توك شو

“كورونا” فيس آب أشد فتكا من “كورونا” الوباء

كتب – رؤوف علوانى

خبيرة العلاقات الأسرية تقتحم حقول الألغام وتفجر كوارث “الخوف من العجز” . . كلمة السر “3 ستات”

مابين الوباء والعجز شعرة رقيقة تفصلها شعور الإنسان بالقناعة والرضا تعكسها سلوكياته مع الأخرون.إما أن تقوده إلي حافة الهوس عفوا المرض النفسي.وإما أن تقوده إلي حافة الإبداع.بل الإبداع نفسه.وتلك هي الفلسفة الفكرية التي تفصل بين طبائع البشر.فإما تصيغ لهم أقدراهم. وإما يصغون هم أقدارهم.ليتحول العجز إلي إبداع فكري وسلوكي وأدبي ومعنوي أو إلي توقف تام عن مظاهر وملامح الحياة.فإما أن يخرج الإنسان قدرته وطاقته الداخلية المدفونة فيحول الظلام لنور ويقهر المستحيل ويصنع المعجزات.وإما أن يظل قابعا في كهوف الظلام لا يطل أبدا من بصيصها علي العالم الخارجي عالم النور والإبداع . . فهل هناك ما هو أشد من وباء “كورونا” الذي يبكي العالم ؟ الحكاية فاصل ونواصل . .

“كورونا” الوباء يضاجع العالم . . إغتصب 196 دولة حتي الأن . . قتل نحو أكثر من 186 ألفا وأصاب نحو أكثر من مليوني و280 ألفا حول العالم . . دمر الإقتصاد العالمي . . هدد أكبر دولة عظمي تحكم العالم ألا وهي أمريكا بتكبد خسائر علاجية للمصابين تصل لنحو 654 مليار دولارا بواقع 3 آلاف و45 دولارا للمصاب الواحد ليهدد بإرتفاع معدلات البطالة هناك لنحو 16% بعد تقدم نحو 26,5 مليون مواطن بطلبات إعانة بطالة منذ منتصف مارس الماضي وحتي الأن.بجانب ماتكبدته من خسائر إقتصادية فادحة بإغلاق بعض الشركات وتوقف سوق العقارات والبناء وضر بتجارة التجزئة وفقدان الثقة للمستهلكين.بحسب تصريحات صادمة للمستشار الإقتصادي للبيت الأبيض “كيفن هاسيت” . . عجز خبراء وعلماء الطب والفيروسات حتي الأن عن إيجاد علاجا حقيقا له رغم إعلان منظمة الصحة العالمية عن تطوير نحو أكثر من 80 لقاحا عالميا و6 أخرون قيد التجارب السريرية.ورغم التصريحات الصادمة لمنشأة العلوم البريطانية التي تكشف عن عدم وجود علاجا له إلا بعد عاما علي الأقل . . تهدد موجة أخري منه بضرب العالم وسط قيام بعض الدول بتخفيف الإجراءات الإحترازية وفتح المنشأت الحكومية والخدمية تدريجيا رغم أنف تحذيرات منظمة الصحة العالمية والتي لا تملك آليات إلزامها بتوصياتها.

لم يكد العالم يلتفط أنفاسه من “كورونا” الوباء إلا ويظهر وباءا أشد فتكا منه ألا وهو “كورونا” فيس آب “الخوف من العجز” . . تطبيق علي الإنترنت تري من خلاله ملامحك عند الكبر . . الهوس به يقود إلي الإصابة بالمرض النفسي وفق تصريحات خبيرة العلاقات الإنسانية “مريم عثمان” في حوارها خلال برنامج “3 ستات” المذاع عبر فضائية “صدي البلد” . . كوارث “كورونا” فيس آب لم تقف عند هذا الحد بل إمتدت لتفضح عدم رضا الإنسان عن نفسه وشكله . . لم يكن عدم الرضا عن الشكل الظاهري سببه “كورونا” فيس آب كما توضح خبيرة العلاقات الإنسانية ولكن صفات وخصائص الإنسان هي الفاعل الحقيقي لذلك . . هناك أناس يرتضون بشكلهم حتي ولو كان قبيحا فالقبح ليس عيبا أوحراما وتلك ليست هي القضية . . فالقبح الحقيقي في الوقوف عند منطقة عدم الإستمتاع باللحظة الحياتية الأن . . الأشد قبحا وفتكا هو التجمد عن العمل والحركة.

الطبيعة تصرخ

علي النقيض لا يهم أناس أخرون علي حد قول خبيرة العلاقات الإنسانية حالة العجز المستقبلي أو اللحظي فهم يؤمنون بأن التغير هو سنة الحياة بمراحلها المختلفة ومن يتحداها فقد تحدي الطبيعة وسنة الحياة وكأنه يضرب رأسه في الحائط . . قناعة البعض بالعجز المستقبلي أو الوقتي يضفي عليهم جمالا وشبابا وحيويا نتيجة لإفرازات هرمونية يفرزها الجسد لتعبر عن الحالة الخاصة بكل إنسان فحالة الرضا تنعكس علي شبابية الوجه وحالة اللارضا تنعكس علي الوجه أيضا . . العجزة في السن والشيخوخة بحسب خبيرة العلاقات الإنسانية بعضهم يملك أدوات تطويع الحياة واللحظة لتكون في خدمتهم ليصغون هم أقدارهم كيفما يشاءون . . يتحركون يخرجون يضحكون يتألمون يبكون يفرحون يحزنون يعيشون كل ألوان الحياة بحلوها ومرها لايهمهم سوي أن يعيشوا اللحظة واللحظة فقط . . لا تتوقف حياتهم عند جمود الشيخوخة والشعور بالكبر والسن والعجز.

الفرق بين عجز الجسد والنفس

علي النقيض يقف أخرون في سنهم موقف الجمود والشلل الذي يصيب حياتهم فيحولهم إلي رتابة وملل تزيدهم عجزا فوق عجزهم وشللا فوق شللهم ليرسمون حياتهم فقط باللون الأسود والأسود فقط ولا يعرفون شيئا عن الألوان الأخري رغم أن أمامهم نماذج أخري تمثل القدوة كما يحب أن تكون . . العجز الحقيقي بحسب خبيرة العلاقات الإنسانية خلال حوارها المثير والناري عبر برنامج “3 ستات” المذاع علي فضائية “صدي البلد” هو عجز النفس والروح وليس عجز الجسد والحركة عجز الفكرة والمضمون والهدف والطموح عجز العقل والرؤية والمعايشة والمصارحة والمكاشفة والإعتراف.

ليس له وطنا ولا عنوانا

العجز والخوف من العجز ليس له حدودا وليس له وطنا ولا عنوانا ولا يقف عند حد المكان والزمان ولما لا والعاجز الحقيقي يتقوقع وينصهر داخل بوتقته معزولا عن العالم والحياة والناس . . أما الذين يقفزون فوق عجز السن والمرض هم الفائزون والصائبون وهم الذين عاشوا الحياة بكل مراحلها لأنهم يعيشون اللحظة ويستمتعون بها.

أسرار ندم صاحب جائزة نوبل

تلتقط خيط الحوار إحدي مقدمي البرنامج لتكشف عن ندم صاحب جائزة نوبل في الأدب الغائب الحاضر “نجيب محفوظ” عن عدم تفرغه بالكامل للعمل الأدبي ولولا وظيفته الحكومية لتضاعف إنتاحه الأدبي وترك لنا كنزا وثروة أدبية أكثر بكثير مما تركه.وتكشف الستار عما تشاهده بنفسها عن حالة الرضا والتفاؤل التي تسود العجزة ممن حولها ليمارسون كافة فعاليات الحياة ويقفزون فوق الشيخوخة والمرض لتراهم يتسوقون ويمارسون رياضاتهم المفضلة بالمشي وغيرها يؤدون واجباتهم الإجتماعية بتبادل الزيارات الأسرية والإجتماعية وتلبية المشاركة في دعوات الأفراح والمناسبات القومية والدينية لا يضعون لكبر السن وزنا لديهم يعيشون حياتهم ويستمتعون بها لحظة بلحظة . . إنهم أناس قهروا العجز قبل أن يقهرهم.

إبداعات العاجزين

من هنا تلتقط خبيرة العلاقات الأسرية طرف الخيط لتفتح كنوز الإبداع لدي العجزة لكونه لا يتوقف عند سن معين ولا يقتصر عليه فالخوف من العجز يولد الإبداع والإبتكار ليولد الإبداع من رحم الخوف من العجز.

هذة هي الشيخوخة الحقيقية

تدخل مقدمة البرنامج الأخري في طرف الحوار لتضرب المثل علي نفسها بتغير شكلها حاليا عن فترة عشرة سنوات مضت لتؤكد علي أنه يجب علي الإنسان أن يؤمن بقدره خيره وشره فالتغير هو سنة الحياة ومن الطبيعي أن تتغير ملامح الإنسان الشكلية والخارجية بفعل الزمن والشيخوخة والعوامل البيئية وغيرها الكثير لكن ليس من الطبيعي أن يتحدي الإنسان الشيخوخة فالشيخوخة شيخوخة القلب وليس الجسد.

شعرة رقيقة

تبقي شعره رقيقة تفصل بين تأثير “فيس أب” علي شخص لأخر تعكسها سلوك الشخص نفسه في تعاملاته مع الأخرين فالرضا والقناعة عن كل شئ حتي الشيخوخة تعكس سوية الإنسان وعدم مرضه والعكس بالعكس ليكون “فيس آب” أخطر من وباء “كورونا” بعد أن أصبح فتنة للإنسان في ظل ظروف إقتصادية حالكة صعبة تخنق العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق