الاسلاميات

الموت مصير كل حي ونهاية كل شيء

بقلم / محمـــــــد الدكــــــرورى 
إنه كأس الموت وهو حُكم الحي الذي لا يموت تبارك وتعالى، فهل تذكرت يوماً أخي أنك ستتجرع يوماً هذا الكأس حتى النهاية، فيا كثير السيئات غداً ترى عملك، ويا هاتك الحرمات إلى متى تديم زللك، ويا آكلاً لحوم الناس بالغيبة والنميمة ويا مفرط لصلوات ويا هاجراً للقرآن وعاكفاً على الأغاني والأفلام الخليعة والملهيات إلى متى سيبقى هذا هو حالك وإلى متى ستبقى تعصي رب الأرض والسماوات، أأمنت الموت وسكرته أم أنك أيقنت أنك ستعيش إلى الغد،

أما تعلم أن الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل، أما تعلم أن الموت يسعى في تبديد شملك، أما تخاف أن تؤخذ على قبيح فعلك، وا عجباً لك من راحل تركت الزاد في غير رَحَلِك، أين فطنتك ويقضتك وتدبير عقلك؟ أما بارزت بالقبيح فأين الحزن؟ أما علمت أن الحق يعلم السر والعلن؟ ستعرف خبرك يوم ترحل عن الوطن، وستنتبه من رُقادك ويزول هذا الوسن، قال يزيد بن تميم (من لم يردعه الموت والقرآن ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع ).

إن الموت حق لا ريب فيه ويقين لا شك فيه، فمن يجادل في الموت وسكرته،ومن يخاصم في القبر وضمته، ومن يقدر على تأخير موته وتأجيل ساعته، ﴿ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ فلماذا تتكبر أيها الإنسان وسوف تأكلك الديدان، ولماذا تطغى وفي التراب ستلقى، فيا عبد الله لا تغفل عن الموت وأعد الزاد لحين خروج الروح ومفارقتها جسدك لعل الله يرحمك ويختم لك بالصالحات أعمالك.

الموت يردع عن المعاصي، ويُلين القلب القاسي، فما الذي جرى للناس؟ ألم يقل طبيب القلوب – صلى الله عليه وسلم -: “أكثروا من ذكر هاذم اللذات”؟ ألم يرو عنه – صلى الله عليه وسلم -: “كفى بالموت واعظا”؟! فمن لم يعظه الموت فمَن؟ ومن لم تعظه مشاهد الاحتضار فمن؟ ومن لم تعظه سكرات الموت فمن؟ ومتى العمل؟ يا غفلاً عن الموت؟ أعند نزول الموت؟ أمبعد الموت؟ أمفي القبر؟ هيهات هيهات! لا إله إلا الله! كيف لا نرى حالنا؟

والموت أمامنا والقبر منامنا، والقيامة موقفنا، وجسر جهنم طريقنا، ولا ندري ما يفعل بنا. فيا كثير السيئات! إن للموت سكرات! يا هاتك الحرمات! إن للقبر ظلمات! يا صاحب الشهوات! إن للنار زفرات! اسأل نفسك ماذا أعددت لكل هذا؟ حسرات، عبرات، سكرات، قبور موحشات، عظام نخرات، يا أسير الغفلات!.

إذا كان الموت مصير كل حي ونهاية كل شيء ألا يتعظ العاقل وينزجر الغافل من الغفلة عن المصير، والسؤال عن الكبير والصغير؟ ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ (الجمعة:8).

اليوم تُعزِّي وغدا يعزى فيك، واليوم تبكي وغدا يبكى عليك.
وإذا حَمَلْتَ إلى القبور جنازةً فاعلَمْ بأنَّكَ بعدها محمولُ
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق