مقالات

عذرا أرفض الحظر الكامل وتوقف الإنتاجية تماما مقابل خفض الرواتب للنصف ”

بقلم د.محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية

عذرا أرفض الحظر الكامل وتوقف الإنتاجية تماما مقابل خفض الرواتب للنصف وفي ما يلي أهم الأسباب التي إستندت عليها في تكوين هذا الرأي الشخصي المتواضع :-
أولا :-
خطة العودة للعمل تدريجيا التي أعلنها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” سوف تكون مرجعا ليس للولايات المتحدة الأمريكية فقط ولكن لعدة دول أخرى وهي خطة تسعي للعمل بالتدرج وليس لتقليل الرواتب مع توقف العمل والإنتاجية تماما .
ثانيا :-
مخططات الاستثمار والإنتاج ومعدلات النمو المستهدفة لدى حكومات الدول ورجال الأعمال أيضا أكبر من تخفيض جزئي في رواتب العاملين مع توقف الإنتاجية .
ثالثا :-
الحكومات ورجال الأعمال يريدوا إنتاجية ولو بشكل جزئي وليس دفع رواتب بشكل جزئي مع توقف الإنتاجية تماما .
رابعا :-
هناك دول كثيرة تضررت إقتصاديا نتيجة توقف الإنتاجية تماما بشكل أكبر من الأضرار الاقتصادية الناشئة عن حالات الإصابة أو الوفاة بفيروس كورونا المستجد وأكبر أيضا من أي زيادة يمكن توجيهها للانفاق الطبي والتعقيم والتطهير وكافة الإجراءات الوقائية التي سوف يتم العمل بها سواء كانت الإنتاجية متوقفة أم لا ؟
خامسا :-
هناك عدة دول منها مصر تدرس الوضع يوما بيوم وتخطط لعودة السياحة والطيران بعد إجازة عيد الفطر لكن مع تشديد الإجراءات الوقائية وتقليل لإعداد المسافرين وتقليل إعداد القادمين من السائحين مع مراجعة الموقف يوما بيوم من مبدأ وخطة عودة العمل في كافة القطاعات الاقتصادية إذا زادت إعداد المصابين والوفيات بشكل كارثي لاقدر الله .
سادسا :-
الاتجاه لمنع الإنتاجية وتوقفها تماما مع خفض الرواتب ليس هو التوجه العام حاليا لدى كافة دول العالم شرقا وغربا سواء كانت دول نامية أو متقدمة أو أكثر فقرا سواء كانت متضررة بشكل كبير من تفشي فيروس كورونا أو متضررة بشكل أقل من غيرها من تفشي هذا الفيروس وهذا إجماع يحمل في طياته نظرة طويلة الأمد سياسيا واجتماعيا قبل أن تكون نظرة إقتصادية .
سابعا :-
أضحت حاجات الدول من حكومات ورجال أعمال معا تضغط بقوة وعن صدق منعا للانزلاق في حالة كساد كبير يشبه الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين فضلا عن أنه ليست كل العمالة منتظمة ولديها رواتب ثابتة يمكن خفضها وزيادة أعداد المتعطلين عن العمل إلى جانب الكساد تخلق كارثة سياسية وإجتماعية قبل أن تكون كارثة اقتصادية .
هذا رأي شخصي متواضع يستند لقراءة الواقع من جانب إنساني فالانسان كائن إجتماعي يحتاج للخروج للعمل والتواصل مع أناس آخرين حتى وإن كان ذلك بدون راتب من الأساس وهناك جوانب للصحة النفسية يحتاجها الإنسان تفوق الأهمية الصحية للوقاية من فيروس كورونا ، وهناك ضرورة لتغيير ثقافة الناس لتكون الإجراءات الوقائية جزء من حياتهم بدلا من الرهان على بقائهم بالمنازل لأن ذلك رهان خاسر في كافة دول العالم فالإنسان كائن إجتماعي وطول فترة العزل تجعله عرضه للاكتئاب وتصديق الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي وكل هذا له أضرار نفسية وصحية واقتصادية أيضا ، كما أن أعداد الوفيات اليومية بسبب التدخين والسرطان والانفلونزا الموسمية وغيرها من الأمراض الأخرى أكثر بكثير من الوفيات بسبب تفشي وباء كورونا ، وهناك حاجات سياسية وإجتماعية لاستمرار العمل والإنتاج تفوق الحاجة إلى الحظر بالمنازل وذلك سواء كانت الإنتاجية تحقق مكاسب اقتصادية أم لا ؛ وهذا لإن إستمرارية العمل وعدم التعطل عن العمل هدف إنساني كما أن الحفاظ على حياة الإنسان هدف إنساني والخروج للعمل مع الأخذ بالاحتياطات الوقائية التي يقول بها الأطباء لا يعد وضع للنفس في موضع التهلكة وإنما توكل مع الأخذ بالأسباب والسعي لمصلحة البلاد والعباد معا ، حفظنا الله جميعا من كل سوء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق