ذكريات لاتغيب

بقلم / صلاح شكري

صادف اليوم الرابع من رمضان الموافق 30 مايو ارتباطي بمواعيد مختلفة بالقاهرة بينما محل اقامتي بالجيزة بالسادس من أكتوبر . وجدتني فجأة مضطرا للافطار خارج المنزل حيث أن الوقت لن يسعفني للعودة من القاهرة الي مسكني بينما ماتبقي من الوقت علي موعد الافطار لايتجاوز ثلث الساعة . تذكرت أنني كنت افطر في مثل هذه الظروف عند عم فوزي ذلك الرجل المسيحي دمث الخلق من أخواننا في الوطن فقررت الذهاب الي مطعمه الذي لا أنساه . فقد كنت اتوجه ألية كثيرا في الاوقاتالتي يحتم علي الامر أن اتناول وجبات خارج المنزل تحاكي تلك التي يتم أعدادها بالمنزل حيث أنه ( عم فوزي ) يجيد اعداد وجبات ذات طابع خاص بمطعمة الشهير بفوزي.
وكذا للفنادق جاذبة وشهية في آن واحد . توجهت الي المطعم قبل موعد الافطار بنحو ربع ساعة تقريبا . وجدت عم فوزي يستقبلني بحفاوة كبيرة كعادته ولكن هذه المرة كانت الحفاوة أكبر فقد غبت عنه لثلاثة أعوام أو أكثر قليلا . لم ينساني عم فوزي ولا أولاده وكان أستقبالاحافلا سألني عن سر غيابي طوال هذه المدة وسألته عن أحواله وأمر لي بطيب الطعام وجاذبني أطراف الحديث . قال بصوت غير الذي تعودت عليه منه وهوا يكاد يبكي أن الزمن تغير كثيرا وأن الاحوال التي تمر بها مصرمن أرهاب وترصد تنذر بالخطر وأضاف أننا مستهدفون . كمصريين . وتسائل الرجل مع التعجب لماذا يريدون الايقاع بنا ولماذا يستهدفوننا ويرغبون في وأد وحدتنا والمساس بها . وقال الرجل وكان يقصدني شخصيا في حديثة حيث اتردد علي مطعم عم فوزى منذ نحو 15 عشر عاما فأأكل من صنع يده أطيب الطعام .انت تعرفني منذ زمن بعيد كما أعرفك .لم يتغير شيئ بيننا أليس كذلك ثم أحتضنني باكيا متسائلا ما الذي يريدون تغييرة وتلك هي عشرتنا وهذه هي شيمنا في التعامل هل جد جديد ؟ هل تغير شيئ ؟ قلت له ابدا لم يتغير شيئي فقط يتربص بنا اعدائنا ولكن هيهات أن يفلحو طالما أننا نعيش سويا في وطن واحد متماسكين .هم. يتوهمون أن بوسعهم أحداث تغييرا بيننا . أذن للمغرب و حضر الطعام . ودعوت دعاء الافطار ثم شرعت في تناول طعامي علي أستحياء والرجل يكمل حديثة الشيق عن الذكريات الجميلة . دعوته الي تناول الطعام معي فأحضر زجاجة مياة وشرب منها أولا وقال لي معذره فأنا وأولادي لانشرب شربة ماء ولا نأكل الا بعد أن يبدأ المسلمون في تناول أفطارهم أولا أحتراما وتقديرا لمشاعرهم ثم لبي دعوتي وشاركني كعادتة أكلنا سويا من طبق واحد . ذكرت له أن لدي بمكتبي بالجامعة زميل مسيحي . يمتنع عن شرب الشاي والقهوة قبل حلول شهر رمضان تدريجيا وبنحو شهر تقريبا حتي يتمكن من الاستغناء عن شرب الشاي والقهوة في نهار شهر رمضان أيضا حرصا منه علي مشاعر الزملاء المسلمون وأن تلك هي المشاعر المتبادلة بيننا مسلمين ومسيحيين والتي تربينا عليها منذ زمن طويل وأكدت عليه أن هذه المشاعر الطيبة هي أقوي من أن يستطيع أعدائنا المساس بها . وانتهيت من تاناول أفطاري وأذا به يطلب لي علي حسابه الخاص المشروبات المثلجة وكذا فنجان من القهوة . وجلس معي بعض من أولاده يسترجعون معي الذكريات الجميلة . وهي بالفعل ذكريات مشتركة لاتغيب.وهي أبلغ ما يكون في علاقة ابناء الوطن الواحد رغم أنف الاعادي .ورغم أنف المغرضون .اعداء الوطن .