منوعات ومجتمع

أستغاثة الي وزير التعليم العالي

الرجاء قرأتها  للنهاية فقد سبق نشر هذه القصة بجريدة الاهرام
الاسم /عفاف البربري حميد حسن
تاريخ الميلاد 29\12\1979
العنوان/ محافظة سوهاج – مركز دارالسلام – قرية عرب الصبحة
بدأت حكايتي منذ الصغر حدث لي حادث وترك لي عاهة مستديمة أي اعاقة جسدية وكانت هي سبب حرماني من العديد من حقوقي بالحياة ومن ابسطها حق التعليم رفض والدي رحمة الله عليه ان يدخلني مدرسة في صغري لعدة اسباب من اهمها اني معاقة خشية ان يضايقني الاطفال بالسخرية على شكلي ولكن في الحقيقة ان والدي كان يكره تعليم البنات بشدة لذلك رفض ايضاً تعليم اختى الصغيرة
ولكن كان بداخلي شغب وعشقاً قاتل للقرأة والكتابة
بدأ والدي ان يحفظني بعض صور من القرأن الكريم ويعلمني الحروف الابجدية وكيف اكتب اسمي
وبعد وفاة ابي بعامان كنت في سن الخامسة عشر من عمري عندما سمعت بفصول محو الامية وتعليم الكبار ولم اصدق هذا الحلم فانا قد حرمت من نعمة التعليم في الصغر وكان السبب في ذلك عدة عوامل منها التخلف والجهل في الصعيد وفي عقول كثير من الناس في عدم تعلم البنات ومنها ايضاً خوف ابي  من زملائي في المدرسة وما سوف أعانيه من الالم لأني كنت معاقة فهو لا يعرف انه منع عني الم ووضع في حياتي الم اكبر منه هو الامية والحرمان من نعمة العلم والتعليم لن اشرح لكم كم الألم والعذاب الذي اصابني في حياتي لأنه لا يستطيع احد ان يتوصل لهذا الاحساس مهما تناوله الاعلام او عبر عنه 
وتوفى والدي بعد ان وضع قدمي على بداية الطريق الصحيح علمني الحروف الابجدية وحفظني بعض صور القصيرة من القران الكريم وهذه كانت بدايتي 
وقررت ان اشق طريقي الصعب والمتعب وذهبت الى فصول محو الامية في قرية مجاورة وسجلت اسمى في الفصل وكنت اذهب يومياً الى فصل محو الامية وانا اسير على قدمي مسافة ( 8 كيلوا متر يومياً ذهاب وعودة ) وكنت بفضل الله الاولى على الفصل وذاع صيتي وتفوقي حتى وصل الى العاصمة وكان المشرفين يأتون من العاصمة لزيارة الفصل للتعرف علي وايضاً من المحافظة وعمل الاختبارات لقياس مستوى ذكائي 
وعندما اقيم حفل لتكريم مستر هلمان الامريكي القائم على المشروع او المندوب عن هيئة اليونيسف 
كنت الطالبة المثالية ولذلك كنت الطالبة الوحيدة التي رشحت لإلقاء كلمة في المؤتمر امام الجميع فخفت كثيراً من خوض هذه التجربة بل لم اشعر بهذا الخوف من قبل وبعد لحظات تشجعت بفضل مساندة اساتذتي ودعمهم لي وفخرهم بي تلاشى الخوف والقيت كلمة اودعت بها مستر هلمان 
وبعدها حصلت على شهادة محو الأمية في عام 1997 وتقدمت بها الى المدرسة الاعدادية التي بالقرية ولكن الناظر لم يقبلني نظامي بل منازل لان سني 15 سنة
وحرمني من حضور أي حصة لأني منازل ولم يصرف لي أي كتب دراسية ورغم كل ذلك لم أيأس من رحمة الله
لان عزائي الوحيد ولحسن حظي ان اخي الصغير وابن عمي وثلاث من الجيران معي بنفس الصف كنت استعير منهم الكتب لكي اذاكر منها دروسي ولم اشعر انه ينقصني أي شيء كانوا يساعدوني ويمدوني بكل الحصص التي درسوها في المدرسة يوماً بيوم وايضاً ما يلزمني من الكتب
ومن تفوقي الملحوظ كان بعض المدرسين يرسلون لي ورق الاختبارات مع اخي الي المنزل ويعاودون تصحيحه واعطائي الدرجة كتشجيعاً لي
وتحديت نفسي قبل ان اتحدى الاخرين كان اخي يحضر الحصة وكنت انا اذاكر بالمنزل لم يكن يشرح لي بل كان يتابع مع عدد الوحدات التي درسها وفي نهاية العام كنت اتفوق علي اخي بحوالي من 20 الى 35 درجة وفي نهاية المرحلة الاعدادية اخي حصل على ملحق وانا كان مجموعي 174 درجة
وكنت قمة سعادتي وسحبت الملف وذهبت به الى المدرسة الثانوية التي بالمركز وقابلت مدير المدرسة قال لي سوف يقبل ملفي منازل لان سنى يجاوز ال 18 عام 
صدمت صدمة عمري وانا ارى حلمي يتبخر امام عيني كنت احلم ان اعيش شعور الطالبة التي تفخر بحالها ولكن كيف يكون ذلك وانا سوف ادرس منازل وكيف يمكنني ان انجح وانا لا استطيع الحصول الدروس الخصوصية لسوء حالتي المادية لا تسمح نهائياً وبعد معاناة قررت ان استعيد عزيمتي واتخذت قراري بسرعة بان اتقدم الى المدرسة الثانوية التجارية بنات 
واخيراً تبسم لي القدر وقبلت بالمدرسة نظامي وسجلت بين صفوف الطالبات ورجعت وانا في غاية السعادة فأنا لم اتحدى الامية فقد تحديت المجتمع القاسي الذي لا يعترف للمعاق باي حقوق حتى حق العيش او الحياة تحملت معاناة كبيرة كل يوم
اسمع باذني سخرية من الناس واستهزاء بشكلي كنت اتمزق الى اشلاء صغيرة ثم اعود الملم نفسي من جديد حتى اصل الى احلامي 
وبفضل الله تعالى وارادتي القوية وطموحي الذي ليس له حدود حصلت على شهادة الثانوية الفنية بتقدير جيد
وكنت كذلك فى جميع مراحل التعليم لم انزل في أي مادة في أي مرحله دائما انجح بتفوق بفضل الله تعالى وسوف اظل كذلك بإذن الله تعالى
وبعدها قررت الذهاب الي الجامعة للدراسة الجامعية ولكن وقفت امامي لائحة من لوائح التعليم العالي وهي مرور 5 سنوات على حصولي على المؤهل المتوسط لكي استطيع الالتحاق بالجامعة وبعدها تقدمت بأوراقي لكلية الحقوق جامعة اسيوط فرع سوهاج لدراسة القانون لأني اعشق دراسة القانون والحمد لله بعد مرور اربع سنوات من التعب والمعاناة بالإضافة الي الاعباء المادية والتي تتعدى 2500 ج عن كل عام دراسي كنت اعمل بالعقد الموسمي كل استطيع توفير مصاريف الكلية
وبعد مرور اربع سنوات من لذة المعاناة لأنها حققت لي حلمي وحصلت على ليسانس الحقوق
ولكن قبل حصولي على الليسانس بعام تم تعييني رسمي ضمن نسبة ال 5{f0c59fa2ef2219d7cf4fb464f100243d0ea8d2655a95dbbea5919ba320398b18} من موظفي الحكومة وها انا اليوم حصلت على الليسانس وايضاً وظيفة بعد ان كنت فتاة تعاني من شبح الامية لا افقه شيء
وقدمت مؤهلي الجامعي وتم نقلي بوظيفة اعلى وتم تغيير المسمى الوظيفي من كاتب شئون ادارية الي باحث قانوني بالادارة البيطرية بدار السلام محافظة سوهاج
واليوم اصبحت فتاة جامعية وموظفة انا بحق افخر بنفسي لأني كافحت حتى وصلت لكل هذا النجاح وسوف استمر الى ما لا نهاية وحتى احصل على ماجستير ودكتوراه بإذن الله تعالى
فانا لم امحي اميتي فقد بالقراءة والكتابة فقد بل بكل المعاني فانا اليوم اجيد التحدث بلغة العصر اقصد محيت اميتي وتعلمت عالم الكمبيوتر والأنتر نت الحمد لله اجيد التعامل معه بشكل جيد والفضل لله وحدة وثقتي بنفسي وبطموحي وقوة إرادتي
فهذا المؤهل سوف يرفع شأني وظيفياً سواء كان مادي او معنوي انا اليوم صرت من حملة المؤهلات العليا وليس أي مؤهل بل ليسانس حقوق من جامعة عريقة مثل جامعة اسيوط
وبعد ان قصصت عليكم قصتي هذه اريد ان اسألكم سؤال 
يا ترى هل استحق ان تكرمني بلدي ام لا 
لا اقصد تكريم مادي بل اقصد تكريم معنوي يكفى ان احصل على شهادة تقدير حتى اشعر بقيمة ما صنعت من نجاح تفخر به بلدي وكل امرأة مصرية وها انا نموذج للفتاة الصعيدية التي اذا ارادت ان تفعل شيء لا تعرف معنى المستحيل والتاريخ يشهد على مر العصور على قوة تحمل وذكاء المرأة المصرية على مر العصور
ومن الشهادات الحاصلة عليها :-
1- شهادة محو الأمية عام 1997م
2- الشهادة الإعدادية عام 2000م
3- الشهادة الثانوية الفنية التجارية عام 2003 م
4- ليسانس حقوق جامعة اسيوط عام 2014 م
اجتزت عدة دورات
– دورة تدريبية لكيفية التعامل مع الحاسب الالي
– دورة اعداد مدربين في اطار الحوكمة البييئية

ملحوظة
لي رجاء والالتماس ارفعه الي وزير التعليم العالي
بأن يقبلني كحالة استثنائية لقبولي لتحضير دراسات عليا فانا احلم ان احصل على ماجستير في القانون
ولكن لسوء حظي ان السيد الدكتور :- وزير التعليم العالي نص على ان يكون تقدير الطالب جيد على الاقل وانا للأسف تقديري مقبول لان في الترم الاخير  توفي شقيقي فتغيبت اخر مادة وهذا اثر بالفعل على تقديري العام كان ينقصني 2.5 درجة لحصولي على تقدير جيد
فهذا رجائي من الاستاذ الدكتور وزير التعليم العالي
ولسيادتكم جزيل الشكر

عفاف البربري حميد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق