شعر

تباً لك يا أنا

وأنا وعبر هذه المسافات المتبقية
وهذه السفنُ المتآكلة
أبحرُ وذاكرتي المهترئة
وبقيةُ أعضائي المتراكمة
في قوقعةِ ذاتي المسُلوبةَ
حقِ الانتماءِ لوجهي
متجاهلا وجعي وحماقةَ احتقاني
إلى ما خلفَ الفِ سؤال يقتاتني
يلتهمُني ويهين كرامتي
ودونما البحثُ عن إجابةٍ تقلُني
إلى حيثُ لا تدري روحي
اتجاه أمنياتي الخائبةَ
ككلِ القضايا المعلقة داخل أقبيةِ راسي المحشوةِ بالعبوات الناسفة
حيث أني وهذه البحارُ الغارقة
في جزرِ صحراء أحلامي المتلاحقة المتناثرة ركامُ ألفي عام
من تجربتي لموتي ودونَ أن أدري
وأنا المقعد الرغبات كيف أصطف مجاذيفَ الحروفِ والكلماتِ
ساريةً لأشرعتي لبقائي الممزق
أشلاءُ عظامي المطحونةُ بيدي
ودون متابعٍ لغبائي
يقلني إلى الجانبِ الآخر
لأحزانِ جلجلة من سبقني
ليصلبَ ككلِ العابرين إلى مدينتي
ومدينتي
خلاص سرابٍ أحلامي المكدسةُ الذابلة خريفٌ لا زال يصرُ على اغتصابي
دون إذني ودون أنا
وأنا هذا المجردٌ ككلِ الفراشاتِ الحالمات باختياره لأدواتِ احتراقي
وكم كلِ الذين ينتحلون صفتي
نيابةً عني ليمارسوا حقَ اقتراعي
دونما صوتي ودونما حقي لرحيلي
إلى حيثُ الفصول المغتصبةِ لإرادتي وكأني هذه الأشباهُ القادمة من خفايا ذاتي
الموغلةُ في ذبحي
ودونما صليبٍ يستفذ شجاعتي
ودونما مسيحٍ عربي يخلصني
من بقايا صراخي ألمي
وجودي المزمن لبقاءٍ يجبرني
الانتهاءَ من جنازتي القائمة في انحائي
سيما وأنا هذا البدوي القادم من حيث لا تدري الخيام المتكالبة لصقيعِ أيامي بأكاسيد تباشيم المسامير المسافرة وعبر
هذه النفسُ الذائبةُ
في جراحي وكما تلك التي تحملتني الأوجاع المثقلة بقدومي
وحيث اللأنا الآتي بأنا جحيم من تناسلني بقائي رقما تستجره العدادات إلى ما لا نهائيات عدمي الكوني لوجودي
فكيف اللجوء إلى ما بعدي
وأنا أجهل ُتاريخَ سفري وبعد أن استوطنتني‌ ودون علمي وعلمي إرادة من علقني صلبان أزمنتي المصابةُ بداء انفصامي
وعبري وهذي الزنازين الدائرة الأرض قدسية ألمي المدكوك باطني أسافين من تمزقني جسدي
وهذه المذابحُ القرابين التي لا زالت لتقدمُ وعلى مؤائدي وليس ومن سواي سواي
من تمتشقُ قامتي نخيلَ عبادتي
واستسقاءَ لقطعانِ روحي
حكاياتُ لمغتصبيِ
ولأناشيد أوردتي المقطعة
مراثيا أبائي شهامتي
تبا لك يا أنا
وتبا لك
يوم ولدت
ويوم تموت
وإن ‌تموت ولن تموت لأدرك أنك يا أنا
ومن لست بأنا
وأنا
وبكل ما فيك وفيك ومن صلابتي
حطامُ رغباتي قلوبٌ ممزقةٌ
سكاكيني المسافرة خاصرتي
فحيثما نظرت أراك فيا
هذه الملاحم الدموية ما بين جفني فراتي ودجلتي
وما بين نيلي ورصافتي
وما بين مدني شآمي الخرائبُ وحرائقي
فيا أنا
المغايرُ لقهري لوجعي لإنقسامتي
أفلا كففتُ عن النمو في داخلي
وعن تلاوة صلاتي ما بين ما تبقى
من معابدِ أمواتي فصاحتي لغتي
بدأتي وما بين هذا البدوي
الغارق في عرائي وتفاصيلَ عبأتي ظمئي وبداهتي
وما بين كل العابثين
في رمالِ ذاكرتي
كي أسترجعَ بقايا خاتمتي
وكلَ خياراتي بذآتي وبذاتي ولأختار وعلى طريقتي رغمَ سذاجتي بدئي وانتهائي
موتي الحتمي وولادتي
وإله لصحرائي إله يدرك أن للرملِ
ثقافتي وللخيلِ أصالتي
وللنخيل صبابتي وأني هذا العربي
الشتات رغم سذاجتي
ورغم فظاظتي ورغم حماقتي
أومن باليوم الآخر بغدي بموتي
وبرجاء قيامتي
فكيف السبيل للخروج منك
يا أنا
ويا أنا
وأنت ويا أنا
وكل
وكل ما ادخرت لبشاعتي
لنذالتي لحقارتي
وبحقارتي وأنا وأنت وأنا
وتباً لك يا أنا
الشاعر عبد الكريم سلامه
الملقب بكريم ابو نصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق