مقالات

انذار السماء

بقلم غادة المصري
تعددت الكوارث الطبيعية علي الانسان منذ بدء الخليقة و منها ظهور الاوبئة علي مر العصور بدرجات و اشكال مختلفة و منها وباء الطاعون الذي ظهر اكثر من مرة في سنوات مختلفة و الذي سمي بالموت الاسود و انتشر ايضا الجدري و الكوليرا و كلها اوبئة اودت بحياة الملايين من البشر و فيروس سارس و اخيرا وباء كورونا المستجد الذي نشأ في الصين و انتقل منها الي مختلف انحاء العالم
ان التعامل مع وباء كورونا (كوفيد 19) يستلزم الحيطة و الحذر الشديدين و في الاول و الأخر الأمر كله بيد الله و في تعاليم نبي الاسلام محمد صلي الله علية و سلم حول النظافة الشخصية و ارشاداته اذا حل وباء بأرض الالتزام بالنظافة و الحجر الصحي او ممارسة العزل الاجتماعي عن الاخرين املا في تحجيم انتشار الأمراض المعدية و تعد من اكثر التدابير فعالية لاحتواء تفشي فيروس كورونا الجديد
و عن حديث اسامة بن زيد عن النبي قال “إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها و إذا وقع بأرض و انتم فيها فلا تخرجوا منها “
و من الاحاديث النبوية التي تحث علي النظافة ” إذا استيقظ احدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتي يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري اين باتت يده”
و اصبحت الأن شعوب العالم تراجع ثقافة النظافة لديها فهذا الفيروس القاتل الذي يهدد العالم سيغير كثيرا من عادات الشعوب و ثقافاتها و اولاها النظافة و الوقاية دائما خير من العلاج “و لا تلقوا بايديكم الي التهلكه “
و هناك الكثير من الايات القرآنية التي توضح الابتلاء الذي يصيب الانسان لعله يرجع عن طغيانه و مساوئة و يتذكر الله عز و جل في كل خطوة من خطواته فقد زاد الطغيان في كثير من الناس في كافة انحاء العالم فقد زاد انتشار الزنا و الفواحش الظاهرة و الخافية و انتشار النفاق بكل صوره و اشكاله ناهيك عن نسيان العبادات في كثير من بلدان العالم و انتشار الجريمة و القتل و المتاجرة بالدين و اسم الدين و انتشار الارهاب و الخيانات
السكر و العربدة و الفجور و انتشار الهوة بين الغني و الفقر فنجد الاصراف المفرط و التباهي في ظل وجود فقراء يحتاجون لمأوي او ملبس او مسكن و لا يوجد اكثراث لهم بأي شكل من الاشكال ناهيك عن العري و اللهو و البعد عن ذكر الله ,, و التعذيب في بعض البلدان مثل بورما و الصين و افريقيا الوسطي و اثيوبيا و فرنسا و انجولا و غيرها من الكثير التي يتم فيها اضطهاد المسلمين
ان الامراض الفتاكة و الأوبئة ما هي الا انذار من السماء لليقظة من السبات العميق و الرجوع عن الافعال المشينة نعم هناك من يرجع عن الطريق الخطأ و هناك من يظل ثابتا علي افعاله القذرة فهذه الرسائل الربانية التي لا يجب ان يغفل عنها الانسان قبل فوات الاوان
ان ذلك الوباء جند من جنود الله مأمور يصيب من يشاء من عباده و هناك آيات تدل علي تلك الرسائل الربانية قال تعالي (و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ) و في آية اخري ( يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جائتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها و كان الله بما تعملون بصير اذ جاءوكم من فوقكم و من أسفل منكم و اذ زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا ) (و لنبلونهم بشئ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين )
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق