الرئيسةمقالات

حكاية القصر الذي يسكنه أفقر ناس في مصر

أغلقت في وجهها كل أبواب المسئولين بعد أن طرقتها جميعا بلا فائدة وكأن أحدا في مصر لا يمكنه الحصول على حقه أبدا إلا اذا كان لهم ظهر وما عدا ذلك فالحقوق ضائعة والأماني مهما كانت ضئيلة فهي مستحيلة
لكنها اليوم تطرق الباب الاخير عسى ان يكون هناك نقطة ضوء وسط الظلام المحيط وتلقى بمشكلة حياتها ومأساتها على أبواب السيسي

أم ال13

على الرغم من كبر سنها فقد وضعها القدر بأن تكون مسئولة وأما ل 13 نفس فبعد وفاة نجلها وزوجته تركا لها أولادهما في رعايتها إلى جانب أبنائها الذين لا يجدون قوت يومهم وكل هؤلاء جميعا كانوا يسكنون في غرفة واحدة بالقصر الكائن في منوف بمحافظة المنوفية

حكاية القصر الذي يسكنه الفقراء “

القصر هو منزل واسع وكبير بعزبة القصر بمركز منوف يحتوي على عشرات الغرف وكان يمتلكه قديما جدا أحد الأشخاص الأتراك ثم غادره وسافر منذ زمن بعيد وتملكه من يعيشون فيه من أسر فقيرة كانت احدى هذه الاسر هي بطلة قصتنا الماساوية السيدة :
فتحيةعبد الفتاح ابراهيم موسى أم ال13 التي كانت تسكن في غرفة بالقصر مع أبنائها وبناتها وأبناء ابنها

تقول السيدة فتحية : عشت في تلك الغرفة سنوات طويلة ولم نشكوا يوما من الفقر وهناك 4 حوائط تدارينا ولكن ربنا يجازي الظلمة حتى الاربع جدران استكتروهم علينا

امبراطور مافيا الأراضي والقصر
وبعد سنوات طويلة عاشها هؤلاء في غرف القصر ظهر فجاة احد المحامين الذي كان مرشحا في الانتخابات البرلمانية الماضية بمدينة منوف ويعرف بامبراطورمافيا الأراضي نظرا لتمرسه على وضع عينه على قطع أراضي معينة واستخدام خبراته في استخراج الاوراق لصناعة حبكة ورقية تثبت أن هذه الأرض أرضه بتوكيلات متعددة من أشخاص مجهولين على أنهم أصحاب هذه الأرض وصاحب التوكيل يبيع لآخر وهكذا ثم تصل الأرض اليه بيع وشراء
وهذا ما فعله في المبنى المسمى بالقصر بعزبة القصر بمنوف فقد استخرج المحامي أوراق الحبكة كالعادة وزعم ان القصر لا يملكه سكانه بل هو من اشتراه ممن اشتروه قبل ذلك من أصحابه
ولان له معارف في كل مكان فقد استطاع المحامي استخراج قرار بالطرد من مجلس مدينة منوف وبناء على قرار الازالة حدث ما لا تحمد عقباه
بلطجية يحاصرون القصر
أرسل المحامي بلطجية حاصروا القصر لاخراج السكان الفقراء منه والذين لا يمتلكون من حطام الدنيا سوى غرفهم التي يقيمون بها في هذا القصر فذهب بعض أقارب السكان لمديرية الامن بالمنوفية للابلاغ عن أمر البلطجية ويقول مصطفى عبيد أحد سكان القصر أن الضباط بمديرية الامن قالوا لهم :
اللي ييجي عندكوا ادفنوه مطرحه
وبقى الوضع هكذا حتى استطاع استخدام الشرطة أيضا لتنفيذ قرار الازالة واخراج السكان وبالفعل جاءت قوة من مركز شرطة منوف واخرجوا السكان من القصر وسط دموع النساء والأطفال وحتى الرجال
ونجح الامبراطور في هزيمة الجميع وهدم القصر الذي يأوي الفقراء
أم ال13 في الشارع
ظلت السيد فتحيةتستعطف الامبراطور ان يمنحها غرفة اخرى في أي مكان بدلا من مسكنها الذي أخرجها منه فلم يعرها اهتماما فذهبت السيدة تشكوا للمحافظ ما حدث لها فطردها محافظ المنوفية من مكتبه قائلا : وانا اعمل ايه هي الناس كلها مش لاقية سكن ؟
واكمل أمن المحافظة المهزلة وقام بطرها خارج المحافظة
ومنذ عامين تقريبا منذ هدم القصر حتى الآن والسيدة تتنقل من منزل إلى آخر ولكن الكل ضاق بها و” بكوم اللحم ” الذي معها
السيدة فتحية على باب السيسي
الآن ومن خلالنا تطرق السيدة فتحية باب السيسي بعد ان طرقت أبواب جميع المسئولين بمحافظة المنوفية لمنحها شقة بسيطة تقيم فيها مع أبنائها واحفادها بمركز منوف أو بأي مكان في مصر المهم ان تؤويها 4 جدران فهل تجد السيدة فتحية صدى بالاتحادية ..؟؟!
رؤوف علوانى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق