الحب بين الحاجة والاحتياج

بقلم دكتور / محمد عيد ذكي
الحب هو الارتباط العاطفي أو الشعور بالإنجذاب نحو أشخاص أو أشياء أو أماكن ، فهو شعور طبيعي للنفس المتوازنة المتصالحة مع ذاتها .
* قيل في الحب :
عرفت الحب لأول مرة في حياتي . إنه كالموت تسمع عنه كل حين خبرا ، ولكنك لا تعرفه إلا إذا حضر ، وهو قوة طاغية ، يلتهم فريسته ، يسلبه أي قوة دفاع ، يطمس عقله وإدراكة
( د/ مصطفى محمود : إعترافات عاشق )
إني عشقتك واتخذت قراري فلمن أقدم يا ترى أعذاري ؟ لا سلطة في الحب تعلو سلطتي فالرأي رأيي والخيار خياري … هذى أحاسيسي فلا تتدخلي أرجوك بين البحر والبحار .
( الشاعر : نزار قباني )
وحينما نتحدث عن الحاجة والاحتياج نجد أنهما وجهان لعملة واحدة فالحاجة { The need } من وجهة نظري أنها مطلب أساسي من متطلبات الحياة للبشر مثل : المأكل والمشرب والجنس وغيرها وقد تظهر في صورة مادية بينما نلاحظ الاحتياج يظهر في صورة معنوية تسيطر عليه المشاعر والأحاسيس التي تكمل الحاجة المادية ، فالاحتياج أعمق شعورا بالحاجة وقوة طاقتها .
الحب الحقيقي الذي ينبت في أرض خصبة تروى بماء الاهتمام والوفاء يصير شجرة كبيرة نستظل بظلها ونرتوي من خيراتها إن الحب حينما يقع بين الاحتياج والحاجة نصل إلى زروة الرومانسية والسعادة ، لكننا نجد أن هناك أناس لديهم الاحتياج قد يصل إلى زروته ولم يجدوا من يهتم بهم لإشباع هذا الاحتياج ، لذا يحاولون البحث عنه في اتجاهات شتى قد يقعون في مشاكل أو يتخلى عنهم حبيب أو يخسروا صديق ، وقد يفوزوا برفيق جديد .
إن الاندفاع القوي الناتج من قوة طاقة الاحتياج لحاجة معينة قد يكون منجز أو معجز ، إن الاهتمام والحنو والوداد والعطف لغة جميلة لإدراك الحب المحسوس والمواقف التي تواجهنا المصحوبة بمشاعر صادقة تمكننا من إدراك الحب الملموس ، وكل من الحب المحسوس أو الملموس يعبر عن مشاعر صادقة وأحاسيس حقيقية ، ولكن فقد وخسارة كل هذا يجعل المحب يبحث عن المحسوس والملموس في أي اهتمام يقابله حتى لو كان خاليا من الحب الحقيقي – إن الاحتياج الصادق للحب نجده في مشاعر محسوسة أو مواقف ملموسة تشبع رغباتنا الداخلية في الحب والسعادة .
إننا ولدنا في أرض الخطايا . والحل ليس الصراخ ، وليس الغضب ، وليس القتل ، وليس قذف الطين في وجوه المخطئين ، ولكن الحل مزيدا من الحب . أن يحاول كل منا أن يصلح نفسه ويقوم ذاته ويكون قدوة لغيرة قبل أن يقف منه موقف القاضي من المتهم . وتذكر أنك يمكن أن تخطئ أنت أيضا حينما تكبر وتلح عليك شهواتك وغرائزك (د/ مصطفى محمود :إعترافات عاشق)
٠ تعليق

هدى العيسوى