مقالات

وحيد القرشي يكتب”رتوش قلم”

مقال الاسبوع”موانع الفكر والابداع والتقدم”

من النظرة الاولي ,يبدو العنوان غير واضح وعميق وغريب بعض الشئ للقارئ العادي,عندما نقرء المقال سنصل الي المعني الحقيقي وراء أختياره وكتابته كما ذكر ,سنعرف الهدف الخفي منه,الفكر والابداع والتقدم كلها مسميات تحتاج الي ملكة العقل والعلم والتذوق والحس ,تحتاح الي عقل ناضح حكيم ,تحتاج الي التعقل والتروي وتحريك العقل نحو الجمال في الكون وفي كل شئ ,وقبل النظر للجمال والتمعني فيه ,لا بد ان نحسه ونشعربه ونحبه ,الذي يوفر لنا هذا, المجتمع السوي وسلوكه وقيمه الناضجة ,والقائمين علي الثقافة والابداع , والسعي لأشباع العقل بالعلم والتعلم,الذي يوفرلنا المناخ المناسب والهدوء التام والراحة النفسية لأخراج ما تبطنها وتحتويها تلك العقول النابغة المستنيرة ,الدولة وحكامها,والعكس صحيح ,ان لم يشعر المواطن النابغ المبدع او العادي السوي ,بالهدوء والراحة النفسية والذهنية ,لن يحب شئ ولن يشعر بالجمال حوله مطلقا ,ولن يتقن عمله ولن يحرك عقله للفكر والابداع والتقدم في اي مجال كان ,اذن موانع الفكر والابداع والتقدم تكمن في عدم الاحساس بالمواطن وتجاهله وتجاهل حقه في الانسانية ذاتها,كيف يكون مواطنا سويا ذو اخلاقا وقيم ان لم يأخذ حقه كاملا,كيف يكون مبدعا مفكرا ان لم يوفر له المناخ المناسب لذلك,كيف يكون مواطنا محبا لوطنه منتمي له متقنا لعمله,وهو يشعر بالظلم والمهانة والتفرقة والغربة داخل وطنه,كيف يكون أنسانا ان لم يحترم ويشعر بأدميته .
الذي جعلني اكتب في هذا الموضوع ,مكالمة هاتفية مع صديق ,أحزنتني ,وأيقظتني للكتابة أيضا,حبيبة صديقي كان يعشقها وتحدي الصعوبات وقاتل وحارب الجميع من أجلها ,الي ان اصبحت زوجته وشريكة حياته وبينهم طفلة جميلة,تحقق حلمه القابع في قلبه,ويا ليته ما تحقق, الحب والمشاعر تبورت وطارت في الهواء هباءا وكأنها لم تكن صدق,تحول الاحترام المتبادل الي عراك حاد ومستمر من الطرفين ,نتج عنه طلاق كان لا بد منه,أحترم رغبتها وطلقها وأعطاها حقوقها كاملة ,لكنها لم تستكين وتهدئ وتبتعد وترضي بحياتها ,أختلقت المشاكل والحورات مع رجال الامن المقربين منها,لتلفيق القضايا والاتهامات له ,قولت له يا صديقي مجتمع سئ الخلق والتدين المظهري,كيف نساعد ونقف مع من يفسد ويشيع في الارض الكره والفساد والقتل ,بفعل ذلك رسخوا كرها وظلما وحقدا في بنية وقامة المجتمع ,الغريب في الموضوع ,انه كلما تقدم لفتاة للزواج يستقبل بالمباركة والترحاب ,وعند الحديث عن زواجه الاول وطفلته من طليقته,او السؤال ومعرفة الخلافات القائمة الكاذبة مع طلقته ,تتحول وتتغير الامور وتنعكس العلاقة بالسلب والرفض التام دون نقاش ولا بديل لذلك ,نعيش في مجتمع قاسي ظالم مضلل وفاقد الوعي والادراك للحقيقة,بتلك الافعال القذرة المهينة يفقد الكثير سمعته وتهتز صورته ويكون مرفوض من المجتمع ,وغير مرغوب فيه ,وتلك ثقافة ولدت فينا, ونحن من اوجدناها بتعاوننا السئ لمساندة الظلم والظالمين ,ما الجرم والذنب الذي أرتكبه ذلك الشاب ليقهر هكذا ويذم ويرفض بتلك الصورة المهينة ,ولا يستطيع الزواج مرة اخري ,ليستكمل مشوار حياته ,لماذا نقسو علي انفسنا والاخرين بهذا الشكل المهين لأدميتنا ,لما الاختلاف واختلاقه ,لما البعد عن الدين والتدين الحق السمح الواضح وليس التظاهر فقط,تلك الامور الغلاظ والاختلافات المختلقة ,زرعت حالة الكره والحقد والاحتقان بين طبقات المجتمع وفئاته,وأندثرت القيم والمثل العليا وباتت عادات سيئة تسود وتقود المجتمع نحو الهلاك دون ترقب او وعي للحاق والتوقف عن ذلك,الاخطر والشئ الكارثي اننا نورث الاجيال القادمة ذلك,الامر الذي يشكل خطرا واضحا علي ثقافة المجتمع ووجدانه وتشكيله ,وايضا علي حياة الانسان كأنسان ,والبقاء بامن وامان في تلك الحياة,هذ المواطن ان لم يشعر بالامان والاستقرار والعدل والمساواة,سوف يغضب ويثور وينتقم للخلاص ,ويقابل الضد بالضد ,وهنا الهراء والعبث والفوضي ,ليعم الفساد وانحطاط الاخلاق والقيم ,القائمين والمعنين بذلك الحاضرين بالمسمي الوظيفي فقط ,غائبون وفي غيبوبة تامة,ولم يتطرقوا لتلك الموضوعات قط ,وسوف نعرف لماذا هما كذلك.
منذ اسبوعين تقريبا تلقيت مكالمة هاتفية من صاحبة شكوي وأستغاثة ,تطلب العون والمساعدة بعرض مشكلتها علي المسؤولين لعلها تجد الحل ومن يهتم ويستمع لها ,وذكرت أنها عندما وقفت في المحمكة امام القاضي طالبة ان تدافع عن نفسها وحقها وان تتكلم ويستمع لها,رفض القاضي سماعها,ومع الالحاح والاصرار منها ,تكلمت واستمع لها,وقال لها :”انتي مش فاهمة قانون هتتكلمي ازاي”,قالت:”انا صاحبة الحق واعرف قضيتي تماما “,عندما تكلمت أتضح انه هو من لا يفهم في القانون شئ ,ولم يعطي لكلماتها اهتمام وانصات ,ولم يحترمها كمواطنة تدافع عن حقها,ومكانه كقاضي عين للعدل واعلاء الحق واظهاره,فالذي اوجده في هذا المكان ,عليه الذنب الاكبر ,فأبن القاضي قاضي وتهئ له الامور الغلاظ وتفك الصعاب للوصول لذلك ,وباي طريقة تكون,غش وخداع ونفاق ,المهم تحقيق الحلم المصون ,وترسيخ الظلم والاستبداد كأنه امر وقدرا حتما لا بد ان يكون ولا يمكن تغيره اطلاقا,هذا المكان العدل الذي يتقاضي فيه الخلق لرد الحق والمظالم,واعلاء صوت العدل ,وترسيخه في المجتمع ,هل من المعقول,ان يكون القاضي الحاكم جاء بالغش والضلال ,جاء بالوساطة والمحسوبية,لا تعليم وعلم وجهد واجتهاد للوصول لذلك المكان الهام,ان كان كذلك والكثير كذلك ,اذن لا يوجد عدل وحكما منطوقا جديرا بالثقة والاحترام ,حكما سوف يرسخ ظلما وكرها للقاضي وأمثاله وللمجتمع ككل,ومن هنا تنهار القيم والمبادئ والاخلاق ,ويشعر المواطن بالتذمر والظلم وضياع الحق,فيغضب ويفقد الثقة في المؤسسات والانظمة القائمة ,ويقرر الانتقام ويثور ليرد حقه الضائع بالبلطجة ,فيصبح امام القانون والدولة بلطجي ويرمي في السجون,ولم ننظر من الذي جعله كذلك ,ومن الذي ولد فيه الحقد والكره ,ورسخ فيه قيم الشر والبلطجة,فقبل ان تحاسبوا المواطن الفقير المغلوب علي امره حاسبوا انفسكم ,وتذكروا دائما ان الله القادر علي كل شئ فهو يغير ولا يتغير ,منتقم جبار نعم المولي ونعم الوكيل,وقس علي ذلك وما حدث من القاضي الغشيم ,معظم العاملين في مصر .
الكثير منا داخل المحاكم,ورأي أشياء غريبة,وامور عجاب لم تخطر بالعقل مطلقا ,تشعر مع الوهلة الاولي انك داخل سوق,فالسوق أرحم وأوفر حظا,من المحاكم,الفوضي عارمة ومنتشرة في كل أرجاء المحكمة,عراك وحورات جانبية شيطانية لا نهاية ولا قرار,والقاعة وجلسة المحكمة لم تخلو ايضا من الصخب وارتفاع الصوت والعراك,وعدم احترام الادمية ,ومعاملات قاسية ,في الباب الخارجي تجد العسكري المنوط بالخدمة , في حيرة من امره ايضا,ان تعامل باسلوب راقي منظبط,سوف يجد الهرج والمرج من المواطنين الغير اسوياء,وان تعالي عليهم وعاملهم بغلظة ,نفر منه المواطنين واصبح مكروها مذموما,وقد يضيع حق الضعفاء وسط العراك واختفاء الحقائق,اذن كيف يكون عدل والمواطن مظلوم ومهدر حقه من الحاكم وولاة الامور,كيف يسود العدل ,وهو يظلم ويهان داخل قاعة المحكمة’يشعر بخيبة الامل من الحاضر والقادم ,والذل والمهانة,فكيف يكون مواطن سوي ذو اخلاق تحترم ادميته.
أشياء غريبة داخل اروقة المحاكم ,لا احترام لسن ولا علم ,المواطن فقد حريته في مكان جاء فيه يطالب بالحرية والعدل ,فكيف يكون سويا ونطلب منه ذلك,ان لم يشعر بالعدل وحريته,فكيف يكون عادلا مستقيما مع نفسه والاخرين ,ومع تراكم الازمات والظلم ,سوف يهيخ وتتحرك بداخله النزعة الشيطانية ,ليقاتل من اجل البقاء ,فالرضوخ بالظلم ظلم أيضا,لنفسة ولمن يعول وللمجتمع ,بداخل جلسة المحكمة باعة متجولون للشاي والبسكوت والشندوشات وعلب السجاير,داخل المحكمة فوضي لا نظام ,محامون مطحنون في الصعود والنزول والعمل الروتيني للموظفين ,والم ومعاناة ايضا من معاملة بعض القضاة,كل ذلك ينعكس بالسلب علي المواطن الفقير ,الغير واعي بحقيقة الامور,الغائب الفاقد لحريته,وامور حياته,المفروض عليه بقهر, لا راي فيها ولا رجوع,معاناة المحامي داخل المحكمة تجعله ينتقم من المواطن ويجبره علي دفع اتعاب باهظة للتصالح,ويهدده ويقيد حريته مقابل دفع ما طلب منه,”الدفع ام الحبس”,كلها امورا وافعال متراكمة ومترابطة ببعضها ,أدت لأنهيار القيم والاخلاق في المجتمع ,ايضا داخل قاعة المحاكمة والعدل,لا فرق في التعامل بين كبيرا مسن يتوكأ علي عصا,وبين شابا صغير,لا اقصد هنا الحكم في القضايا والقانون,لا ,اقصد توفير سبل الراحة والمساعدة المقدمة للمواطن وايضا في المعاملة وهذا هو الاهم,فالكل لا يحترم,ويجبر علي الوقوف بالساعات أنتظارا لحكم وفصل القاضي في نظر خمسمائة قضية,في جلسة قائمة واحدة,فهل من العقل والحكمة والتعقل ,يستطيع بشر مهما كانت قدرته وذكائه ,ان يفصل في الخمسمائة قضية في ساعات قليلة معدودة,هل يستطيع ان يؤدي رسالته بالحق المبين ,لا والله,لن يعطي عدلا وحكما موثوق فيه اطلاقا,الكثير تعرض للظلم وسكن السجون وضاعت سنوات من عمره ظلما من قضاة فشلة ونظام افشل ,لم يحترم ادمية المواطن,وانسانيته,لن يستطيع اي قاضي ان يستوعب تلك القضايا وما بداخلها من ثغرات ,الغريب انه يعطي حكما قاطعا في الخمسمائة قضية ويصدر قرارا بذلك,امرا غريب واغلب المحاكم المصرية تسير علي هذا المنوال منذ سنوات قديمة عدة,في مصر فقط يحدث ذلك,لن اقول دول الغرب ,فهم معرفون باحترام المواطن داخل المؤسسات الحكومية والقائمة ,فاغلب دول الخليج كذلك اكثر احتراما للمواطن ,وتوفيرا لسبل الراحة والمساعدة له,في مصر فقط,ابن الوزير وزير,وابن المستشار مستشار,وابن الغفير يظل غفيرا,ولن تتاح له الظروف ليكون مستشارا في يوما من الايام ,سيمنع ويقهر ويرفض بكافة الطرق,وتقفل كل الابواب من اجل تحقيق ذلك,هو حلم صعب المنال,ومعدوم ,حتي ان كان متميزا ناجحا قادرا علي التقدم بوطنه,ومجتمعه ,ومع كل ذلك يطلب من المواطن ان يستكين ويهدئ ,ولا يغضب ولا يطالب بحقه,فكيف يكون ذلك,وهو مظلوم مقهور علي امره ,محروم من ادني حقوقه ان يعيش كأنسان أدمي,أيضا داخل المحاكم اللعب والاستخفاف بعقول المواطنين,وتغيبهم عن الحقائق,كل حركة وفعل بنقود,الانتظار في قاعة المحكمة واقفا انتظارا للحكم الصادر من القاضي بنقود,نقود ومبالغ تجمع من المواطنين الفقراء للعساكر المنطون بالخدمة ,ويتقاضون راتبهم الشهري مقابل ذلك,مبالغ تجمع بالاجبار”تدفع تستلم بطاقتك” ,وان لم تدفع تحجز او تحرم من البطاقة,داخل المحكمة من يدفع يحترم ويقدر,ومن لا يدفع يظلم ويقهر ويضيع حقه,ذلك الرجل المسن دفع ما طلب منه ,دون ان يتكلم ,تمتم فقط بكلمات ربانية طالبا العون من خالق السموات والارض ,ايضا من يدفع خوفا ان يسجن ويرمي داخل السجون ظلما,فكيف نطلب من المواطن ان يكون سويا ذو اخلاقا ومبدأ,كلها تراكمات كما نوهت وذكرت في السابق,تراكمات من الفساد ,ادت لأنهيار القيم والمبادئ والاخلاق داخل المؤسسات والمجتمع,وايضا كلها مترابطة ,وفي مسلك واحد,أذا اعتدلت وصلحت المنظومة ,اعتدل وصلح الباقي المترابط به من مؤسسات ومجتمع ومواطنين قائمين بمؤسسات تلك الانظمة.
نترك المحكمة ,رغم ما بها من كوارث اكثر مما ذكر,لننظر للتعليم ,وما وصلنا اليه من تدني التعليم في مصر,ومن معاملة الطالب السيئة لمدرسه,والتطاول عليه داخل المدرسة,ايضا المدرس الكسول ,في الفصل الفاقد لضميره,والذي لا يقدم شرحا وافيا للطالب ,ليجبره ويطالبه بالدروس الخصوصية,الامر أنتشر كظاهرة غريبة في المجتمع,لم تكن في القدم اطلاقا,ولم نسمع عنها من أبائنا والكبار,داخل المدرسة لا تعليم ولا اخلاق ولا مبادئ,فكيف نبني ونعلم النشئ,وكيف نطلب منهم ان يكونا علماء ومفكرين ,ومتعلمين مثقفين,انحطاط اخلاق بعض المدرسين,سوف يرسخ فسادا وبلطجة وتطاول عليه,وهو من اجبر طلابه لفعل ذلك,كل شئ عنده بمقابل مادي ,أدفع تنجح وتصبح من الاوائل ,لا تدفع لا تنجح,والجامعات ايضا لم تخلو من ذلك,المعاملة السيئة لبعض الدكاترة ,وفرض الكتب والمذكرات وعرضها للبيع مقابل النجاح في المادة,كل ذلك يولد الحقد والكره والفشل والظلم,وينجح الطالب بماله ,لا بتعلمه وأجتهاده,ومجهوده وتعبه,وفي المقابل نجد دور الدولة والمسؤولين غائب ومعدوم,لا تعطي المدرس حقه,وأن اعطت ,طلب منها المزيد,دون فعل او تقديم علم للطلاب,وأجتهاد في العمل,ولا تعقابه علي الدروس الخصوصية واهماله وتقصيره داخل المدرسة ,لا بد ان تقنن هذا الامور ويوضع لها حلا فاصلا ,لماذا تترك الامور كما هي,لتتشعب وتزداد سوءا يوما وراء الاخر,سوف نجد تلميذ مجتهد ناجح يفيد وطنه والمجتمع,لكنه ولد فقيرا,لن يدوم ولن يستمر نجاحه ,سوف يقهر ويظلم ليفشل ,ويحرم من حقه ودوره الحقيقي,واخر فاشل وراسب ,لن يفيد المجتمع بشئ,لكنه ولد غني او ابن مسؤول,سوف توفر له كل السبل ليكون من لا شئ ,ليحمل منصبا ودورا ,ليس بتعبه ولا مجهوده ,بماله واسم والده ومعاونة الفاسدين,لننظر ماذا يحدث,لو عين ابن الغني او المسؤول الفاشل ,في اي مجال وعمل,سوف يفسد ويظلم بأرادته او دون ذلك,لانه غير مؤهل ,ولن يعطي حقا لمواطن ولن يفيد المجتمع,ام الاخر االفقير الناجح ,والذي حرم من حقه ,سوف يعمل في فلاحة أرضه ,او البيع والشراء,او عامل بالاجرة اليومية ,لجلب الرزق كي يعيش,ويترك العلم والتعلم,دون أرادته,ويحرم المجتمع والوطن من علمه وفكره وابداعه ,وقد شعر بالظلم والقهر والاسئ,كل ذلك يولد فسادا في المجتمع وأنحطاط في القيم والاخلاق,ولن يكون تقدم ولا فكر ولا اخلاق ,وأعطاء كل ذي حق حقه,وشعور المواطن بالغربة داخل وطنه, شئ مؤلم ومحزن للقلب ,والكثير يشعر بذلك ممن ظلموا وسلبت حريتهم.
لو تطرقنا للصحة والمستشفيات,نجد كوارث حقيقية واقعية,اهمال للمواطن والتعالي عليه,أيضا الغني و المسؤول يحترم ,ويرضح له الجميع,اما الفقير يحرم من حقه,الذي نص عليه الدستور ,من المساواة بين المواطنين,وتطبيق العدل والقانون علي كافة المواطنين ,دون تمييز,في عرق ودين وشكل ,او اي شئ ,وفي الحقيقة لا يطبق القانون والدستور ,يطبق فقط لصالح الاغنياء ,اما الفقراء محرمون من حقوقهم ,ويطبق عليهم القانون لو ارتكبوا جرما فقط.
الكثير من الامور ايضا ,تحتاج الي نقلة وتكاتف المجتمع ,دون تمييز بين غني وفقير,من تلك الامور ,ارتفاع الشبكة والزواج,لماذا هذا الغلو في ثمن الشبكة والطالبات,هل شرع الزواج للأنتقام من الشباب وحرمان الفتيات العيش برضا ويسر وحياة سليمة نقية,الزواج شرع لتعمير الكون,والمودة والرحمة,واشباع النفس البشرية بما تحتاجه من مكملها ,لتسود الراحة والهدوء والاخلاق والتنمية ,وينجح الجميع في تأدية رسالته في الحياة واعمار الكون بالعدل والحق المبين,شرع للحب واليسر,وليس للغلو والعسر والتعالي والتفاخر بالزواج من أبن الحسب والنسب,والتفاخر بالشبكة الباهظة ,أمور غريبة أدت للعنوسة وتأخر الشباب والفتيات في الزواج ,سأكتفي بذلك,وسوف أتطرق لكل مشكلة مما ذكر منفردة عبر مقالا خاص بها,لنعطي كلا منها أهميتها ,لعلنا نستفيق ونستفيد ونتغير ونسعي لتغير تلك الثقافة والامور الخاطئة.
أن لم تكن المنظومة من الاساس مبنية بعدل دون تميز ,منظومة عادلة واثقة صادقة ,في كل ما تقول ,تتقبل النقد بصدر رحب وتتعاون لتغير ما بها من أخطاء,ان لم تكن قائمة بسواعد المجتهدين القادرين علي التقدم والابداع وأحداث فكرا وحراكا داخل المجتمع,ان لم تكن بالاجتهاد والعمل ,دون وساطة ومحسوبية,ان لم تكن تعطي المواطن حقه كما نص الدستور والقانون,وتطبق القانون بالعدل والمساواة ,ان لم تجتهد وتسعي بكل طاقاتها ومواردها لراحة المواطن واسعاده ,والعمل علي رفع شأنه وقيمته ,ليعطي ابداعا وفكرا ويرتقي بالوطن والمجتمع ,ان لم تكن المنظومة قائمة للترابط وترسيخ القيم السليمة والاخلاق العلي السمحة في المجتمع ,ان لم تكن هكذا ولهذا وجدت ,فلماذا وجدها واختيارها من الاساس,تلك المنطومة وضعت لتقيم دولة وتقود مؤسسات وشعب ووطن, ,فاذا شعر المواطن بالظلم والغربة وحرم من حقه داخل وطنه ,اذن المنظومة بها فساد وناقصة ولم تختار بالعدل وللعدل ,وبالمساواة وللمساواة ,عندما تكون هكذا ,فكيف نطلب من المواطن ان يكون سويا ذو اخلاق مبدعا ومفكرا أديبا متقدما بوطنه ومجتمعه ,نحتاج لأحكام العقل ,وان نسعي بكل جهد لثقافة وانارة العقول,لتستوعب وتدرك ما حولها ,فتنجح وتنتج ويتقدم الوطن,ويسعد المواطن والمجتمع,نحتاج للنبش في الماضي والتاريخ ,ولا نؤمن بثوابت دون معرفة حقيقتها ولماذا وجدت ,نحتاج للعقل والتعقل في كل شئ ,والتكاتف معا لبناء وطن ومجتمع ناضج.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق