المقال الأول المنشور بمجلة أفاق تطويرية “كتابة الخبر الصحفي”
قبل البدء في معرفة كيفية الكتابة الصحفية ,لا بد ان نتطرق لنبذة مختصرة عن تعريف الصّحافة, الصّحافة هي المهنة الّتي تقوم على جمع وتحليل الأخبار، والتحقّق من مصداقيّتها، وتقديمها للجمهور وللقارئ ,غالبا ما تكون هذه الأخبار متعلّقة بمستجدّات الأحداث على السّاحة السّياسيّة، أو المحليّة، أو الثقافيّة، أو الرياضيّة، أو الاجتماعيّة، وغيرها.
الصّحافة المقروءة أو المطبوعة من أحسن وابقي وأفضل طرق الإعلام تأثيراً في الرّأي العام؛ وذلك لأنّ الصّحيفة يتداولها النّاس مهما كانت طبقتهم أو شرائحهم ومعتقداتهم الفكريّة والثقافيّة والاجتماعيّة، وحتّى إن كان للإذاعة والتّلفاز تأثير مباشر وقويّ لدى الجمهور، إلّا أنّه يبقى تأثيراً لحظيّاً أو وقتيا
تعريف الصحافة في اللغة
الصّحافة في اللغة مصدر مشتق من عمل الصّحف، كما أنّ الصّحافة هي فن إنشاء الجرائد والمجلّات وكتابتها، أمّا “الصحفيّ” فهو من يعمل في الصّحف بمعنى المحرر الورّاق،”والجورنال” , “الصّحافة هي السّلطة الرّابعة” وصاحبة الجلالة, يرجع تاريخ الصّحافة إلى زمن البابليين؛ حيث استخدموا كاتباً لتسجيل أهم الأحداث اليوميّة لتتعرّف النّاس عليها. أمّا في روما فقد كانت القوانين، وقرارات مجلس الشّيوخ، والعقود، والأحكام القضائيّة، والأحداث ذات الأهميّة الّتي تحدث فوق أراضي الإمبراطوريّة تسجّل لتصل إلى الشّعب ليطّلع عليها. أصيبت هذه الفعاليّة بعد سقوط روما، وتوقّفت حتّى القرن الخامس عشر. وفي أوائل القرن السّادس عشر وبعد اختراع الطّباعة من قبل غوتنبيرغ في مدينة ماينز بألمانيا، ولدت صناعة الأخبار والّتي كانت تضمّ معلومات عمّا يدور في الأوساط الرسميّة، وكان هناك مجال حتى للإعلانات. وفي حوالي عام 1465م، بدأ توزيع أولى الصّحف المطبوعة، وعندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دوريّة، أمكن عندها التحدث عن الصّحف بمعناها الحقيقي، وكان ذلك في بدايات القرن السّادس عشر. وفي القرنين السّابع عشر والثّامن عشر أخذت الصّحافة الدوريّة بالانتشار في أوروبا وأمريكا، وأصبح هناك من يمتهن الصّحافة كمهنة يرتزق منها، وقد كانت الثّورة الفرنسيّة حافزاً لظهور الصّحافة الحديثة، كما كانت لندن مهداً لذلك.
الصحافة مهنة ممتعة وشيقة,كلما كان الصحفي عاشق لمهنته نجح فيها ,تحتاج لمجهود وحركة ومتابعة مستمرة لكل ما يدور علي الساحة وفي كافة المجالات,تحتاج ايضا لثقافة وصبر وقوة تحمل وقت الشدائد ,أنا كصحفي بعد كل عمل صحفي أشعر بالراحة النفسية والهدوء ,وأتمني الأ تنتهي تلك اللحظات,وأطيل فيها وأتلذذ بها ,ذاك الشعور النفسي الذي يسيطر علي عقلي وقلبي ,يظهر في كتاباتي ,ونقاء صوتي ,وصفاء روحي ,نتج عن حبي لمهنتي والأستمتاع بها ,دائما نصبح في أفضل حالاتنا وفي قمة سعادتنا ,عندما يأخذنا العمل وننهمك فيه ,ذلك الفعل الذي نستمتع به أثناء رحلتنا الطويلة مع الحياة بأتجاه تحقيق هدفنا ومستقبلنا ونسعي بكل قوة لتحقيقه ,لأثبات ذاتنا ووجودنا في الحياة ,ذاك الشعور يمنحنا حب الحياة وان يكون لحياتنا معني وقيمة ,أيضا ذاك الشعور يحعلنا نستمتع بكل شئ حولنا ,نستمتع بصلاتنا وقربنا الي الله,وبنومنا ,وحبنا للأخرين في تعاملاتنا ,يجعل أيضا كل شئ في حياتنا أمر في غاية الروعة والقيمة ,قد يكون هذا شعور الكثير منا ,الذين يحبون ويتقنون عملهم ويسعون لتحقيق أهدافهم ,والعمل عبادة ,وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” إن الله يحب إذا عمل أحد كم عملاً أن يتقنه “
الصحف هي أقدم وسائل الإعلام, امتازت الصحفية عن وسائل الإعلام الأخرى كالإذاعة والتلفزيون بعدة مميزات أهمها التنوع والتغطية المتعمقة، حيث تستطيع إمداد القاريء بمعلومات مفصلة حول الأحداث وخلفياتها، والأفكار، والآراء,قد تراجعت أهمية الصحافة الورقية مؤخراً بسبب التطور والانتشار الكبير لوسائل الإعلام الأخرى، وعلى رأسها القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الجديد,و بالرغم من تراجع الصحافة الورقية إلا أن الصحافة النصية التحريرية بأدواتها المطورة لا تزال في واجهة المشهد الإعلامي من خلال الصحافة الإلكترونية، لكنها أصبحت مختصرة وموجزة، وتستخدم أدوات الإعلام الجديد مثل (الروابط) و (النصوص النشطة)، وإضافة الصوت، والفيديو، وتعليقات القراء,وأبداء الرأي.
في بداية حديثنا عن فن الكتابة الصحفية , سوف نستعرض بإيجاز ملامح من بعض فنون الكتابة الصحفية التقليدية، كفكرة، ومفهوم، وآلية للكتابة، وهي على النحو الآتي:
- الخبر الصحفي.
- المقال الصحفي.
- التحقيق الصحفي.
- التقرير الصحفي.
الموضوع الأول: الخبر الصحفي
إن الخبر هو المادة الأساسية في الفنون الصحفية المطبوعة، أو المسموعة، أو المرئية، وهو نقل معلومة عن حدث معين آني، بصدق وموضوعية ودقة, السبق الصحفي وانفراد صحيفة أو إذاعة أو قناة بنشر خبر معين وأسبقيتها في ذلك يعد من الأهداف التي تسعى إليها وسائل الإعلام.
الخبر الصحفي يجيب على أكبر عدد من الأسئلة الخمسة وهي:
( من ؟)، (متى ؟)، ( ماذا ؟ )، (أين ؟)، (لماذا ؟).
عناصر الخبر التي تجعل منه خبراً ناجحاً كثيرة، ومنها الأتي:-
- أن يكون الخبر جديداً مجارياً للأحداث.
- أن يتوفر في الخبر فائدة تهم الناس ومصالحهم.
- أن يكون الخبر مثيراً لاهتمام أكبر عدد ممكن من الناس.
- أن يكون الخبر مشوقاً يدفع القارئ إلى متابعة تفاصيله.
- أن يكون توقيت الخبر مناسباً لزيادة الاهتمام به.
- الخبر المرتبط بالصراع له جاذبية أكبر.
- الخبر المرتبط بالمنافسة له جاذبية أكبر.
- الخبر الذي يثير التوقعات والاحتمالات لدى القاريء يعد خبراً ناجحاً.
- الغرابة والطرافة في الخبر من العناصر المهمة في الأخبار الخفيفة.
- كلما زادت شهرة الشخص الذي يتناوله الخبر زادت أهمية الخبر.
- الأخبار التي تثير وتحرك العواطف الإنسانية لدى القاريء تعد من الأخبار الناجحة.
أنواع الخبر الصحفي
- الخبر البسيط: الذي يقوم على وصف واقعة واحدة محددة في الزمان والمكان, صياغة وكتابة الخبر البسيط سهلة إذ يكفي الإجابة على الأسئلة الست، ويصاغ وفق الهرم المعكوس.
مثال: قام محافظ الدقهلية صباح أمس بزيارة تفقدية لمدينة ميت غمر ,أطلع خلالها علي ظروف المعيشة بعد وقوع زلزال بالمدينة,تابع خلال زيارته تسكين المتضررين في سكنات جديدة.
- الخبر المركب: يقوم على وصف عدد من الوقائع والربط بينها ، ويعتمد هذا النوع من الخبر على مصادر كثيرة ونجد فيه تعدد الأزمنة والأمكنة
يتطلب كتابة الخبر المركب قدرة الصحفي للربط بين الوقائع والأحداث ونستخدم في الخبر المركب العناوين الفرعية , الخبر المركب هو مجموعة أخبار بسيطة يجمع بينها موضوع واحد.
مثال: قام محافظ الدقهلية صباح أمس بزيارة تفقدية لمدينة ميت غمر ,أطلع خلالها علي ظروف المعيشة بعد وقوع زلزال بالمدينة,تابع خلال زيارته تسكين المتضررين في سكنات جديدة.
وخلال هذه الزيارة تلقي السيد المحافظ شروحات مفصلة حول كيفية أعادة المساكن المنكوبة.
وأكد سيادته التزام الدولة بتعهدها للمنكوبين والمتضررين من الزلزال والعمل بكل جهد لأرجاعهم مرة أخري لمساكنهم ,كما تعهد لهم بتوفير كافة سبل الراحة والمساعدة
