الأدب و الأدباءحورات

حوار مع الأديب محمود توفيق

أجرت الحوار : حنان الشيمي

كاتب له قلم من العيار الثقيل تخضع المفردات لأحاسيسه الجيّاشة، ولنبض قلمه وقلبه فتنتظم أجمل المعاني وأكثرها عبقريّة،
تراكيب لغوية قوية
معجم مفردات ثريّ قائم بذاته، تتناثر الكلمات منه كورود شاردة من حطام الحياة، تلامس عباراته شغاف القلب، فتبكي العيون، وتنزف القلوب
ومع غزارة علمه ومعرفته تتوسم فيه البساطة والتواضع والألفة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏قبعة‏‏‏
خرج من مصر مرتحلا كما يقال ، وحينما اغتالته الغربة، عرج على أنين الكلم، فباتت تبكي كتاباته ألمًا. لم تتوانَ مفاجآت الوجع أن تباغته برحيله عن وطنه ، ليصبح الدّمع عصير نثره وأدبه ومكنون نفسه
كلّ لحظة يعيشها، نعيشها معه في قصة تخترق وجداننا، وتلامس أرواحنا
تحبس مشاعره الكون، فتتحرّر كتاباته محمّلة بأسرار الأرض ومكنونات السّماء، ولعلّ الوضع السّياسيّ الّتي تمرّ به بلادنا العربيّة، جعلت من اليأس تربة خصبة، ليزرع فيها منشوراته الحزينة كما ناي مكسور، لتنمو في الرّوح كسيف ينصل الأوصال بقسوة
خير مدافع عن اللغة العربيّة الّتي يعتبرها الهويّة والأصل والجذور، .
تمخّضت أحاسيسه عن ولادة عدة أعمال أثرَتْ رفوف الأدب العربيّ، منها: حجر الكحل، كن جميلا، ودة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏

لا يتوفر وصف للصورة.

لا يتوفر وصف للصورة.
التقيته في معرض الكتاب بالقاهرة وكان لنا حديث طويل في قضايا مختلفة
حتى نكون أقرب إلى الأديب محمود توفيق وكتاباته التي تلامس الوجدان، كان لا بدّ لنا من إجراء حوار معه، لننهل من وافر علمه وأدبه

1- الكاتب محمود توفيق ، عرّفنا بنفسك بالقدر الذي تريد؟
طفل مر من عمره الكثير، وطفولته ضاقت بما مر به، وهو لا يدري إن كانت الكتابة هي حريته، أم هي الجزء الأطول في مأساته.

2-إنّ الحديث عن البدايات طويل لا ينتهي، وربما الأمر احتاج إلى رواية؟ ولكن باختصار حدثنا عن بدايتك مع الكتابة؟

لقد ولدت بإلحاح الكتابة، لاحظت منذ البداية أنني أمتلك قدرًا لا مبرر له من الخجل، ومن الأسى، ومن الهدوء، ومن الخيال، ومن الرغبة في السرد، فعرفت أن ثمة كاتبًا يخرج مني على مهل، وكان داخلي شعور بالمتعة من هذا الامتلاء الداخلي، وفي ذات الوقت كان هذا يثقلني، كما تثقل الثمرة الغصن، كما أنني لم أكن أعرف جيدًا أين أذهب بهذا الشيء الذي يثقلني ولا مفر منه.

3-كثيرون كتبوا القصص والروايات ونظموا النثر والخواطر، لكن هذا ليس بأمر كافٍ لولادة أديب، من هو الأديب برأيك؟ وهل يولد الإنسان أديبا؟ أم أنّ المثابرة على النّهل من بحر الأدب تصنع أديبًا؟
أن يولد الإنسان أديبًا هذا أفضل، أنا هنا لا أتكلم عن (البراعة)، بل أتكلم عن (لعنة جميلة)، أن تكون مدفوعًا بقوة الفطرة للكتابة، فتظل تطارد الشخص الذي يقال لك في أعماقك إنه (الكاتب الذي يجب أن تكونه)، أن تحمل روحك لسعات الأخطاء الأولى للمبتدئين، كما يبقى لدى الخبازين المخضرمين آثار اللسعات التي حدثت لهم في البدء.
المثابرة على النهل، تصنع أديبًا شرط أن يكون فيه هذا الأديب أيضًا، كامن فيه ولم يكن يدرك وجوده. أما ما هو مستبعد أن يبدأ الأديب رحلته مع الأدب من فكرة التقليد، كما يحدث لبعض الناس أن يروا مشروعًا مغريًا فيقلدوه، لا يبدأ الأدب بهذه الطريقة الفجة، أن ترى كاتبًا في معرض الكتاب يحيط به الناس، فيعجبك هذا المناخ، هذا ممكن أن يصنع أديبًا باهتًا مصطنعًا، والجزء الذي يراه الناس مبهجًا من حياة الأدباء، عندما يلتف حولهم قلة، هو الخبزة الوحيدة، في حياة الشظف النفسي التي يعيشها المبدعون.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏
4-أيهما تفضل القصص أم الروايات ولماذا؟ وحدثنا عن ودة وظروف كتابتها ونشرها ؟
السؤال الأول مرعب، لأني لا أستطيع التمييز بينهما فهي قصة حب مؤلمة وطويلة بيني وبين الإبداع عمومًا، والنهر يتحدد مساره بناء على أشياء قهرية، وهكذا أيضًا نحن نختار القصة أو الرواية في التأليف بناء على (التدفق) من ضمن أشياء قهرية عديدة.
يحدث أن يحاول الكاتب مط قصة ليصنع منها رواية، لأن الرواية أكثر شيوعًا الآن، وتحدث صدى أكثر من المجموعة القصصية، والحاصل غالبًا سيكون شبيهًا بمجموعة من برك المياه الضحلة التي يربط بينها خيط رفيع من الماء، هي ليست رواية بما في روح الرواية من انسياب، إنما شيء ضحل وملفَّق؛ ولكن من ناحية أخرى يحدث تدفق آخر يجدد قصة في ذهن الكاتب، فيشعر أنه يريد أن يجعلها رواية، لأنها آخذة في التشكل داخله كرواية، لا شيء في هذا على الإطلاق.
ودة هي مجموعتي القصصية الوحيدة، هي التي اخترت أن أقول عنها تحوي أعمالي القصصية، لقد طبعت من قبل مجموعة، ولكني هنا نقَّحت وأضفت الكثير الجديد، وودعت الأولى بدرجة من القسوة التي نضطر إليها أحيانًا- فأنا تخطيت المرحلة الأمومية التي يرضى فيها الكاتب عن عمل فيه بعض نواحي الضعف ويرفض المساس به- واعتبرت ودة هي الأولى، ويمكن أن نقول من باب الوفاء أن تربة ودة، تلك الشجرة، تغذت من تحلُّل الشجرة الأولى التي ماتت، فأخذت منها عناصر طيبة.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
5-متى اكتشفت موهبتك الأدبية ؟ وهل كان للظّروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة؟وكيف جاءت فرصة النشر الورقي؟
اكتشفتها مبكرًا جدًا، واكتشفت أنني لن أبرع في أي لعبة من لعب الأطفال، وعندما وقعت عدة مرات من أعلى الدراجة بينما كان الأطفال ينهبون الشارع جيئة وذهابًا، كان هناك صوت في أعماقي يقول لي ستنجح في شيء آخر يرتبط بشرودك الطويل وافتنانك بصنع الصور واكتشاف التشبيهات، نفس هذا الصوت سمعته عندما عجزت بعد عدة مرات عن أن أتقن اللعب بالنحلة التي أتقنها الكل من حولي، وهي أن ترمي قطعة من الخشب بصلية الشكل تحيط بها الدوبارة، وهكذا أيضًا في كرة القدم.
لقد قلت أحب أن أكون كاتب قصة وأنا في السابعة، ووجدت في نفس حبًا للقراءة، وحبًا لمواضيع (التعبير)، وبدأ المدرسون يبدون إعجابهم بي، لكن ما قلته وأنا في السابعة، كان يعبر عن شيء موجود في قعر البئر، وكل ما حدث يومها أن الدلو قد وصل إلى ذلك القعر فتكلمت وقلت ما قلت
أما النشر الورقي الأول فكان وقوعًا من أعلى الدراجة هو أيضًا، فمثل كثير من الشباب لم يبدأ بفرصة، بل هو تعبير عن عطش يفقد الإنسان نصف ذكائه، فذهبت واتفقت وأنا مغمور، وسعدت بأن الرجل وافق على العمل، كأني كنت بحاجة في هذه الفترة إلى هذا الاعتراف، وبعد هذه التجربة الأولى قررت أنني لن أنشر بهذه الطريقة مرة أخرى، أن يأخذ أحدهم بعض المال وهو يعرف شوق الكاتب للكتاب الورقي، ثم لا يهتم بتواصلك معه من بعد ذلك، قررت أني أستحق أفضل من هذه الطريقة المهينة، ولو كلفني الأمر أن لا أنشر ورقيًا مرة أخرى.

لا يتوفر وصف للصورة.
6-المرأة هي الوجه الجميل للحياة، وحياة خالية منها يباب وعدم ،ما مكان المرأة ومكانتها في أعمالك؟
في مجموعة ودة كانت هي المسيطرة على روح المجموعة، بخوفها من الحياة، بأحلامها المكبوتة، بخيبة رجائها، بإصرارها المرعب، بذاكرتها الجريحة الحية، وأنا لا أحب أن أتكلم في الأدب عن أشياء مثل (مكانة ) كذا، فقط يمكن لقراءة المجموعة قراءة عميقة، أن تكشف هذه الأشياء غير المتعمدة، أنا نفسي فوجئت بأشياء عندما انتظمت المجموعة في كتاب. ويكفي أن أقول إن قصة ودة التي أسميت بها المجموعة كلها، هي من أقر ما كتبت لقلبي، وكانت ودة أنثى رقيقة في مواجهة مجتمع قد تغير بعنف، وكان عليها أن تضحي بروحها وأن تموت نفسيًا بطريقة أنيقة كي تتواءم مع أمواج التغيير التي لا ترحم، هي هنا امرأة قبل أي شيء، وهو أيضًا سفيرة كل الضعفاء الأقوياء بقصتها الإنسانية.

لا يتوفر وصف للصورة.

7-تتنوع المواهب عند البشر كما تتنوع النبتة والتربة كالصحراء والجبل والسهل ولكل نكهتها لذا هل التنوع في الكتابة مطلوب ؟
ليس على الكاتب إلا أن يبحث عن الدفينة الهائلة مثلما يفعل الأثري، أن يبحث بشتى الطرق عن اكتشافه الذي سيبقى للأبد يشير إليه بفخر، والتنوع ما هو إلا محاولات البحث الدؤوب المستمرة. ومع ذلك يبقى حتى لدى العباقرة من الأدباء الثيمات الخاصة بهم التي يمكن أن تلحظها ولا تنزعج، إنها ليست عرجة تعرفها من مسير رجل آخر على الرمال، إنها بصمة الروح وشغفها وقلقها وأثقالها.

8-هل تنتمي إلى أيّ مؤسّسة أدبيّة؟ وإن كان نعم، حدثنا عن تجربتك، وماذا يمكن للمؤسّسات الأدبيّة أن تضيف للكاتب؟
لم يحدث أن رغبت في الانضواء تحت مدرسة واضحة المعالم، ولها تلاميذ كرسوا أنفسهم لها، وأنا في العموم أنفر من بطاقات التعريف، والبادجات، وفي الأدب أعرف الرجل من صنيعه مثلما أعرف الفلاح من نتائج ضربة فأسه.

9-ما رأيك بالحركة الأدبيّة حاليًّا خاصّة بعد انتشار وسائل الاتّصال الاجتماعيّ السريعة؟
لعلك لن تصدقي إذا قلت لك إنني أطل على المشهد قليلًا ومن خلال الفرجات بين برامق مشربية في طابق مرتفع، أظن أنني عندي رهاب يمكن أن أسميه رهاب رؤية المشهد صريحًا واضحًا كاملًا، في الغالب خوفًا من أن أقرر الانسحاب.

10-هل تعتقد أنّ الساحة الأدبيّة حاليًّا تحتوي على نقّاد على قدر من المسؤوليّة؟ ومن هذا المنطلق كيف ترى مستقبل الأدب من حيث القيمة والجودة والمتانة ؟
لا يوجد حركة نقدية كافية، ولم تعد المقالة النقدية تنشر في الصحف وتقرأ كما كان الوضع في السابق، وخبر عن جريمة أو مباراة أو حفل فني يمكن أن يزيح مقالة نقدية من صحيفة، الحالة العامة بصرية، والناس يظنون أن انطباعاتهم تكفي جدًا، وأن العمق فيما عدا ما يتعلق بمصالحهم ودخولهم هو شيء سخيف وفي غير محله.

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

11-من هو الكاتب النّاجح من وجهة نظرك؟ وهل وجود نسبة كبيرة من المتابعين والحواريين حوله وزيادة مبيعات اصداراته يعد من مقاييس النجاح والاستمرار؟-
الكاتب الناجح هو الذي يتعطَّش إليه عدد كاف من الناس، يظنون أنه هام جدًا بالنسبة لهم، ويخافون من افتقاده وافتقاد صوته، وليس الأمر كمتابعة تلاميذ الابتدائية للمدرس الذي يشرف على الرحلة حتى لا يضيعوا منه، الأمر هو أن وجوده ككاتب يدفعهم لاحترام الحياة ككل، وهذا شيء هم في حاجة إليه كي يقلل من شعورهم بالوحشة، أو حتى يخدع هذا الشعور قليلًا، لم لا ؟
أحب أن أقول إنني عندما كنت طفلًا كنت أنظر إلى الأدباء المرموقين الذين يمكن أن يظهروا في جنبات معرض الكتاب، باعتبارهم في وزن رواد الفضاء أو أكثر، أما الآن فالكاتب والكتاب صارا شيئين آخرين، لقد صارت الكتابة التي تجهزنا لها كثيرًا شبيهة بموضة شبابية لطيفة؛ لقد ضبطنا البذلة الاسموكن من أجل حفل أوبرا، وعندما قطعنا الطريق الطويل ونحن خائفون من الغبار، وجدنا أنفسنا وصلنا في النهاية إلى حفل شبابي خفيف، غير الذي كنا نريده، لقد تغير كل شيء ، والعالم الذي رأيته طفلًا لم يبق منه إلى القليل جدا، وكانت الأسماء الكبيرة ذات الثقل الفني تستحوذ على نصيب الأسود في اهتمام القراء، المعضلة ليست في كثرة القراء، المعضلة أن الناس صاروا يتجمعون على الأعمال شديدة السطحية .. وفي الساحة موهوبون حقيقيون يمضغون حسراتهم في الزوايا، لا يعرفون إن كان عليهم أن يصروا على الاستمرار أم الانسحاب من الجو الغريب

12-ما هي مقاييس الرواية الناجحة ؟ ومن برأيك الحكم الحقيقيّ لنجاح الرواية؟ وما هو معيارك للقلم الفذ صاحب القضية؟
الرواية الناجحة هي التي بعد أن يتم القارئ قراءتها يشعر أن الكاتب قد ورَّطه في عالم سيظل يتذكَّره ويتذكَّر جراحات أبطاله واندفاعتهم وسذاجتهم وصراعاتهم، هي الراوية التي يشعر أن الروائي خطفه من يده إلى سرداب غريب ليطل من نافذة فيه على حقائق الحياة المريرة التي يشعر بها ولم يعبر عنها من قبل. الرواية الناجحة لا يمكن أن تتابع ما يجرى فيها كما يتابع ركاب طائرة مروحية مطاردات في غابة وهم يرون المشهد منكشفًا ويمكن لهم توقع ما سيجري، الراوية الناجحة لا يعلوها القارئ بهذه الكيفية، بل يكون من ضمن هذه المطاردة، لا يعرف ما ينتظره، ولا يحب أن يعرف.

-13هناك من يعشق لقب أديب ، إذ بتنا نلاحظ في الآونة الأخيرة كثيرًا من الكتّاب يلصقون لقب أديب أمام اسمهم رغم أن لا علاقة لهم بالأدب؟ هل ترى أنّ اللقب يعطي قيمة لصاحبه؟ وهل تعتقد أنّ هناك مميّزاتٍ للأديب من حيث الإحساس والمشاعر والعاطفة؟
أتعاطف مع الشخص لو كان هذا المعطف واسعًا عليه قليلًا، وهو يشجع نفسه كي يتواءم معه، أما ارتداء هذا المعطف ممن لا حظ له من الأدب فهو فلا يجدي إلا مع السذج من القراء الذين لن ينظروا إلى القدمين التي يقف بهما صاحبهما على الأرض، ليكتشفوا أنه عاري الساقين وليس معه إلا المعطف الذي لا شيء تحته.
ومن ناحية تكوين الأدباء فأظن أن الأدباء يغلب عليهم فهم الضعف البشري، والتماس العذر، وكراهية الجدل، وأظن أن أغلبهم يكرهون أن يتكلموا عن منجزاتهم ويكرهوا أن يسمعوا شخصًا يستطرد في عرض إمكانياته أو سيرته الذاتية

14-هل توافق على مقولة إنّ إصدار الكتب هو إثبات للذات أولًا وأخيرًا؟
وحدثنا عن مشروعاتك الأدبية القادمة بإذن الله تعالى؟
إصدار الكتب إثبات للذات بالطبع، ولكن هذا ليس كل شيء طبعًا، وفي بعض الكتب يتقهقر هذا الغرض بعيدًا
لي عمل روائي أتمنى أن أكمله، في بيئة غريبة عن الجمهور مثل بيئة حجر الكحل.

لا يتوفر وصف للصورة.

15-ما هي العوامل التي أدّت إلى الحدّ من انتشار الكتاب الورقيّ في عالمنا العربيّ، هل تعتقد بأنّ وسائل الاتصال الحديثة التي سهلت الحصول على النسخ المجانيّة إحدى هذه العوامل؟
تعود الناس على القراءة على الشبكة، واستهلك الفيس وتويتر أوقاتهم، وما وفرته وسائل التواصل نفسيًا هو الإحساس بالمشاهدة الجماعية، أن تشعر أنك تنفعل مع آخرين بسبب منشور متميز، أو بسبب كوميكس حاذق، هذه الحالة الجماعية توفر للإنسان الاطمئنان الذي يفتقده إلى حد كبير في غابة الحياة.. لذا فالأمر صعب فعلًا، لأنك عندما تقرأ كتابًا ورقيًا فأنت تهرب إلى الكاتب، لكن هذه المواقع توفر هروبًا جماعيًا، وأي سجين يفضل الهروب الجماعي عن الهروب الانفرادي، حتى لو انتهى بالهاربين الأمر قتلى

16-أيّ أنواع الأدب يستحوذ على اهتمامك ولماذا؟
الرواية والقصة، وقلما تجاوزتهما إلى غيرهما

لا يتوفر وصف للصورة.
17-نعيش في عصر الرواية، هل توافق على هذه المقولة؟ وهل تعتقد أنّ الشّعر والنثر والخواطر وباقي أنواع الأدب قد فقدت بريقها أم أنّها منافس قويّ يقف بصلابة أمام أنواع الأدب الأخرى؟
هذه هي الحقيقة أننا في عصر الرواية، وباقي الأنواع لم تمت، ولكن يمكنك أن تشبهي الأمر ببيت العائلة، وأن الآباء صعدوا إلى الطابق العلوي بعيدًا عن الضجيج، واحتل العريس فن الرواية الطابق الأرضي، وصار الباب مفتوحًا بسبب ضيوفه الكثيرين، وكل المناظر السيئة التي ستحدث في الطابق الأرضي بسبب كثرة الزوار ورفع الكلفة، هو ما سيظل سكان الطابق العلوي يفكرون فيه وحده لتعزية النفس، والترحم على الأزمنة الجميلة، وفي الحقيقة، فإن انغلاف الباب في الطابق السفلي سيكون خطرًا على كل العائلة الأدبية.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏لحية‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏

18-هل كان لكاتب ما تأثيره عليك، وعلى نهجك في مسيرتك الأدبيّة؟
ماركيز، ديكنز، نجيب محفوظ، طه حسين، تشيكوف

19-ما أحبّ أعمالك إلى قلبك؟
الكتاب الذي لم يطبع للآن: ثاني اثنين، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه

20-كلمة تحبّ توجيهها إلى القرّاء
هي نفس الكلمة التي أوجهها لمحمود الطفل: لقد حاولت، وأعتذر إن كنت قد خذلتك
لك كلّ الشّكر على هذا اللقاء القيّم الماتع…نتمنّى لك كلّ التوفيق.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق