مقالات

وحيد القرشي يكتب “هوامش حرة”

مقال الأسبوع بعنوان “لم نخلق للقتل”

قبل ساعات قليلة من حدوث العمل الارهابي الخسيس..و في الساعة السادسة مساء يوم الخميس تحديدا ..أتصلت بصديق مسيحي للأطمنئنان عليه , كان يتصل بي بين الحين والاخر للأطمئنان وأبادله الاتصال ..دار حديث بيننا شيق وممتع ومضحك كالعادة ,دائما أثناء حديثي أدعو بالستر والمغفرة لنا جميعا ..وايضا اتحدث في السياسة والشعر ولا يخلو حديث لي من ذلك وايضا من الضحك ..اذكر جزء بسيط مما دار بيننا.
-أخبارك يا حبيبي ..طمني عليك
– بخير يا باشا ..انت اخبارك اية
-الحمدلله بخير ربنا يسترنا جميعا دنيا واخرة يارب
– يارب..كل سنة وانت طيب وللاسرة الكريمة
-وانت طيب يا حبيبي..كل الا عندك بخير
– بخير يا غالي
تكلمنا في الصحافة وأشياء كثيرة ..امتلئ الحديث بالدعاء والحب فيما بيننا ..جتي انني كنت أذكر الرسول عليه الصلاة والسلام ..فيرد قائلا عليه الصلاة والسلام ..كما نصل ونسلم جميعا علي سيدنا عيسي عليه الصلاة والسلام .
هذا ما يجمعنا ويربطنا بأخواننا المسيحيين ..وفي صباح يوم الجمعة فوزعنا جميعا لما حدث من عمل أرهابي قذر وقتل بشر بدون وجه حق ..اقول وبكل ثقة لن تفرقنا وتبعدنا تلك الافعال القذرة الخسيسة من أشباه البشر..الذي يؤمن ويحب الله يحب الخير والاخرين ولا يقتل ولا يظلم ولا يفعل شئ خاطئ ضد الأنسانية والبشر ..الذي يفعل تلك الافعال الارهابية هو اسفل من اسفل حيوان علي كوكب الارض..ولم نخلق للقتل وللتنازع فيما بيننا ..خلقنا لنعمر الارض ونسعد بها وان نعيش بعدل وسلام فيما بيننا.

أن ما يحدث ويدور علي كوكب الارض من حروب وظلم وصراعات دينية طائفية وشر ليس له نهاية ,أودي بحياة الكثير من البشر عبر العصور والازمنة ,هذا الكوكب الذي خلقنا لنعمره ونملؤه سلام وأمان ,فنحن جميعا من صنع الله ,خلقنا من طين واحد ,ومن التراب أوجدنا الخالق ,ونفخ فينا من روحه ,خلقنا لنعمر الكون ونحي فيه لا لنتصارع ونتقاتل ,فنحن أخوة في الارض والروح ,والانسانية التي تربطنا وتجمعنا ,فلماذا نتناحر ونتنازع فيما بيننا ,ولماذا وصلنا لهذا الحد من الكره والاستعلاء والاستقواء علي بعضنا ,لماذا اصبح سمة الحوار والالتقاء بيننا ,البقاء للاقوي سلاحا وعددا .

الذي أوجد ذلك ,أننا فقدنا معني وقيمة الانسانية ,أصبحنا نختلق الاختلافات فيما بيننا ,لنصل لأغراض دنيوية دنيئة ,والتي خلقت وسخرت من اجل الانسان ,فكرامة ووجودية الانسان أعلي وارقي من اي شئ موجود علي تلك الارض ,كل ما علي الارض صنعه الانسان ,أما الانسان من صنع الله عز وجل ,لماذا يقتل صنع الله ,من أجل أشياء من صنع الانسان ,فكل بناء أوجده الانسان رمز حضاري وتاريخ للبشر …والحضارة من صنع الانسان ,وليس هناك حضارات ,بل هي حضارة واحدة هي الحضارة الانسانية ,واجدادنا من صنع واوجد تلك الحضارة عبر العصور والازمنة ,قد تتعدد الثقافات ,من مجتمع لاخر ,وقد تصطدم الحضارة مع الجهل والتخلف والارهاب ,ولكن يبقي الانسان المثقف الواعي ,اي كان دينه او تقافته ,يمد يده ليدي ويدك وأيدينا جميعا ,لنبني حضارة واحدة ,هي الحضارة الانسانية ,انا وانت واحد ,واخوة في الارض ,وليس بيننا اخر ,فالاخر هو الحيوان ,الذي لا عقل له ولا يميز بين ما هو خطأ وصواب ,فلماذا نختلف ونتنازع .

الحضارة ثقافة انسانية ,يصب فيها الدين ليعطيها ويكسبها قيما واخلاقا , فلا يوجد حضارة اسلامية او مسيحية او يهودية ,لا نقيد الحضارة باسم واحد ولا نربطها بمسمي الدين ,لاننا صنعنها جميعا عبر اجيال واجيال ,لو تعاملنا بهذا الفكر السليم ,لعشنا في سلام وامان ,فكل الرسالات السماوية جأت من اله واحد ,الله سبحانه وتعالي ,ولكن تعددت الشرائع ,وبقي الدين واحد ,عبادة الله وقداسته ,وكرامة الانسان ,وكل الرسالات نزلت لتأكد علي ذلك ,وان ما يحدث من صراعات وقتل علي تلك الارض ,ليس للدين دخل فيها ,نحن من أوجدناها ,ما يحدث للمسلمين في بورما والكثير من الدول والتي تسعي لأبادة المسلمين ,وما يحدث للمسيحيين من ارهاب وقتل بدون وجه حق ,ليس من اجل الدين ,انما من اجل اشياء صنعها الانسان , ,يقتل الانسان صنع الله ,والذي كرمه علي كل المخلوقات ,من اجل اشياء صنعنها بأيدنا ,فلا يوجد حرب دينية او حرب مقدسة ,انما السلام والاخوة هم المقدس علي تلك الارض ….,والذي لا بد ان نسعي لأعلانه ,وزن طفل صغير ممنا يقتل في فلسطين العرب او اسرائيل ,او باي دولة اخري يساوي وزن كل الحضارات والمقداسات علي تلك الارض ,لان الطفل الذي قتل لا يمكن أرجاع روحه مرة أخري ,أما ما يهدم من حضارات وبناء ,قد يعاد بنأءه مرة اخري .
الله اوجدنا لنعمر هذا الكوكب وان يسود بيننا العدل والتسامح والسلام ,وأنزل لنا شرائع وامر ونهي ,وحدد ميعاد للوقوف أمامه للحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتي الله بقلب سليم ,علينا ان نؤكد علي قدسية ووجود الله وكرامة الانسان ونعلي هذا الفكر ونشبع أنفسنا بذلك ,حتي نعيش في سلام وأمان علي تلك الارض ,فأبونا واحد ,وأمنا واحدة ,خلقنا من طين واحد ,ومنه وله سنعود

الاسلام رفع من قيمة الانسان والنفس البشرية وجعلها تسمو وتعلو فوق كل شئ ..فالقتل في الاسلام ذنب عظيم من اعظم الذنوب،حرم الإسلام استباحة دماء الناس بغير وجه حق، يقول النبي محمد صل الله عليه وسلم:(إن اول مايحكم بين العباد في الدماء) ونفس الإنسان عظيمة وغالية عند الله سبحانه وتعالي , وإزهاق الروح محرم عنده فقتل النفس الواحدة بمثابة قتل البشريه جميعا حيث ان القاتل استباح دماء محرمة واستوجب غضب الله قال الله تعالى:﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا )المائدة: 32

وكلمة النفس اسم يدل على كل إنسان مهما كان دينه أو لونه رجلا كان أو امرأة فالواحد كالاثنين

والاثنان كالثلاثة كالالف….. فلكل حرمته والمسلمان المتحابان لا يقتتلان ولا يسعيان في الشر لان الرسول صل الله عليه وسلم بين العاقبة السيئة لالتقاء المسلمين بسيفيهما واقتتالهما وجه لوجه فقال:(إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل احدهما الاخر فالقاتل والمقتول في النار،قيل :يارسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟قال:إنه كان حريصا على قتل صاحبه)

فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه.والمسلمون صادقون في عهودهم مع الناس جميعا ومع اهل الذمة على وجه الخصوص. لانهم في ذمة الله ورسوله ماداموا لم يعتدوا ولم يحاربوا المسلمين لذا على كل امرئ مسلم أن يحميهم كما يحمي ابنه وابنته ويدرأ عنهم كل ظلم..قال النبي صل الله عليه وسلم:”من قتل
نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما”
وللقتل في الاسلام عقوبات فالقتلة معاقبون يوم القيامة باشد العقوبات على قتلهم المؤمنين .

قال تعالى:﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
)النساء: 93
لقد جمع الاسلام الاخلاق الحميدة وحفظ حقوق الانسان وأوجد لهم قانون الخير في كتاب الله فالايات بينة وواضحة ولو تدبرنا كتاب الله وسنة رسوله لوجدنا اللين والرفق وأحترام الاخر أخلاق علمه القران ..وان ما يحدث من أرهاب وقتل في مصر ولأخواننا المسيحيين الاسلام برئ منها ..الارهاب لا دين ولا وطن له .

أن المواطنة من أسس بناء الوطن في الإسلام، فلا يمكن فصل الوطن عن الدين, فالانتماء هو المعنى الأصيل للمواطنة.
المواطنة في معناها هي المساواة بين المختلفين بغض النظر عن اللون أو الجنس او الدين فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات، فالطائفية والتطرف كلها أمور دخيلة علينا مصدرة إلينا.لأحداث حالة من البلبلة والخلاف بين المصريين لأنجاح أهداف خارجية وداخلية ولأحداث نوع من الكره والحقد ,فكثرة وتكرار الاحداث الارهابية ضد المسيحيين تولد حالة الكره والعنف والمواجهة باي طريقة تكون وهو ما يريده أعداء الوطن ..ولكن المصريين فهموا اللعبة جيدا وتعاملوا معها بمنطق وعقلانية والمسلم الحق لا يقتل المسيحي أخااه في الوطن والروح والانسانية وهو ما يعرفه ويدركه اخواننا المسيحيين جيدا . .فالاعمال الارهابية تقوي من صلابة وبنيان المصريين ولن تفرقهم أبدا ولن ينجح أحد في ذلك ..كل ما علينا فعله ان نتحد ونتوحد ضد الارهاب والخونة وان تسعي الحكومة والدولة بكل جهدها للقضاء عليهم وأبادتهم من التاريخ وسوف ننجح في ذلك .

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق