مصر

سيرة ومسيرة للشيخ محمد المهدي العباسي

كتبت فاطمة السيد
ولد الشيخ محمد بن محمد أمين بن محمد المهدي الكبير العباسي في الإسكندرية في عام 1827 وتأثر بوالده الذي كان عالماً حنفياً، وجده الشيخ محمد المهدي العباسي الكبير الذي كان مسيحياً، وأسلم على يد الشيخ الإمام محمد الحنفي في صغره، وأصبح من كبار العلماء، فأتم حفظ القرآن الكريم، ومتون الفقه والحديث والنحو، والتحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم الأزهر
وبعد قرار إبراهيم باشا انكب الشيخ الصغير محمد المهدي العباسي على القراءة والتعليم ليكون أهلا لما اختير له، وبعد سنوات أصبح جديراً بالمنصب، مؤهلاً للتدريس في الأزهر بين كبار العلماء
شرع المهدي في تنظيم شئون الأزهر الإدارية والمالية، حيث طالب الخديوي بإعادة ما كان لأهل الأزهر من المرتبات التي أبطلت زمن عباس باشا، كما طالب الخديوي بوضع قانون للتدريس بالأزهر، وقانون تنظيم امتحان من يريد التدريس بالأزهر
وللشيخ الجليل العديد من المواقف المهمة، ومنها موقفه في الدفاع عن الشيخ حسن العدوي الحمزاوي حيث صدر من الخديوي إسماعيل قرار بنفي الشيخ العدوي، فاستغاث بالشيخ محمد المهدي العباسي، الذي ذهب للخديوي لطلب العفو، فاستجاب له وعفا عنه
ويعتبر الشيخ محمد أول من جمع بين منصبي الإفتاء ومشيخة الأزهر، حيث كان مفتياً للديار المصرية واستمر بالافتاء أربعين سنة، كما كان أول شيوخ جامع الأزهر على المذهب الحنفي
ولتوليه منصب المفتى قصة غريبة، حيث تولى هذا المنصب ومعه منصب شيخ الأزهر وعمره 21 سنة، والسبب وراء ذلك أن إبراهيم باشا استجاب لوصية شيخ الإسلام عارف بك، فعزل المفتى القديم، وأقام محمد المهدي في منصبه، كما يعد أصغر من تولي المشيخة في تاريخها وذلك في عهد الخديوى إسماعيل في 1870، مع احتفاظه بمنصب المفتي
استقال العباسي من مشيخة الأزهر في 1886، وكرمته دولة الخلافة العثمانية، فمنحه الباب العالي كسوة التشريف، والوسام العثماني الأول 1892، وأعيد إلى الإفتاء قبيل وفاته فبقي به إلى وفاته
وتوفي الشيخ محمد في 8 ديسمبر عام 1897 عن عمر ناهز 72 عاماً، ودفن بمقابر المجاورين في زاوية الحفني جنب أبيه وجده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق