الرئيسةفن

مهند المحروقي .. فنان ” اسمعوه قبل أن تحاكموه”

بقلم : رؤوف علواني

فنان .. أقسم أن لا يقول عن نفسه فنان حتى يحبه الشعب المصرى؟!

تلك المقولة المغلوطة الشهيرة “الفنون جنون” مع أن العالم كله من أقصاه إلى أدناه أتفقا على أن الفن إبداع أو استحداث شىء من العدم والعدم هنا ليس شىء غير موجود بل موجود (وهو الفن نفسه) واستحداث شىء منه هو تطويره وتحديثه وإدخال أشكال وأنماط مختلفة عليه.. هذا هو معنى الفن بكل بساطة.. بدون أى تعقيد أو قيود تفرض عليه ولكننا (وهذه هى الحقيقة) للأسف لا نقبل بأى جديد وننظر إليه على أنه المجهول الذى يجب أن نخافه أو نحاربه.. حتى ولو كان أو سيكون فى صالحنا ومصلحتنا فى يوم من الأيام.

والتاريخ خير شاهد على هذا.. كم الذين حاربوا الفنان سيد درويش عند ظهوره (كم الذين ارتضوا فن هذا العملاق بعد ذلك) وحاربوا بشدة الموسيقار عبد الوهاب عندما اخذ من فن سيد درويش وأضاف عليه فنه.. كم الذين وقفوا ضد السيدة أم كلثوم حتى استطاعت أن تثبت أنها فنانة.. كم الذين أخذوا يقذفون الفنان عبد الحليم حافظ بالطماطم حتى استطاع أن يثبت نفس الاثبات.. كم الذين اتنقدوا عدوية وقالوا عنه اسفاف وانحطاطا ومطرب شعبى.. وكأنها وصمة عار وليست تراث شعبى نفتخر به الآن.. وكم وكم وكم.

وبعد كل هذا ماذا تعلمنا من انتقادنا لكل ما هو جديد.. دعونى أجيب “لا شىء” ودعونى أسأل مرة أخرى كم الذين سخروا أقلامهم وأفكارهم وألفاظهم الجارحة وشياطينهم من الجن والانس ليدمروا هذا الفنان القادم بإبداعه مع أن كل ما فعله هو أنه قدم فن جديد علينا.. ولكنه فن هادف.. ومن لا يصدقني فليأتي بألحانه ويستمع إليه بحياديه.. بدءاً من الكلمات التي تدعوا للعمل والكفاح وتبث روح التفاؤل فى شباب مات بداخلهم أى أمل.. كلمات تنتقد وبكل جرأة سلبيات فى مجتمعنا سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.. ألحان سهر الأيام والليالي ليستمع إلى كل موسيقانا الشرقية والتراثية.. ثم أخذ على عاتقه سماع كل الموسيقى الغربية بأنواعها ليحصل فى النهاية على مزيج يقدم به أغنية.. نعم أغنية واحدة لا يتعدى زمن غنائها أكثر من ثلاث دقائق (مجهود سنين فى دقائق معدودة) هذا هو الفن الذى يقدمه هذا الفنان.. وبدلاً من أن نشجعه (ولا أقول نكرمه) نشجعه حتى فقط (لا) قمنا برجمه وكأنه شيطان دخل علينا من حيث لا ندرى.. فى نفس الوقت الذى تكرمه مهرجانات دولية ومحافل فنية (فى دول عربية أخرى ودول غربية)، وبأشد العجب (ماذا فعل هذا الفنان) أقسم على نفسه أن لا يعترف بنفسه كفنان حتى يحبه الشعب المصري (فهذه هى بلدة وهؤلاء هم أهله).

أقسم بأن لا يرضى بأي تكريم أياً كان حتى يرضى عنه هذا الشعب ويقبل فنه أولاً وعندما أفاجئكم باسم هذا الفنان أرجوا أن لا تحكموا عليه أحكاماً مسبقة.. أعطوه الفرصة أولاً استمعوا إليه أولاً.. أنظروا ماذا يقدم أولاً ثم أحكموا عليه بما تشاؤون.. أتمنى أن لا نكون مقبرة كل مبدع.. أتمنى أن لا نكون مقبرة كل مخترع.. أتمنى أن لا نكون مقبرة كل فنان؟ أتمنى أن لا تكون قلوبنا مقبرتنا، أتمنى أن تحفظوا معي هذا الاسم جيداً لتحكم بيننا الأيام (أكنت على صواب أم خطأ) رددوا معي بصوت مسموع وليس القراءة بالعين فقط اسم الفنان (مهند المحروقي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق