شعر

ستدرك لاحقا

بقلمي احلام إبراهيم
ستدرك لاحقا أن جميع الأشياء التي استنزفت من طاقة شبابك وقلبك وحياتك بمجملها
ما هي إلا ريح موسمية ..عابرة زائلة..
تقش من سنين حياتك الشباب…والصحة والقوة..
تقحمك في علاقات وهمية…تفتح مصراعيك للزائرين على محطة عمرك ..ظنا منك أنهم استثناء..وقاعدة لن تكرر…غير قابلة للتغيير..
ثم ..تعود لنفسك …
ترى الحياة بحد ذاتها امتحان قل من أفلح فيه..
ستسخر من الأغنيات التي بكيت على طبولها من صدمة حبيب وخيبة قريب..
ستلق اللومة على نفسك لأنك في لحظة ضعف كشفت أسرار روحك ووهبتها للفضفضة المكلفة للثمن..
ستكتشف بعد أن تعبر بك المراكب العمرية وينضج الجزء الأصغر من دارة العقل لديك..
أن ما حصل لا يد لك فيه..
بل زجتك المواقف في مفترقات طرقها..لتتعلم ..لتكبر..لتنضج روحك التي أضرمت فيها نار الفوضى..
ستكتفي بفنجان قهوة..
وكتاب…
وصديق واحد يأتيك معاتبا ..مزمجرا..ويلق عليك وابل اللوائم والشتائم الأدبية ..
يجلس بجوارك …يذرف دمعة حبه…يضحك على خيبته…ويخبرك بأنه يرتاح بقربك كجرعة مهدئة لروحه..
ثم ترمي بحمولة جسدك وأمتعة عقلك فوق سريرك…ليصبح النوم مهربا وملاذ…
وفي نهاية المطاف …
تدرك أن جميع الخيبات التي نهشت من عمرك ..مردها البعد عن الله تعالى…
سيقول البعض بأننا ندعي العفة..لا بل نحن خطاءون…ومثقلون بالذنوب…
لكننا مطلع كل فجر…نغتسل بودق الدعاء..
نخطىء …نتعثر …ونتوب…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق