مقالات

محمد الصياد يكتب : شيرين أبو عاقلة لم تمت ! بل مات ضمير العالم !

كثيرة هي مشاهد القتل والدمار التي انتشرت في أمتنا العربية ، لم تسلم عاصمة عربية ولا مدينة سكنية من الظلم والعدوان ، كل يوم يسقط من بيننا عشرات الشهداء سواء كانوا في فلسطين أو في معظم بلاد المسلمين .

دماء تُراق تحت مرآي ومسمع العالم أجمع ، ولكن الخزلان والصمت هو السمة الظاهرة علي الجميع .

اليوم اغتيلت شيرين أبو عاقلة برصاص الصهاينة المحتلين ، وقبل ذلك أغتيل الألاف من المسالمين ، وسيتمر مسلسل إسالة الدماء الطاهرة طالما أن هناك عالمُ يتعامل بإزدواجية المعايير .

إذا كان المقتول عربياً أو اسلامياً فمباح دمه ومبارك قتله لأنه عربي أمين .
أما إذا كان المقتول صهيونيا أو روسيا أو أكرانياً أو أوروبياً أو أمريكياً فهذا إرهاب وظلم مبين .

بأي حال تدمر بلادنا وأوطاننا ونتهم دائما بالإرهابين ؟!
فأي إرهاب يقصدونه هؤلاء المغتصبين ؟!
هل دفاع الحر عن أرضه إرهاب يا مبلسين ؟

لقد احتُلت فلسطين وقتل الصهاينة الألاف من المسالمين ، ولم نجد العالم يتحدث عن إجرام الصهاينة الملاعين !

كل ما تفعله مؤسساتهم الإدانة والتنديد ، فلقد اتخذ مجلس الأمن نحو 131 قراراً يتعلق بالصراع و نحو 310 قرارت أصدرتها الأمم المتحدة وتطالب فيها بضرورة الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، لم يطبق أي منها حتي الأن ولن يطبّق .

دمرت أمريكا العراق ولم يتحدث أحد ، وما زال التدمير جاريا في سوريا واليمن ولبنان والخ .. من بلاد العرب والمسلمين .
والصمت والتأييد هو الواقع الأليم !

علي الجانب الآخر عندما تعارضت مصالح الغرب والأمريكان مع روسيا ، وجدنا التنديد والدعم الثقيل مادياً وعسكرياً للأكران ، لا لأن ما تفعله روسيا في أكرنيا من قتل وتدمير جرائم وانتهاكات لا يجب السكوت عليها ، ولكن لأن المصالح هي التي تتحكم .

فهل دم المواطن الأكراني او الأوروبي أو الأمريكي أثمن من دم العربي والمسلم ؟!
فالله حرم إسالة الدماء بدون وجه حق وحرم الظلم علي العالمين ، ولكن مع الأسف هذا هو واقعنا المعاصر الأليم .
وكما قتلت الصحفية اليوم بدم بارد ، سيقتل غيرها وسيستمر القتل والإرهاب طالما العملاء منتشرون في كل مكان .
سيتمر !! طالما الأمة مفتتة وغير موحدة
سيتمر !! طالما هناك من يُصفق للظلم ويعلن تأييده للصهاينة والأمريكان .

فالأمر يا سادة ليس متعلق بمقتل بعض الأشخاص ، فالمقتول الحقيقي هو الأمة المهلهلة التي لا تستطيع أن تنتفض وتعلن أنها لا تقبل الظلم .

لا أعلم على أى ديانة استشهدت الصحفية فهذا بينها وبين الله وحتى لو كانت غير مسلمة فهى كانت فى طريق الحق والإنسانية .

لقد ماتت وهي ترفع صوت الحق لتُسمع العالم صوتَ فلسطين وقضيتنا التي ستظلُّ عَصِيّةً على الانكسار

ولقد استوقفتني النقاشات والجدال حول كونها شهيدة أم لا ، لأنها غير مسلمه

شيرين مسيحية نعم، والغالب يظنونها مسلمة، ولا بأس بذلك، وإن كان الترحم غير جائز فإن الاحترام والتقدير مثبتٌ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين وقف وقام لجنازة يهودية، فإننا نترك كل جدال أمام هيبة الموت، وأمام عظمة الموقف، ومن أراد أن يوعي الناس فليفعل بلباقة وأدب ويراعي الظرف والوقت والحالة، وليجعل جلب المصلحة فوق درء المفسدة.

إننا نقوم لجنازة شيرين ولتاريخ شيرين ولعظمة شيرين ولسيرتها العطرة الممتلئة بالإقدام والشجاعة والإباء.

فهي شهيدة الوطن شهيدة الكلمة شهيدة الحرية .. أما الشهادة في سبيل الله ، فلها شروط حددها الله عز وجل وسيجزي بها في الآخرة .

فکم حزنا علی فراقك أیتها المناضلة الشرسة أیتها الأیقونة صاحبة الصوت والحنجرة الشیقة …
وکم کنا یعلم الله أشد حزنا وأنکی جرحا حین علمنا أنك تدینین بدیانة غیر الإسلام …

لیس هذا من باب التمییز الدیني کما یرید البعض أن یصفه ولکنه القلق والحزن علی مصیرك بعد فراقنا …

لقد حزن رسول الله صلی الله علیه وسلم علی یهودي حین قال نفس أفلتت إلی النار لأنه مات علی غیر الإسلام …

أما نحن فلا نقول نفس أفلتت إلی النار فنسأل الله جل علاه أن یلحقك بخیار قومك فقد عشت حیاتك دفاعا عن مقدساتنا وقدسنا وأرضنا وأمتنا …

ولا أريد أن تنهال برقيات الاحتجاج والإدانة فقط ، بل نحتاح أن يتحرك ضمير أحرار العالم لمساندة المظلومين .

في الواقع كل العالم سيبكي بعينين ذاهلتين ما حدث ، والحقيقة أن هذا كل شيء فعلًا كل شيء ..

الكل يقبل الأمر الواقع وحقائق القوة .. في النهاية تمت الغارة وانتهت .. ونسى العالم الأمر برمته .. لقد نسوا إلقاء قنبلة ذرية على مدينة كاملة فلماذا لا ينسون هذا ؟
الحقيقة في هذا العالم : لا يوجد عقاب على جرائم الحرب .. لا أحد يعاقب إلا إذا أراد الكبار عقابه .

وكبار العالم معدومي الضمير والإنسانية .
فالرصاصة إن كانت أصابتها في الرأس فلقد أصابتنا جميعاً في القلب .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق