مقالات

النسيان

كتب – عبد الله حسين

كم هو أمر مزعج هذا الذي سمي بالنسيان حقا من المقرف أن يغزوا النسيان ذاكرتك… أن تنسى أين وضعت ثيابك، تنسى موعدك مع رفيقك، تنسى هاتفك مرمياً على طاولة المقهى، تنسى ما أوصتك به والدتك، تنسى بعض الأمور رغم زمنها ليس بالبعيد… ربما يعود هذا الأمر لكثرة المشاغل أو الإرهاق مما جعل الذاكرة تذبل. حقا مقرف هو هكذا نسيان…
لكن هنالك نسيان مميت لا بل الموت أرحم منه… أن تنسى من يسكن الروح والقلب ، تنسى أنك في يوما ما أحببت شخص و أرتبطت روحك بروحه ، تنسى أول لقاء، أول حضن، تنسى أماكن إعتدم إرتيادها، تنسى وجه تحلو الحياة برأياه، تنسى صوت تنتشي بسماعه… يحدثونك عن من أحبب ذاكرين إسمه، لكن… لكنك لا تتذكره، يضعون صور من عشقت لسنين طالت و في طولها يزداد الهيام به، تبدأ الصورة تدريجياً بالأتضاح لكن هذه المرة تتذكر القليل ، صورة مشوشة و كأني أعرف هذا الشخص من قبل لكن أظن قد طال الزمن على حديثنا… كيف ؟؟ لكن لم تمضي إلا سويعات على محادثتنا… أمر مميت أن تنسى وكأنك لم تكن، حتى إسمك ينسى و ينسى متى كان أول لقاء… هل يعقل أن ينسى ذاك الحب ، كيف ينسى وأنا المؤمن بالوفاء و لا مجال في ذاكرتي للنسيان و الخيانة أنسى أو أنسى… لكن حقاً الحب غير كل ما كتب عنه إنه أمر أشد عظمة ومتانة يكفي أن تصغي لصوت من تحب و ترا وجهه حتى تتذكر بعض الأمور رغم الشعور بغرابة الشخص لكنك مطمئن معه ، تشعر وكأنك تعرفه منذ سنوات يصعب عدها رغم أن بذاكرتك لا وجود له حكم عليه بالنسيان قدراً لا عمداً … حقا هو امر مميت لكن الحب الكريم جعل من الأمر بسيطاً و كأن ما نسي لم يكن أحدى الطرفين في علاقة الحب ليمر الأمر كأن شيئ لم يكن ، شخص يحاول التذكر والأخر التذكير.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق