مقالات

لماذا يفوز الاطباء بقلوب الفنانات ؟

حبشي رشدي
غالبا زواجات الفنانيين و الفنانات لا تدوم ، و اما ان يصيبها عطب سريع ، او تتسع الفجوة بين الطرفين اثر شرخ ينفذ منه فيروسات التشاحن و التباعد و الخلاف الذي يتحول الى طلاق مدوي ، فليست كل الزواجات الفنية على غرار المرحومين سمير غانم و دلال عبد العزيز ، او على شاكلة المرحومين فؤاد المهندس و شويكار ، فما ان يتزوج فنان و فنانة حتى يبدأ الناس انتظار طلاقهما ، فالفن ، بجلالة قدره ، لا يطيل العمر الافتراضي لأي زواج فني ، ولا يضمن انسجاما بين الطرفين ، ولا يطفئ نار الغيرة ، و لا يلطف الاجواء ، فالفنان زوج فاشل غالبا ، و الفنانة زوجة ” روحها في مناخيرها ” ، و احيانا تنظر الى زوجها الفنان انه مجرد واحد من جمهورها العريض ، او احد رعايا مملكتها الفنية
لكل ذلك فانه يتعين على الفنانين الازواج المتزوجين من فنانات ان يغيروا من الاطباء غيرة شديدة ، فالطبيب المتزوج من فنانة يعرف جيدا كيف يتسلل الى قلبها ، و كيف يستولى على مشاعرها ، و كيف يكون فارس احلامها ، و كيف يكون ارقى من كل حبايبها الذين اختارهم لها مخرجو افلامها و مسلسلاتها ، فالطبيب يكون حبيب حبيبته فعلا ، و خريطة الطريق الى قلبها سهلة لديه لا تكثر فيها التضاريس الوعرة و لا الحفر العميقة ، و لا يحتاج الى استخدام سماعته الطبية ليقيس نبضها و ردود افعالها ازاءه ، و لهذا فان كل او معظم الفنانات اللواتي تطلقن من فنانيين بعد زواج يفترض انه ترتب على قصة حب ، ثم تزوجن من اطباء ، نجح زواجهن من طبيب بعد ان فشلت زواجتهن من فنانيين ، صحيح ان محمود مرسي و كرم مطاوع و عمر الشريف و شكري سرحان و احمد مظهر …الخ ، كانوا فتيان احلام الالاف من النساء ، مثلا ، و مع ذلك لم يستقر لاي منهم زواج دائم و ناجح ، وكانت فاتن حمامة امرأة زكية القلب بعد زواجتيها الفاشلتين من الفنانيين : المخرج عز الدين ذو الفقار و الفنان الساحر عمر الشريف ، حيث اختارت طبيبا ليكون شريك حياتها بعدما ايقنت ان حب الفنانيين لا يزيد عن كونه مشاعر فلمية تتحول الى سراب ، و مثلها فعلت هند رستم التي تسابق اليها و الى خطب ودها كثير من الفنانيين المشاهير ، و لكنها وجدت الحب رقراقا عند طبيب و ليس فنان ، و قبل فاتن وهند فعلت الشئ نفسه كوكب الشرق
ومن ثم فالسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا زواجات الفنانات بالفنانبن تفشل ، و بالاطباء تنجح ؟ ، و الاجابة : ليست لان هناك فصل سيكولوجي متخصص يدرس للاطباء في كلية الطب ، فيتخرجون متمرسين في فهم ذوات الاخرين ، و لكن الاطباء اعتادوا ان يكونوا لطيفين مع مرضاهم ، وذلك عملا بالمثل القائل : لطف الطبيب نصف الدواء
كما كانت اغنية “حكيم عيون ” لموسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب و مشاركة الراحلة راقية ابراهيم و التي كتب كلماتها حسين السيد ، المولود في طنطا من اب مصري و ام تركية ،واحدة من 9 اغاني احتواها فيلم ” رصاصة في القلب” ، وكانت هذه الاغنية واحدة من اهم الاغاني التي حببت الفتيات في الطبيب و جعلته فتى احلام الكثيرات ، فوفقا لكلمات هذه الاغنية فان الطبيب ، و بخاصة طبيب العيون ، يفهم في العين ، و يفهم كمان في رموش العين ، ويعرف هواهم ساكن فين ، و يعرف دواهم ييجي منين ، .الخ ، كما ان دلع راقية ابراهيم و دلالها على عبد الوهاب ، ووجع سنتها ، اضفت على هذه الاغنية ، شيئا من الفكاهة ، من حيث خلطها بين طبيب العيون و طبيب الاسنان ، و رغم ان راقية ابراهيم هاجرت الى امريكا لتعمل في الامم المتحدة لاجادتها لغات اجنبية ، و رغم انها يهودية و لم تواري عشقها لاسرائيل ، الا ان كثيرين احتفظوا و قتها باسطوانات :” حكيم عيون”
كما ان كثير من الاطباء صاروا اكثر ثراءا بكثير من الفناننين ، و كان بوسع كثير من الاطباء تحقبق حلم : “الخمسة عين” و هي : العزبة و العيادة و العربية و العمارة و العروسة! ، و صارت ارصدتهم و ممتلكاتهم بالملايين ، لذلك فكل الحالمات بالعريس ” المريش” تتوفر متطلباتهن في الطبيب ، بينما معظم الفنانيين حاليا يجدوا صعوبات حاليا في اجاد فرص العمل التي تضاءلت عددا و عائدا
و لكل ما اسلفناه لم استغرب ان تقبل فنانة يد طبيبها حبا و تقديرا بعد ان فشل زواجها من فنان شاب لا يعرف كيف يقيس النبض ، و لا استخدام ادوات اللطف كما يعرفها طبيب !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق