شعر

(الصراحه فن لا يجيدونه الكثيرون) كن صريح وابتعد عن التجريح

بقلم /أميره عبد الرؤوف.

الكلمه الطيبه صدقه هكذا علمنا رسولنا الكريم فان للكلمه اثر و وقع فى نفوس البشر فالكلمه الطيبة انتصاراً على الشيطان، فإن لم يلتزم المؤمنون بالكلام الطيب أثناء تحاورهم، ألقى الشيطان بينهم العداوة ، لأنّ الشيطان حريصٌ على إفساد ذات البين وإنّ الموفّق من وفّقه الله لكلمة الخير، فيكون له أجرها وأجر من عمل بها وان لم يكن لديك ما تقوله فأصمت آى أحفظ لسانك فقد جاء التحذير من النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من أعمالٍ تباعد فاعلها عن الجنة؛ ومنها عدم حفظ اللسان، وأخبر أن سبب دخول الناس إلى النار هو حصاد ألسنتهم، فالبعض يتساهل بما يخرج من لسانه من الكلام فكلا نحاسب عليه امام الله وهنا نجد أنفسنا مطالبين بحسن الحديث ونجد سؤال يطرح نفسه وماذا عن الصراحه إذن و
خاصة ان الصراحه كثيرا ما تؤذى مشاعر البعض هل نظل طول الوقت نمدح ونجامل لنقع هنا فى شقى الحيره.
دعونا نوضح أن الصراحه فن لابد وان نجيد التعامل من منطلق الصراحه دون تجريح أو انتقاد فإن يلتبس على الكثيرين منا أحياناً قول الحقيقة والصراحة أو اللجوء إلى المجاملة في مسألة ما، لكي لا يجرح أحدهم برأيه ويؤذيه فيحتار ما بين الاثنين، فالصراحة هي التي تؤدي إلى الراحة واكتساب حب الآخرين والمجاملة والنفاق أسلوب يثقل الضمير ويتعبه، وهناك أشخاص لا يميلون لهذا الأسلوب ولا ذاك فيستخدمون أسلوبا آخر لإبداء رأيهم وهي الوقاحة التي تغضب المصارحّ كالنقد اللادغ الذي يؤذي شعورهم ويحسهم بالنقص خصوصا إذ ما اقترنت الوقاحة بالأسلوب الجاف غير المهذب فيبتعد كل البعد عن قول الصراحة بطريقة لائقة وإنسانية.
فالصراحة هي إبداؤك رأيك بكل صراحة مع مراعاة شعور طالب الرأي منك وعدم تجريحه والتركيز على الإيجابيات في المسألة، أما الوقاحة فهي إبداؤك أيك بكل صراحة مع عدم مراعاة شعور طالب الرأي منك وتجريحه والتركيز على السلبيات أكثر من الإيجابيات، فيقصد منها هنا التجريح وليس التصحيح. وقد يرى البعض أن الوقاحة والصراحة متشابهتان من حيث قول الصدق ولكن الاختلاف في طريقة العرض وطرح الفكرة، وللأسف أصبح مجتمعنا يتقبل الكلمة الصريحة بمفهوم الوقاحة حتى لو كان القصد منها إيجابيا فيعتبرها نوعا من التدخل في شؤون الآخرين أو أنها سذاجة وخارجة عن اللباقة الاجتماعية.
وهناك أشخاص يهوون النقد والتجريح في قول الحقيقة كأن يقول شخص ما لشخص سمين يا تخين او ذكرك بأحد الصفات التى يكرهها انت فصحيح أنك تقول الصدق ولكنك ماذا استفدت من قول هذه الحقيقة إلا التجريح!!!! فأنت هنا تعيب الخالق وليس المخلوق،؟ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك». ومن هنا نستشهد أن قول الصراحة والصدق لها مواقع ومواقف وأسلوب وتصحيح أمر ما، كأن تقول لأخيك المخطأ أنه أخطأ بحق فلان ومن واجبه الاعتذار منه فهذا يؤدي إلى إصلاح ذات البين، فالصراحة مطلوبة في النصيحة في جميع الأحوال، ولو كان فيها بعض المرارة لكن الوقاحة مرفوضة في جميع الأحوال لأنها تجرح، وتؤثر سلبا على المخاطب والمتكلم، ولكن كل شخص عاقل واثق من نفسه يعرف جيداً أسلوب الحوار وآدابه.
والصراحة فن يحتاج للحكمة وذكاء وتوقيت مناسب وتكون بلباقة وابتسامة وتكون بينك وبين الشخص المصارح فقط

فلا نسى أن النصيحه على الملأ كالفضيحه .
وأذكر من محاسنه قبل النقد حتى يتقبل النصيحة فالصراحة سمة مميزة للعلاقات الإنسانية الناجحة. ومصارحة أصدقائنا والمقربين بعيوبهم أمر مطلوب وواجب، ويجب على المصارح أن يكون متفهما للصراحة لأن الهدف منها التصحيح وليس التجريح ومن الممكن أن نجعل الصراحة أمراً جميلاً عندما نلبسها ثوب الذوق و مراعاة المشاعر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق