادتي في دهوك بين الراسيات منحتني روح الإحساس والحب والجمال وشغف الطيور المسافرة وعطاء النهر وقوة الجبل ،والموصل أجمل مدن التاريخ منحتني الربيع الذاتي والصراع الدائم بين الحلم والواقع وغموض وأزلية جوهر الحضارات الإنسانية.
* ما هي أوجه التفاعل مع القصيدة ؟
– إن الشعر الصادق أطهر ما لدى الإنسان برغم إنه نزف يتفاعل مع الجمال والإحساس والفكر والهواجس وفي نفس الوقت صراع تفاعلي بين الخيال والواقع بين الحلم والحقيقة بين الوجود واللا وجود وهو صورة مثالية للحضارة الإنسانية والفكرية والاجتماعية والنفسية والسياسية ،الشعر يتفاعل مع الواقع مهما كان الواقع عظيماً أو منحطاً لكن الشعر بريء من كل انحطاط أو خطيئة فالخطيئة الكبرى من يكتبونه ،فالعصر الجاهلي كتبوا شعراً جاهلياً والعصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق