مقالات

محمد الصياد يكتب : هل دفاع الأوروبيين والأمريكان عن حقوق الإنسان وقضايا المناخ لوجه الله ؟!

كثيرا ما نري مؤتمرات وقمم عالميتين ، رافعة شعارات
المناخ العالمي في خطر
البيئة في خطر
حقوق الإنسان في خطر
حقوق العمال في خطر
وكثيرة هي الشعارات من ذاك القبيل

ولكن يا هل تري
ما السر المُلِح للغربيين والأمريكان عن التشبث والتمسك بحقوق الإنسان وربطها بالبيئة وحقوق العمال ؟!

هل الأمريكان والأوروبيين لديهم من الرحمة والإنسانية ما يستدعيهم لرفع رايات الرحمة في العالم ؟!

أم ان للموضوع سر آخر ؟!

هذا ما سنوضحه عبر منصة “قنصل السياسية”

ايها الساده
ان الناظر لهذه الشعارات والمؤتمرات يجدها إنسانية وملائكية في المقام الأول ، ولكن هناك أهداف أخري تخدم مصالح تلك الدول التي لا تسعي الا من أجل مصالحها ..

فدائما ما نري الدول الغنية تطلب شيئين أساسين من الدول النامية وذلك خلال تلك القمم والمؤتمرات
وهما
1-إحترام حقوق الانسان وإعطاء العامل حقه .
2- عدم تلويث البيئة .

فما السر الخفي وراء ذلك ؟!
وما هي القصة من البداية ؟!

من المعروف ان الدول الغنية لديها فائض انتاج ، وتبحث دائما عن أسواق جديدة داخل الدول النامية من أجل بيع منتجاتها ، وبالتالي بدأت تُروِّج لفكرة حرية التجارة بين دول العالم ، وهي ما تسمي ( العولمة ) أي جعل العالم قرية كونية صغيرة ، يستطيعون من خلالها التجارة والربح من أي مكان بالعالم ، وهم حريصين من خلالها علي فتح أسواق الدول النامية سواء بالرضا وأحيانا بالقوة .

ومع مرور الوقت أصبحت بعض الدول النامية مثل الصين والهند علي سبيل المثال لها قوة إنتاجية عالية ، بل أصبحت تنافس الدول الغنية نفسها وتكتسح أسواقها ، كما فعلت الصين في أوروبا وامريكا وكل دول العالم .

والذي حدث أن كثير من الدول الغنية أصبح لديها عجز تجاري ، لأنها أصبحت تستورد من الدول النامية أكثر ما تُصدِّر إليها .

والسؤال الان
ماذا فعلت الدول الغنية لإيقاف نمو الدول النامية؟!
بدأت تتهم الدول النامية بالممارسات التجارية والعمالية الغير العادلة ، وفتحت عليها ملفات حقوق الإنسان والحريات والعمال ، والبيئة الخ …

وبدأت تطالبهم بشكل خاص عن إحترام حقوق العمال ، وتطالبهم ب تنفيذ بند حقوق العمال الصادر عن منظمة العمل الدولية ، والمتمثل في الأتي حق العمال في (الأجر المناسب ، والبيئة المناسبة ، والأرباح ، وتكوين النقابات ، الخ.. من الحقوق الثمانية التي حددتها المنظمة .

فما الذي سيترتب علي ذلك ؟!
الذي سيترتب علي ذلك ببساطة ، أن أسعار المنتجات والخدمات في الدول النامية سوف ترتفع بشكل كبير جداا ، لأن هذه الدول تعتمد علي العمالة الرخيصة .

وبالتالي علي سبيل المثال
الذي يساعد الصين علي إغراق الأسواق العالمية بالمنتجات ، رخص العمالة .

إذا .. حقيقة الأمر أن الدول الغنية تسعي لرفع تكلفة منتجات الدول النامية ، حتي تخرج من المنافسة امامها .

نفس الأمر يُطبق علي مسألة عدم تلويث البيئة، لأن الدول الغنية عندما تطلب من الدول النامية عدم تلويث البيئة والمناخ ، معني ذلك 👇
أن تقوم الدول النامية بتغير البنية الصناعية بأسرها ، وأيضا تغيير نظام النقل والمواصلات .

وما وجه إستفادة الدول الغنية من ذلك ؟!
هنا تظهر الدول الغنية وتعرض نفسها كمورد للأجهزة الصناعية الحديثة في كل المجالات سواء في مجال الصناعة او مجال النقل والمواصلات ، مما سيحقق لها دخل كبير وارباح خيالية بإسم حقوق العمال وتلوث البيئة .

والذي سيترتب علي ذلك
1-زيادة تكلفة منتجات الدول النامية ، مما سيؤدي ذلك إلي ابعاد الدول النامية عن منافسه الدول الغنية .

2-زيادة الارباح من خلال احتكارهم لأسواق الدول النامية سواء بالخدمات او المنتجات بإختلاف انواعها .

ولكن السؤال
ما هي وجهة نظر الدول النامية من هذه الامور ؟!
كثير منها ترفض مطالب الدول الغنيه ، ووجهة نظرها ، إذا قمنا بإعطاء العمال كل حقوقهم فسوف تخسر مؤسساتنا ، وبالتالي بدلاً من أن ياخذ العامل أجرا ضعيفاً ، فلن يأخذ أجراً من الأساس .
لأننا ببساطه نعتمد في رخص منتجاتنا علي رخص وقلة تكلفة العمالة .

ونفس الأمر ينطبق علي تلوث البيئة والمناخ
ولسان حال الدول النامية
“اننا لا نستطيع تحمل تقليل الإنبعاثات الكربونية ، لأنها ستكلفنا الكثير من الأموال الغير متواجدة لتجديد البنية الصناعية بالكامل .

وايضا تقول الدول النامية للدول الغنية ” اننا نريد ان نأخذ ونمر بنفس فرصتكم التي اوصلتكم الي التنمية الحالية ، فأنتم تنشرون الغازات الكربونية منذ 200 عام من الزمان ، منذ حدوث الثورة الصناعية

ولكي نصل الي التنمية الحديثة مثلكم ، فهذا يقتضي علينا ان لا نعطي العمال كامل حقوقهم ، وان لا نهتم بقضايا البيئة التي افسدتموها بتنميتكم ..

وبعد ان ناخذ نفس فرصتكم ، سنعمل علي إعطاء العمال كامل حقوقهم ، وسنعمل علي تغير البنية الصناعية الخاصة بنا ..

والسؤال الأن
هل الدول الغنية فقط هي المستفيدة ؟!
الإجابة بالطبع لا
كل أصحاب الأموال والاعمال سواء في الشرق او الغرب الذين يستغلون الفقراء والبيئة من أجل تحقيق الأرباح ..

في النهاية
الخاسر الأكبر
هم الفقراء ، والبيئة .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق