مقالات

لوغارتم السؤال الأبدي . . هل لو تزوج عنتر وعبلة وقيس وليلي سيبقي العشق ملتهبا مثلما كان ؟

الحب في "زمن الكورونا" . . عندما تسقط "أوراق التوت" عن العشاق

كتب / أبوالمجد الجمال

أوهام العشق والهوي . . “أيمن العزوني” جراح المخ والأعصاب يستأصل أوجاع القلوب في “زمن الوباء”

يبدو أن الزمن هو العامل الوحيد الكفيل بكشف الحب الحقيقي ومعدن العشاق . . يتوهج الحب ويشتعل قبيل الإرتباط المقدس . . تتحول الألس إلي أوتار تعزف علي دقات القلوب . . يتحول الكون إلي عالم حالم بالرومانسية كوطنا يعيش فيه العشاق . . تلتهب المشاعر ويتحول كل شئ إلي باقة جميلة من المعاني التي تغذي الروح والوجدان والمشاعر قبل الجسد . . يسابق طرفي المعادلة الصعبة الزمن في إبراز أجمل ما لديه من صفات يواري حقيقتها أوراق التوت التي تستر عورتهما . . لكن بعد الإرتبأط المقدس تسقط أوراق التوت . . ويزال التراب عن حقيقة المعدن . . تنكشف الحقائق . . مع إشتعال الأزمات والمحن والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية تكون الحقيقة عارية تماما بلا لبس ولا جدال في وطن وهم الحب والعشق والهوي . . ليفيق طرفي المعادلة الصعبة علي فك لغز طلاسم السكون الذي يسبق العاصفة . . ليفضح أوهام الحب في “زمن الوباء” مابين الخيانة الزوجية وإرتكاب أبغض المعاصي الأخري وأشدها في شتي صورها وألوانها . . ليتحول الحب من قبل الإرتباط وبعده إلي وباء كشفه الوباء القاتل المخلق وغير المخلق . . ليكون وباء الحب الخائن أشد فتكا وخطرا من وباء تحور “كوفيد – 19” . . ليكون الوباء المستجد الغامض والقاتل الذي كسر العالم وأذله ومازال هو نعمة إلهية كبري كاشفة لتعرية الحب الحقيقي والوهمي . . بل اختزل الزمن في سنوات قليلة جدا . . ليكشف حقيقة النفس البشرية ووهم الحب قبل الإرتباط وبعده . . وإن كان يعتبره البعض تكفيرا لمعاصي وذنوب البشر التي ربما تكون إخترقت حتي طبقت الأوزون من شدة الفساد والإفساد وقسوته.

الزمن هو العامل الوحيد الكفيل بكشف الحب الحقيقي في مدار “الوباء”

بل كان “كوفيد – 19” هو العامل الزمني القصير الذي كشف حقيقة العشاق قبل وبعد العشق.

الأسئلة الأبدية الممنوعة التي يدفن العشاق رؤوسهم في الرمال كالعنامة هروبا منها

لتطرح الأسئلة الأبدية نفسها هنا بقوة . . قصص العشق الملتهبة كعنتر وعبله وقيس وليلي ورميو وجوليت وغيرهم من أبطال ورموز العشق البشري علي مر العصور والتاريخ التي لم تكتمل بالإرتباط المقدس هل كانت ستكون بنفس درجات حرارة لهيب العشق بعد الإرتباط . . هل كان عنتر سيخون عبلة والعكس بعد الزواج ؟ . . هل كان قيس سيخون ليلي والعكس بعد الزواج ؟ . . هل كان سيموت الحب والعشق والهوي بينهم جميعا بعد الزواج ؟ . . ليتهم كانوا عاشوا لزماننا هذا أو تزوجوا جميعا حتي نجد إجابة شافية حقيقية واقعية علي هذا السؤال الأبدي ؟.

نعمة “كوفيد – 19” . . لحظة سقوط أوراق التوت عن العشاق

لكن عمنا “كوفيد – 19” . . نجح في إختزال زمن العشاق ليعيده إلينا ويكشف حقيقة العشق الجسدي الأبدي . . ويزيل الغبار عن أوتار القلوب المشتعلة حبا قبل الزواج وبعده . . وتلك هي الحقيقة المرة حقيقة الحب في “زمن الكورونا”.

وتلك هي الفلسفة التصويرية . . التي تمزج الواقع بالخيال . . لتفضح ستائر القلوب المستترة وراء قصص الحب الملتهبة . . لتكشف حقيقة وطبائع النفس البشرية حتي بين أبطال ورموز العشق الجسدي والروحي . . عندما يلتحم الجسد بالروح . . وينطفئ نار لهيب الحب والعشق والهوي في “زمن الكورونا” . . لتؤكد علي الحقيقة العارية والثابتة وهي أنه لاشئ يدوم ولا حتي الحب في “زمن الكورونا” . . لتسقط أوراق التوت التي تستر العشاق والبني آدمين لتفضح خطايا الجميع وأنه ليس هناك أحدا معصوم من الخطايا ولا حتي العشاق.

هذة الفلسفة الواقعية المحورية هي صورة مؤلمة تعكسها رواية الحب في “زمن الوباء” التي صدرت مؤخرا . . الرواية تعكس عمق وبعد إجتماعي وتشريح حقيقي وخطير لكافة فئات المجتمع وتخص العشاق كفئة تعد أكثر البشر التي تحتل نسبة عالية من الحس المرهف العالي . . تقودك الرواية لمنعطف أكثر تشويقا وإثارة ومتعة وأقرب ما تكون للواقع المأساوي المؤلم الذي يهرب منه الحميع خاصة أبطال الرواية الواقعية من العشاق في “زمن الوباء” ويدفنون رؤوسهم في الرمال كالنعامة عندما يعزف أستاذ المخ والأعصاب في جامعة مصر الدكتور “أيمن العزوني” مؤلف الرواية علي أوتار القلوب في زمن “الكورونا” . . ليستعرض عبر روايته الواقعية لنماذج واقعية حقيقية عاشت الحب والخيانة بعد الزواج . . لتحكي مآسي تدمي القلوب . . علي شاذلونج الطبيب النفسي.

الرواية في مجملها . . إنعكاس حقيقي لكافة التغيرات الإقتصادية . . والسياسية . . والإجتماعية . . والثقافية . . والبيئة المختلفة . . التي تعرض لها المجتمع في “زمن الوباء” . . عبر قصص حب واقعية حية . . مازلنا نعيشها في زمن تحور “كوفيد – 19”.

ألم تمنعوا الزكاة ؟ . . ألم تأكلوا الربا ؟ . . ألم تشهدوا الزور ؟ . . ألم تنافقوا الظالم ؟ . . ألم تقهروا المظلوم ؟ . . ياعالم . . يا خلق . . ياناس

لقد حرمكم الله الصلاة في بيوته . . وأغلق أبوابه في وجوهكم . . ومنعكم زيارة بيته الحرام . . ألا تفقهون !! . . هكذا وقف شيخ المسجد الكبير “جبر المواردي” أمام منزلة في منطقة سوق القرية زاعقا بأعلي صوته يا أهل البلد . . لابد وأنكم أذنبتم ذنبا عظيما . . أغضب عليكم السماء . . فتشوا في أنفسكم جميعا.

تعكس شرائح أنماط الحب بين الطبقات المختلفة . . فضائح الخيانة الزوجية بين جميلة الجميلات ورجل الأعمال من واقع ملفات الطب النفسي

من ناحية أخري . . تسقط “أوليفيا” جميلة الجميلات ومهندسة الديكور المنحدرة من أصول أرستقراطية . . فريسة سهلة وصيدا ثمينا للإكتئاب جراء تجرعها لألم وكأس الخيانة الزوجية التي شربته علي يد زوجها رجل الأعمال المعروف . . مايضطرها للجوء لعيادة الطبيب النفسي الدكتور “فارس” المنحدر من أصول ريفية عريقة لتكشف جلسات العلاج المستمرة . . أنماط الحب والنساء المختلفة. . التي طفت علي سطح المجتمع المصري في الآونة الأخيرة.

الحب في أجواء “الوباء القاتل”

هكذا تدور أحداث الرواية في أجواء وباء القرن القاتل “كورونا” . . وتنقل إلينا خليطا من القرية المصرية . . بكافة تفاصيلها والجو الأرستقراطي الذي تفقده مصر . . ولم يتبقي منه إلا النذر اليسير . . علي حد تعبيرات مؤلف الرواية.

إنه الحب . . الإحساس الأزلي المتجدد دائما . . كيف تغيرت ملامحه ؟ . . كيف صارت رائحته في الآونة الأخيرة ؟ . . إنه الحب في “زمن الكورونا”.

ماذا تعرف عن الدكتور “العزوني” ؟

حصل الدكتور “أيمن الغزوني” أستاذ طب المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة مصر حاليا . . علي بكالوريوس الطب في عام 1991 . . وبعدها حصل أيضا علي ماجستير الطب النفسي والأعصاب . . ثم حصل علي درجة الدكتوراة في طب المخ والأعصاب من كلية الطب جامعة عين شمس . . له العديد من المقالات السياسية والفكرية والحوارات البارزة والمؤثرة التي كان لها أصداءا واسعة علي كافة المستويات والأصعدة بالصحف والمجلات والفضائيات المصرية . . لكونها تعكس نموذجا بشريا فريدا من طراز خاص عندما يمتزج الطب . . بالأدب . . بالواقع . . ليتحول إلي كبسولات تشرح الواقع بأدق تفاصيلة . . في قطعة أدبية رائعة وكأن لسان حالها يقول : “عندما يصبح أستاذ المخ والأعصاب أديبا تقوم الدنيا ولا تقعد” . . وأخيرا وتحت الطبع له مجموعة قصصية رائعة تبزر جانب البراءة في حياة الأطفال والبشر . . وأشياء أخري كثيرة . . تعكس عصارة خبرته الأدبية في قطعة نموذجية رائعة تخلط الأنماط البشرية وسط معطيات واقعية تؤدي إلي مخرجات واقعية أيضا بعنوان “عصافير لا تعرف الموت” . . فقط إنتظروها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق