مقالات

الهواتف الذكية والناس أغبياء

بقلم :- ايناس جمال
ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان ليعمر الارض وسخر له كل شئ ليستطيع التعامل مع الحياة والتعايش فى الارض ومع مرور الزمن أصبح الإنسان فى تقدم مستمر إخترع أشياء كثير وإكتشف أشياء أكثر ووصل الى أعلى درجات العلم ..
إنجازات عظيمه غير متوقعه نفذها الانسان على الارض وأصبح العلم والعمل والإختراعات والتطور ليس له حدود وبرغم كل التعب والمشقه التى واجهها الانسان منذ بداية الخلق الى انه كان سعيدا بكل شئ حوله وكان يخرج للرفاهيه وممارسة الرياضه والتواصل مع الاهل والاقارب والجيران كان يوجد سعاده حقيقيه ..
لقد تغيرت حياة الانسان مع بداية ظهور الهواتف الذكية أصبح الانسان أسيرا” لها والهاتف لا يترك يد الانسان ابدا” ..
شاشة الهاتف المضيئه امام العين أخذت منا كل جميل أخذت السعادة أخذت المال وراحة البال …
عندما اخترعوا الغرب الهاتف الذكى كان المقصود منه تسهيل التواصل فى العمل وسرعة التحدث وتوفير الوقت والجهد ..
لقد اخترعوا الهاتف الذكى وهم لم يعلموا أن العالم بأكمله سيستخدمه إستخدام سئ وأضراره أكثر وعيوبة أكثر من مميزاته ..
الغرب الان اصبحوا يعانون من أضرار الهواتف فلا يوجد اختراعات جديده ولا عمل بجدية اصبحت الهواتف تسرق الوقت علمت الانسان الكسل والخمول والإكتئاب تمكنت الامراض النفسيه من الانسان بسبب الإحباط والوحده والتواصل المصطنع الغير حقيقى ..
مثال بسيط لما يحدث اليوم …
كل فرد يمسك الهاتف المحمول فى يده دائما وهو فى العمل والطريق ومع الاصدقاء حتى فى الأجازات ويوم الراحه من العمل لم يفارقه الهاتف ..
نحن الان لم نستمتع ونجلس مع الاهل فى المنزل فقط كل ما نفعله هو ان ندخل الغرفه ثم نغلق الباب ونفتح الهاتف وتضئ الشاشه امام اعيننا ثم نغرق فى بحر من البوستات والاشارات والصور والاغانى والموضوعات المختلفه نضحك ونحزن ونسافر ونجرى ونتسوق ونحقد ونحسد ونقرأ المشكلات السياسية و الاجتماعية والشخصيه ونحتد على بعض فى الكلام ثم نتواصل ونقدم التهانى وكل هذا بقناع مختلف والجميع يتكلم عن المبادئ والاخلاق ولم نعلم اين يختبء السيئون فالجميع يتحدث بمثاليه ..
حتى اختلفت المعادله السياسيه باختلاف الاراء وحرية الرأى لكل فرد على صفحته .
كما اثر موقع التواصل الاجتماعى على الامان والاستقرار فى العالم وخصوصا فى الوطن العربى فهو سبب رئيسى فى قلب الاحداث وخلق ثورات الربيع العربى التى لم نجنى منها الا الخراب والتشرد فى المنطقه ..
اما عن التواصل الاجتماعى بين الاصدقاء والاطمئنان عليهم اصبح عند طريق كلمه (اون لاين) وهذا يعنى ان صديقى بخير فهو متصل الان بشبكة الانترنت ..
اما عن الحب اصبح بدايتة اضافة صديق ثم لايك وكومنت وتبدأ المحادثات الكتابية التى لا تستغرق اكثر من اسبوع او شهر وبعدها ياتى الملل والتجاهل وينتهى الحب بعمل بلوك .
مشاعرنا كلها داخل بوستات فرح او حزن او عتاب او كره او تهنئه او بوستات رومانسيه ..
نسبة كبيرة من الشباب يبحثون عن النصيب والزواج داخل هذه الشاشه ومن الممكن ان يكون النصيب امامهم فى العمل او اى مكان اخر ولا ينظروا له لانهم مشغولون بشاشة الهاتف المضيئه ..
اين الاطفال الذين يلعبون الغميضه والامان حولهم فى كل مكان اين العروسة اللعبه التى كانت تلعب بها البنات اين ضحك الاطفال والتعب التى يحل عليهم من كثرة التعب فالاطفال الان منشغلون فى العاب الموبايل لقد اختفت العاب كثير فى مجتمعنا ..
اصبحت البيوت المصرية ليس لها روح صمت مستديم بسبب التركيز فى الهاتف وما يحدث فى العالم ..
نحن نعيش تواصل اجتماعى وهمى مزيف منافق ينتهى بمجرد ان ترفع عينيك عن هذه الشاشه المضيئة وتنظر حولك ستجد الوحده فى كل مكان ووقتها ستكتشف العالم الوهمى التى كنت فيه …
لقد اخترع مارك الفيس بوك لكى يتخلص من الوحده ويريد التواصل مع الناس فمن المضحك كثيرا انه تخلص بالفعل من الوحده المحيطه به وترك لنا التواصل المزيف والوحده والاكتئاب وتفرغ هو للقرأة والعمل وتطور اختراعه يوم بعد الاخر وجمع الاموال والتصفيق والتكريم هو الوحيد المستفاد من كل هذا ..
فقط ارفع عينيك عن تلك الشاشه اغلقوا الهواتف ليوم واحد
اتركوا الغرفه المغلقه المظلمه …عودوا الى الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق