مقالات

القصعة للآكلين

كتب – مصطفى العوامي

الحروب النفسية هي الحيز الأساسي والعنصر الرئيسي لهزيمة الشعوب ، فإذا نشبت هذه الحروب تحدد مصير طرفي التناحر من المنتصر والمنهزم ، وكل ذلك قبل أن تتطاحن الجيوش وتتقاتل الأسلحة وتتسارع الطائرات ، وقبل أن تتفاقم الأزمات السياسية .

بدأت هجمات الأمريكان مرة تلو المرة على المواقع الإيرانية بالعراق ؛ لأهداف سياسية وعسكرية ، قتل الكثير من المدنين إثر هذه الغارات ، ولما كان الرد من إيران بات في العراق أيضا ، وتفاقم التهديد من الجبهتين ، إلى أن صرح ترامب في مؤتمره الصحفي الرسمي بأنه لم يصب أي جند أو مواطن أمريكي بأي أذى ، وكل الخساير التي وقعت عبارة عن تدمير بعض المواقع العسكرية الأمريكية بالعراق ، ولم يقع الأذي إلا بالعراقيين والأراضي العراقية ، وبعد ذلك المؤتمر تدخل الوسطاء إلى أن استقرت الأمور نسبيا ، ولكن الأمر لم ينتهي بعد من قبل المتفرجين وخصوصا العرب
العرب الذين انقسموا قسمين
فريق سعيدا بضرب الأمريكان للعراق تحت مسمى محاربة إيران ، وفريق يندد لما لاقته الدول العربية التى سادت فيها الكلاب التي ليس لها مأوى ، فأصبحت تجوب الأراضي بلا خجل ولا وجل
فإذا نظرنا إلى طرفي النزاع فالأول فارسي ، والثاني غربي ، ولكن الدمار الذي حل وقع في وطن عربي
العرب الذين باعوا القضية وخانوا أوطانهم وتشرذموا فأصبحوا هوانا على كل عرق وعلى كل جنس ، استهين بالعرب لأنهم تناحروا على السلطة والحكم ، عرف الأعداء كيفية القضاء على العرب بدس الوقيعة بين الشعوب وحكامهم ، فتكالب الجميع على السلطة ونسي الجميع إعلاء ماهية الوطن ، والحفاظ على الأرض ، فالأرض هي العرض .
نحن نرى العراق الذي يعسكر فيه كل من ليس له مأوي
من جميع الجنسيات والدول التي تسعى للقضاء على شأفة العروبة وكيانها ،
العراق الذي أخضع بريطانيا وفرنسا وقت أن كانا يحتلان العالم ، العراق الذي كانت له السلطة الدولية في اتخاذ القرارات دون إملاءات في الساحة السياسية ، العراق الذي أصبح الآن ملاذ كل خائن وخائب ، العراق الذي يشكو إلى الله تشرذم أهله وتناحرهم على مصالحهم دونه .
اجتمع العرب على ألا يتحدوا وعلى أن يتفككوا فأصبح قطعة من الحلوى توزع على كل من لديه مال وسلاح ، فزرعوا الضغينة بين الشعوب والحكام فكره الحكام والمحكومين أوطانهم فصرنا إلى ما نحن عليه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق