مقالات

هل تعرفني من قبل

 

بقلم الإعلامية هنا عبد الفتاح

كنت اتمنى أن تعرفني دون أن أتحدث وكنت اتمنى أن تحسن الظن بحديثي حتى أن أخطأت. قلت لي من قبل أنك تعرفني.. ولكن الحقيقة. لست تعرفني جيداً

فانت لا تعرف شيئًا يا عزيزي عن تلك الليالي التي بكيت فيها وأنا أدفن رأسي في وسادتي كي لا يسمع أحدُ صراخي .. هل حدثتك من قبل عن مرارة لحظات الفقد التي تجرعتها كمدًا كلما مر أو جال بخاطري بعدك عني، ولازالت ذكراها ترجف قلبي ، هل حدثتك يوما عن عجزي هل بوحت لك بما يدور بداخلي وأنا أعلم أنه لن يفهمه أحد .. ولكن تمنيت أن تفهمه…

أنت لا تعلم شيئًا عن المرات التي أُجبرت فيها على الحياة ، وأنا مقتولة بمئة خنجرا من الداخل.على الإبتسام ، وأنا قلبي يعتصر حزناً والما ،على التظاهر بأنني بخير ،وانا كل يوم أموت مئات المرات ،على ابتلاع ما يؤذيني .كي تستمر الحياة ،على مواجهة الدنيا رغم ما بترته من أوصالي ، على استبسالي في تحقيق أهدافي ،رغم وهني ومخاوفي ..

أنت لا تعرف شيئًا عن معاركي اليومية ، مع الدنيا التي لا تعترف بنجاحي واجتهادي بقدر اعترافها بالواسطة والمعارف ،عن صراعاتي مع نفسي وهواجسي والناس ، عن ماضيَّ الحزين،عن حاضري الذي أصبحت أنت كل ما فيه ، .. أنت لا تعرف شيئًا عني أنت فقط تعرف اسمي ووجهي.

كم أنتظرُت تلك اللحظةَ التي تنهي فيها الخلافُ بـ جملة “بقاؤنا معاً أهمُ من أي خِلاف بيننا” … بينما كنت تجاهد أنتَ لتُثبت أنني الطرف المُذنِب ، كنتُ أعاتبكَ بـ قلبي ولم أنتظر منك إلَّا اللين ، وكنت تُعاتبني بـ عقلك ولم تنتظر مني إلَّا الهزيمةَ … لم اتوقع ان يأتي يوماً فأكون كبقية الأشياء التي لا تعني لك شئىا.فكنت دائما أثق أنني أملك نصف اهتمامك، لم تنصفني يوماً في حبي.. وحتى لا أكون جائرة فهذا اليوم فقط انصفتني نصفه .

فارجوا إن سألوك يوما عني قل لهم : سحابة خير أمطرت عليا حباً وحناناً ، قل لهم: إنها تركت العالم كله وراءها وغفت غفوة السحر والطهر بأحضاني، فهل انصفتني أن سألوك يوما: أين كنت تقيم معها ؟ قل لهم: قرب وتينها ، خلف نبضاتها تحت ظل قلبها سَكنت وحيداً بمكان لم يصله غيري … قل لهم : إنها المرأة الوحيدة التي أدمنتني ، قل لهم : هي التي كانت تشتاقني شوق اللاجئ لمعانقة تراب وطنه … وشوق الظمان في حر الصحراء للماء.

قل لهم إنها كانت طفلتي الممسكة بيدي تخشي أن افلتها لتتوه في مغارات الحياة.. واخبرهم أنك كنت لي أبني المدلل الذي اسامره كي لا يفقد شغفه بالحياة..قل لهم أنك كنت أول من يسكن قلبها فكان لك وطنا. فلما لم تنصفني أصبح محتلا يتقاتل فيه الأعداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق