مقالات

محمد الصياد يكتب : هل تعلمون أن زوال أمريكا بدأ من أفغانستان !

ماذا يعني انسحاب أمريكا من أفغانستان ؟
لكي نجيب على هذا السؤال لابد أن نعلم لماذا جاءت أمريكا من الاساس إلى أفغانستان ؟
الجميع يعلم والمعلن عنه هو أن أمريكا جاءت لمحاربة الجماعات المتطرفة على حسب ذكرها (القاعده وطالبان) وطالت المسألة في حرب طالبان حتى استمرت إلي عشرون 20 عاماً .

لكن هناك هدف خفي لايقل أهمية عن حربهم للإسلام وجعلها تنفق المئات من المليارات الدولارية وهي خوف أمريكا على مستقبلها الإمبراطوري .

أمريكا لديها العديد من الهواجس التي تخيفها منذ ثمانينات القرن الماضي ، وهي صعود دول مثل الصين وبعض الدول الأخرى على مزاحمتهم لأمريكا علي صدارة المشهد العالمي .

ولذلك قررت أمريكا حسب التوصيات ألتي أوصت بها مراكز الدراسات وصنع القرار ، أن تتواجد في منطقة ما من العالم ،وهذه المنطقة من خصائصها أن تسمح لها أن تكون مراقباً جيداً ، لاقويض وفرض سيطرتها على الكثير من الدول التي ذكرتها التقارير بأنها دول تهدد الأمن الإستراتيجي للإمبراطورية الامريكيه .

وتلك الدول حسب التقارير على راسها ( الصين ، وروسيا ، والهند)
واذا نظرنا الى موقع افغانستان سنجد أن موقع أفغانستان يتوسط هذه البقعة المهمة إقتصاديا وسياسياً واستراتيجياً من العالم .

لذلك كنت أفغانستان هي الضحية !

بكل بساطة أرادت أمريكا أن تضرب عصفورين بحجر واحد وهي محاربة الجماعات الإسلامية وضرب أي نواة إسلامية من الممكن أن تتبلور في شكل دولة إسلامية وهذا ليس خفي عن الجميع بل قاله المجرم جورج بوش عام 2005
“إن تركنا الإسلاميين يسيطرون على دولة واحدة
فإن هذا سيستقطب جموع المسلمين مما سيترتب عليه الإطاحة بجميع الانظمة التابعة لنا في المنطقة وسيتبع ذالك إقامة امبراطورية أصولية إسلامية من إسبانيا الى إندونيسيا”

ومن جهة أخري تقويض الطموح الصيني والروسي والهندي وأن تظل أمريكا في وضع الفارض سيطرته في محيط تلك الدول حتى تضمن قطع الطموحات الكبيره التي تريدها تلك الدول في مزاحمتها علي حكم العالم .

وفي سبيل ذلك دفعت أمريكا المليارات من الدولارات وضحت ب 7,000 ألاف من جنودها لكي تظل الإمبراطورية الأمريكية مرفرفة أعلامها في سماء العالم.

ولكن كيف لأمريكا أن تستمر في ذلك وهناك واقع مؤلم فرض عليها الإنسحاب والتقهقر .

وهذا الواقع يتمثل فى الأتى
قوه المقاومة الأفغانية ومعرفتهم جيداً ببقعتهم الجغرافية وبتضاريسها المعقدة والعقيدة القوية التي يعتقد بها محاربي طالبان وهذا سبَّب لأمريكا صداعُ كبير في الراس كل يوم بسبب أعداد القتلى و المصابين من الجنود الامريكان ، مما أنتج ضغطً سياسياً واجتماعياً على الحكومه الأمريكية في الداخل من شعبها ، ولسان حالهم أن الحكومة تُضحي بأبنائهم كل يوم في حرب خاسرة .

وأيضا الوضع الاقتصادي الأمريكي الذي حمل المواطن الأمريكي التكلفة الباهظة التي تنفقها الحكومة داخل أراضي أفغانستان .

فهو يحلم بالمزيد من الرفاهية والمزيد من المدارس والمزيد من المستشفيات بدلا من إنفاق الأموال في حرب ليس لها أي فائدة من وجهة نظر المواطن الامريكي العادي .

أما الأمر الواقعي الآخر وهو متعلق بصعود دول مثل الصين وروسيا والهند ، في حين أن امريكا لم تعد تتحمل النفقات الكثيرة التي تنفقها في سبيل وجود أساطيلها وجنودها في مناطق كثيره من العالم وهذا بعد صعود التنين الصيني إقتصاديا بسرعه تخطت الحدود وضربت الاقتصاد الامريكي في مقتل .

فهنا قررت الإدارة الأمريكية من خلال الواقع المؤلم بالنسبه لهم وبناء علي توصيات مراكز الدراسات الخاصة بصنع القرار أنه لا فائدة الأن من وجودهم في أفغانستان ولا فائده من وجودهم في مناطق كثيره من العالم ، وأن تبحث أمريكا عن بدائل لتنفيذ مخططاتها .

فالمشهد الأن باختصار يقول ويتحدث عن نفسه بان هناك تقهقر وانخفاض للإمبراطورية الأمريكية كما حدث لبريطانيا العظمى التي عندما سحبت أساطيلها من البحار و تقهقرت على نفسها أصبحت مجرد دولة مهمة وليست إمبراطورية
ولم تعد تملك من إمبراطوريتها إلا اسمها فقط

و كما اصبحت بريطانيا مجرد دولة مهمة فقط في الاتحاد الاوروبي ستصبح أمريكا دوله مهمة أيضا ولكن ليس بإمبراطورية ، بعد صعود نجم آخر في سماء العالم وهو حسب التقارير الأمريكية نفسها التنين الصيني .

بقلم الكاتب محمد الصياد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق